في ذكرى الاحتفال بيوم أفريقيا.. مصر تقود القارة السمراء لتنمية مزدهرة و«إسكات البنادق» أهم أولوياتها

?????? ?????? ?????? ???????

?????? ?????? ?????? ???????

 

يشهد العالم في يوم الـ 25 من كل عام، الاحتفال بيوم أفريقيا، وهو اليوم الذي شهد تأسيس مُنظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963، والتي تبلورت مبادئها من منطلق إيمان صادق بقدرة القارة الأفريقية على التوصل لرفاهيتها وتنميتها المُستدامة، وتحقيق تطلعات وآمال شعوبها، وذلك عبر توحيد الرُؤى والأهداف بين كافة الدول الأفريقية.

 

وتتوج أفريقيا فى هذا اليوم، معبرة عن استقلالها وحروبها من أجل التحرير من قبل الإمبرياليين الاستعماريين، وكان تعزيز هذا التحرير أول اتحاد للبلدان الأفريقية على الأراضى الأفريقية، بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.

 

وبالتزامن مع احتفالات هذا العام بيوم أفريقيا مع الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، وعلى الرغم مما تحقق في سبيل تلبية التطلعات الأفريقية المُشتركة، إلا أنه لايزال الكثير من العمل المُشترك ينتظر دول القارة الأفريقية، وهو الأمر الذي تسعى مصر إلى تقديم إسهامها فيه يداً بيد مع كافة الأشقاء الأفارقة، وصولاً إلى توفير مُستقبل أفضل لأفريقيا على كافة المناحي، وعلى رأسها تحقيق التنمية المُستدامة، وتعزيز السلم والأمن، فضلاً عن تمكين الشباب الأفريقي، وتحسين الخدمات الصحية في أفريقيا.

 

أسوان عاصمة الشباب الأفريقي

وتبذل مصر جهودًا كبيرة مع أشقائها الأفارقة نحو تعزيز مجال تمكين الشباب، باعتبارهم أحد أهم ثروات وإمكانيات القارة في مواجهة كافة التحديات، فقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية في ختام النسخة الثانية من "مُنتدى شباب العالم" عن اختيار مدينة أسوان عاصمةً للشباب الأفريقي للعام 2019، كما تستضيف مصر العديد من الفعاليات الشبابية الأفريقية الهامة مثل مبادرة "تجمعنا قارة" للشباب الأفارقة التي عُقدت خلال الفترة من 1 إلى 6 مارس 2019 بأسوان، و"مُلتقى الشباب العربي والإفريقي" الذي عُقد خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس 2019 بأسوان، وكذا تنظيم "منحة ناصر للقيادة الأفريقية" لـ 100 شاب أفريقي والمقرر عقدها خلال الفترة من 8 إلى 22 يونيو 2019 بالقاهرة في إطار مُبادرة مفوضية العلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية بالاتحاد الأفريقي لتأهيل مليون شاب أفريقي بحلول عام 2021.

 

كأس الأمم الأفريقية

وفيما يتعلق بمجال الرياضة في أفريقيا، وإيماناً بأهمية النشاط الرياضي في خلق أجيال وقادرة على تحمل مسئولية النهوض بأفريقيا، تحرص مصر على استضافة العديد من الفعاليات الرياضية الأفريقية، ولعل أبرزها استضافة النسخة المُقبلة من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم خلال الفترة من 15 يونيو إلى 13 يوليو 2019.

 

أفريقيا المزدهرة

انطلاقاً من إيمان الدولة المصرية الراسخ بأن صحة وحيوية أبناء القارة الأفريقية هما المفتاح الحقيقي للتقدم والازدهار، وإدراكاً لأهمية هدف أجندة التنمية 2063 "أفريقيا مزدهرة، قائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة"، فقد أطلق رئيس الجمهورية عبد الفتّاح السيسي مبادرة من أجل القضاء على فيروس التهاب الكبد "سي" لمليون أفريقيّ، إلى جانب إطلاق مرحلة جديدة من حملة "100 مليون صحّة" لتقديم الرعاية الصحية للمقيمين بمصر من غير المصريين، حيث جاء ذلك في الجلسة الختاميّة لملتقى الشباب العربيّ الأفريقيّ في أسوان، التي عقدت في 17 مارس 2019.

 

ولن تدخر مصر جهداً في العمل مع أشقائها الأفارقة لتوفير حياة صحية آمنة لجميع أبناء القارة من خلال نظم رعاية صحية متكاملة، حيث  تعتزم الحكومة المصرية تقديم المساعدة الفنية للكوادر الطبية بالدول الإفريقية المختلفة في مجالات الكشف على المواطنين والتشخيص.

 

مصر وتنمية القارة السمراء

واستمراراً للجهود المشتركة مع الأشقاء الأفارقة في المجال التنموي، تُساهم "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية" في نقل ومشاركة الخبرات المصرية المتنوعة مع الكوادر الأفريقية في العديد من المجالات مثل الصحة والزراعة والري والطاقة المُتجددة والدبلوماسية، عبر بناء القدرات وإيفاد الخبراء وغيرها، حيث شملت جهود الوكالة منذ إنشائها عام 2014 حتى الآن تنظيم ما يقرب من 305 دورة تدريبية شارك فيها ما يزيد عن 10 آلاف متدرب، إلى جانب إيفاد 70 خبير مصري في المجالات المختلفة، حيث تسعى الوكالة إلى بناء إطار من الشراكة مع المؤسسات التنموية الدولية والإقليمية المعنية، وبالتعاون مع المؤسسات والهيئات المصرية المعنية، بما يُساهم في تحقيق أهداف أجندة التنمية الأفريقية 2063.

 

إسكات البنادق

واستطاعت أفريقيا أن تقطع شوطاً طويلاً للتغلب على العديد من العقبات المتعلقة بتحقيق السلم والأمن، إلا أنه تظل الحاجة للمزيد من العمل الأفريقي المشترك بين دول القارة لترسيخ مقومات السلام والأمن والاستقرار في القارة، حيث تعي مصر جيداً حجم المسئولية الكبيرة التي تقع على عاتقها خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي لتنسيق العمل الأفريقي المُشترك، خاصة على ضوء تبني مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية" كأحد أهم السُبل للتعامل مع التحديات المُشتركة التي تواجه القارة.

 

تسعى مصر سوياً مع دول القارة لإسكات البنادق في كافة أرجاء القارة بحلول عام 2020، وإنهاء الاقتتال في أفريقيا.

 

كما تسعى القارة أيضاً لتفعيل السياسة الأفريقية الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، حيث تقرر خلال القمة الأفريقية في يوليو 2018 استضافة مصر لمقر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وذلك في إطار دور مصر لدفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة في النزاعات، وليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية الدولة وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.

 

وانطلاقاً من مبدأ العمل الأفريقي المشترك لترسيخ السلم والأمن فقد استضافت مصر منذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي عدة فعاليات، أبرزها دورة للمدربين الأفارقة حول "منع الاستغلال والاعتداء الجنسي في عمليات حفظ السلام"، واجتماع القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان الذي خرج بنتائج إيجابية للحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة وتماسك السودان، بالإضافة إلى عقد اجتماع قمة الترويكا ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي لاستعراض التطورات على الساحة الليبية وسُبل احتواء الأزمة وإحياء العملية السياسية والقضاء على الإرهاب في ليبيا.

 

وفي ضوء أن عمليات حفظ السلام تمثل أحد أهم الوسائل لتعزيز وحفظ السلام والأمن خاصة في أفريقيا التي يوجد بها عدد من أهم وأكبر تلك البعثات، وانطلاقا من إيمان مصر بضرورة تعزيز فاعلية بعثات حفظ السلام بما يمكنها من مواجهة التحديات المتنامية التي باتت تواجهها وتنفيذ المهام التي تكلف بها، فقد قامت مصر من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام بعقد "مؤتمر القاهرة الإقليمي رفيع المستوى حول تعزيز أداء عمليات حفظ السلام: من صياغة الولاية وحتى خروج المهمة" يومي 18 و19 نوفمبر 2018 بمشاركة الفاعلين الرئيسيين ولاسيما كبريات الدول الأفريقية المساهمة بقوات في عمليات حفظ السلام، والدول الأفريقية المستضيفة لتلك البعثات، فضلاً عن أعضاء مجلس الأمن وكبار الممولين وسكرتارية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وتعكس "خارطة طريق القاهرة"، التي تمثل المخرج الرئيسي للمؤتمر، رؤية الفاعلين الرئيسيين ولاسيما من أفريقيا لمسألة تعزيز فاعلية أداء عمليات حفظ السلام، وتنفيذ مبادرة سكرتير عام الأمم المتحدة "العمل من أجل حفظ السلام"، بأسلوب شامل ومتوازن يؤكد على مسئولية كافة الأطراف في العمل على تطوير أداء عمليات حفظ السلام.

 

مصر ورئاسة الاتحاد الأفريقي 

وفي هذا الإطار أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمتة بالاحتفال بيوم أفريقيا على ضرورة  التوحد الأفريقي، والتعاون للنهوض بالقارة السمراء.

 

وأكد السيسي أنه في مثل هذا اليوم منذ ستة وخمسين عاماً؛ قام الآباء المؤسسون لمنظمة الوحدة الأفريقية بغرس بذرة الوحدة والتعاون الأفريقي، ووضعوا لبنة الاندماج الاقتصادي والتكامل القاري، وشيدوا جسور عبور أفريقيا نحو الاستقرار والتقدم والازدهار.

 

وقال الرئيس إننا اليوم نجني ثمار جهد الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، وعمل أجيال أفريقية متعاقبة بشكل دؤوب طيلة العقود الماضية، فقارتنا العزيزة تخطو بثبات نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ خطتنا الطموحة للتنمية المُمثلة في أجندة 2063، ويوماً بعد يوم تزداد فعالية جهودنا المشتركة في إيجاد حلول لنزاعات ومشكلات عانت منها القارة لعقود وحالت دون تحقيق أحلام شعوبها.

 

وفي سبيل تحقيق الأهداف المشتركة طالب الرئيس السيسي بضرورة العمل على الاستفادة من قدرات القطاع الخاص، إلى جانب جهود الحكومات الأفريقية، وذلك لتشجيع سواعد أبناء أفريقيا على بناء المشروعات القارية الرائدة لتطوير منظومة البنية الأساسية الأفريقية، بما يُسهم في استكمال مسار الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي وربط الأسواق الأفريقية، ويساعد في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية التي نستعد معاً للاحتفال بدخولها حيز النفاذ في قمتنا الاستثنائية المقررة في يوليو المقبل بجهورية النيجر الشقيقة.

 

وتابع الرئيس أنه بالتوازي مع تلك الجهود والتطورات يتعين علينا أن نسعى حثيثاً نحو تطوير ثرواتنا البشرية وتأهيل شباب القارة لمواكبة تطورات العصر والاضطلاع بمهامهم في قيادة مستقبل أفريقيا، فضلاً عن مواصلة تعزيز دور المرأة الأفريقية كقلب نابض لمجتمعاتها ونبراس لتحولها الاقتصادي واستقرارها، بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوبنا، ترسيخاً للهوية الأفريقية وإعلاءً لمبادئ التضامن الأفريقي.

 

وشدد رئيس الجمهورية على أنه لا يوجد أمامنا سبيل سوى بذل الجهد والتمسك بوحدتنا لتحقيق حلم الآباء المؤسسين وتطلعات شعوب أفريقيا العظيمة في إيجاد قارة مستقرة ومزدهرة تكفل العيش الكريم لكل أبنائها، وتبث نور الحضارة وثقافة التسامح والمحبة لكل العالم.

 

وتعقيبا على كلمة الرئيس السيسي، أشاد الدكتو حسين أبو العطا، رئيس حزب "مصر الثورة"، بكلمه الرئيس عن إفريقيا ومشاكلها، بمناسبة "يوم إفريقيا"، لافتا إلى أن الكلمة أظهرت أن الرئيس يعرف جيدا أزمات القارة.

 

وقال "أبو العطا"، إن الرئيس السيسي وضع حلولا لكل مشكلات القارة حينما قال "أنه لا يوجد أمامنا فى قارتنا الإفريقية، سبيل سوى وحدتنا فى إيجاد قارة مستقرة ومزدهرة".

 

وأكد رئيس "مصر الثورة"، أن الرئيس السيسي يضع القارة الإفريقية في مقدمة اهتماماته وذلك لإدراكه أهمية الوجود المصري في القارة، مشيرا إلى أنه بفضل جهود الرئيس الخارجية عادت مصر لمكانتها فى إفريقيا بعد تجميد عضويتها عقب ثورة 30 يونيو.

 

 

وأشار إلى أن مصر عادت لريادتها إفريقيا بجدارة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي واكتساب ثقة أشقائها الأفارقة.

 

وختامًا فإن القارة السمراء  منفتحة على التعاون مع الشركاء الدوليين كافة، من حكومات ومنظمات دولية وشركات القطاع الخاص ومؤسسات التمويل العالمية، في بناء أفريقيا المستقبل، وذلك في إطار تعاوني وشراكات مستدامة تضمن تحقيق المصالح المتبادلة بشكل عادل، وتسهم في تعزيز استقرار وازدهار عالمنا وإثراء التجربة الإنسانية.