?????? ???????
بورسعيد المدينة الباسلة التي تحتفل غدًا «الاثنين»، بالذكرى الـ 63 على دحرها للعدوان الثلاثي، تستحق أن تكون أيقونة محافظات مصر في 2019، بفضل الإنجازات التنموية التي تحققت على أرضها، حيث تحظى باهتمام غير مسبوق من القيادة السياسية تقديرا منها لبطولة شعبها وأهلها لسنوات طويلة، ولموقعها الجغرافي على ناصية العالم، والذي يمنحها ميزة تنافسية، وموقع جاذب للاستثمار، فعلى أرضها تجرى العديد من المشروعات القومية، ومنها انطلقت شرارة منظومة التأمين الصحي ليتحول الحلم إلى حقيقة، فتحولت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاطرة تنمية لمصر كلها بفضل المشروعات العملاقة الجارية حاليا بشرق بورسعيد والكيانات الاقتصادية التي تضخ استثمارات ضخمة بغربها وجنوبها، مما يوفر فرص عمل للشباب، وكذلك التطور والمشروعات الكبرى التي تشهدها في ملفات قناة السويس والصرف الصحي والمياه والعشوائيات والإسكان ورصف الطرق وكوبري النصر العائم، والمعديات الجديدة وتطوير الشواطئ.
فاليوم وهي تعبر ذكرى انتصارها تحمل بورسعيد رايات المقاومة الشعبية والتضحية والفداء، ورسالة للمصريين تؤكد أن الصبر والمثابرة والإرادة وقبلها الالتفاف حول القائد هي مفاتيح النصر في كل معركة، وأن انتصار مصر في معركة التنمية وذكرى عيد النصر وجهان لعملة واحدة، قاسمهما المشترك الإرادة الوطنية للقائد والشعب.
وعبر السنين تؤكد مدينة بورسعيد الباسلة رمز البطولة والفداء في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر أنها لم تكن لتحقق هذا النصر وتصمد أمام قوات العدوان الثلاثي البريطاني والفرنسي والإسرائيلي عام 1956، إلا بإرادة شعبها التي نجحت في دحر العدوان وتحرير أراضيها من المحتل وتأكيد مصرية قناة السويس.
بورسعيد الباسلة أيقونة الحرية، وإحدى أهم بوابات مصر الواقعة في مدخل قناة السويس الشمالي المطل على البحر المتوسط، تحتفل غدا بعيدها القومي الذي يتزامن مع ذكرى عيد النصر، وعيد بورسعيد القومي هو عيد قومي لمصر كلها، ولذلك تحتفل مصر سنويا في 23 ديسمبر من كل عام بهذه المناسبة، التي تعكس ذكرى الصمود في معركة العدوان الثلاثي المصيرية، والبطولات المميزة التي قام بها أهالي مدينة بورسعيد، للتغلب على جيوش ثلاث دول بكامل عتادها وتسليحها، حيث كان لبروز اسم مصر بعد ثورة 23 يوليو، كدولة قوية تحاول دعم ومساندة حركات الثورة في المنطقة ضد النفوذ البريطاني والفرنسي، أثرا سلبيا على المستعمرين الذين قرروا العمل على وقف أحلام الدول العربية التحررية، فقامت القوات البريطانية والفرنسية بمهاجمة الجيش المصري، وشاركت القوات الإسرائيلية في المعركة طمعا في الاستيلاء على سيناء المصرية، وفشل هذا التحرك العدواني نتيجة البطولات المصرية في التصدي للغزو، بالإضافة للإنذار الأمريكي الروسي المشترك للدول المحتلة.
63 عاما تمر هذا العام على عيد النصر بمدينة بورسعيد، تلك الملحمة الرائعة التي سجلها التاريخ ويرويها الأجيال منذ أعوام وتجسد حتى يومنا هذا صمود وكفاح ومقاومة شعب بورسعيد تجسيدا حيا في 23 ديسمبر عام 1956، وفيه قدم أهالي المدينة الباسلة ورجال المقاومة الشعبية خلال حرب العدوان الثلاثي ملحمة من البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن أرض الوطن وعزته وكرامته وكل قطرة دماء سالت على أرض بورسعيد هي بمثابة بطولة لصاحبها وللأجيال المتعاقبة التي تعيش على أرض مصر ويجب أن تتفاخر بها كما سجلتا كتب التاريخ، وهذه الذكرى هي عيد لمصر والمصريين، التي أكدت وما زالت تؤكد أن مصر عصية على أي عدو.
بورسعيد كما كانت نقطة قوة بجميع الحروب التي خاضتها مصر في العصر الحديث وتصدر أهلها المشهد في مواجهة الأعداء داخليا وخارجيا خلال الأحداث العصيبة التي شهدتها مصر والسنوات الماضية، وذلك دفاعا عن الحرية والكرامة والإنسانية، فهي إلى يومنا هذا تشارك في حرب جديدة لمساندة رجال الجيش والشرطة في حربهما ضد الإرهاب، وفي معركة التنمية.
ثمار التنمية التي بدأت تؤتي أكلها، جاءت من حقل "غاز ظهر" الموجود في منطقة تبعد نحو 200 كيلو متر شمال بورسعيد هو أكبر حقل غاز في مصر تم اكتشافه في البحر المتوسط، وسيضاعف هذا الحقل ثروة مصر من الغاز الطبيعي، وطبقا لتقديرات شركة إيني، التي اكتشفت الحقل فإن إنتاج الحقل ارتفع تدريجيا حتى وصل إلى نحو 2.5 مليار قدم مكعب في السنة خلال عام 2019، هذا الإنتاج يشكل نحو 40 % من إنتاج مصر من الغاز.
فيما جاء افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي في شهر أكتوبر الماضي لأنفاق بورسعيد الجديدة (أنفاق 3 يوليو)، بمثابة افتتاح أنفاق الخير، فلأول مرة أصبح الوصول إلى سيناء لا يحتاج سوى دقائق معدودة، كما أصبح تداول البضائع وحركة انتقالها بين شرق وغرب مدن القناة أكثر سهولة، نفقا بورسعيد يربطان غرب مدن القناة بشرقها لتسهيل حركة التجارة في منطقة إقليم قناة السويس، حيث تربط الأنفاق الجديدة بين قارتي أفريقيا وآسيا.
وتمر أنفاق بورسعيد أسفل قناة السويس القديمة عند علامة الكيلو 19.150 وعلى عمق 64 مترا من سطح القناة، لتصل بين جنوب بورسعيد لشرق التفريعة لربط مدن القناة بسيناء مباشرة في أقل وقت ممكن، فالمرور داخل هذه الأنفاق لا يستغرق سوى دقائق معدودة "من 5 إلى 10 دقائق" للوصول إلى أي مكان في مدن القناة، وقد تم ربط نفقي بورسعيد وطول كل منهما 4 كيلومترات، بمجموعة من الممرات العرضية التي تستخدم لحالات الطواريء، ويستوعب النفق الواحد 2000 سيارة في الساعة، بمعدل عبور 40 ألف سيارة في اليوم للنفق الواحد.
أما منظومة التأمين الصحي فهي درة تاج الإنجازات التي حظيت بها تلك المحافظة الباسلة خلال العام الحالي، إذ شهدت تنفيذ المرحلة الأولى من المنظومة، ومنها أعلن السيسي إطلاقها بعدما أكدت المؤشرات نجاح المرحلة الأولى، حيث قال خلال افتتاحه سلسلة من المشروعات بالمحافظة، إنه "إيمانا منا بحق كل مواطن في الرعاية الصحية المتكاملة وفقا لأعلى معايير الجودة، وتحقيقا لحلم طال انتظاره، ومن أجل مستقبل يستحقه أبناء هذا الوطن العظيم، وانطلاقا من مدينة بورسعيد (شمال شرق القاهرة) أعلن إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل".
وأوضح أنه سيتم خلال عام امتداد تلك المنظومة لتشمل عدة محافظات، هي الإسماعلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء وأسوان والأقصر إلى جانب بورسعيد، مؤكدا أن مظلة التأمين الصحي الشامل سوف تشمل كل أبناء الشعب المصري في مختلف المحافظات، وفق خطة تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاما.
وأضاف أن "التأمين الصحي الشامل مشروع تكافلي يتكاتف من خلاله الغني والفقير، لمساعدة المرضى في علاجهم الذي قد يكلفهم مئات الآلاف"، مشيرا إلى أن الدولة ستتحمل جانبا أساسيا من دعم منظومة التأمين الصحي، بينما سيتحمل كل مواطن نسبة محددة من علاجه وفق قواعد مقررة، إلى جانب المساهمات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني بهذا الشأن.