استياء أممي من قرار الرئيس الأمريكي بتعليق المساهمة في منظمة الصحة العالمية

?????

?????

 

أثار قرار تعليق مساهمة واشنطن في منظمة الصحة العالمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مخاوف كبرى في ظل تفشي فيروس كورونا، ولاسيما أن نسبة تمويل الولايات المتحدة للمنظمة تبلغ 20 % وهي نسبة لا يستهان بها.

ومن جانبه، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قرار ترامب بتعليق تمويل منظمة الصحة العالمية احتجاجا على طريقة تعاملها مع وباء فيروس كورونا.

وقال غوتيريش في بيان له اليوم، إن هذا "ليس الوقت المناسب لتقليص الموارد لعمليات منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة إنسانية أخرى في مكافحة الفيروس".

وأضاف أن "هذا وقت الوحدة وعلى المجتمع الدولي العمل سويا في تضامن لوقف الفيروس وتبعاته المدمرة".

وكان ترامب قد أصدر اليوم أوامره للمعنيين في بلاده، بتعليق تمويل منظمة الصحة العالمية، "مؤقتا على الأقل"، معتبرا أن المنظمة "فشلت في القيام بواجبها الأساسي ويجب أن تخضع للمساءلة".

وطالب ترامب بضرورة أن تقوم منظمة الصحة العالمية بإجراء إصلاحات داخلية، منوها بالتمويل الضخم الذي يقدمه دافع الضرائب الأمريكي للمنظمة.

وأضاف في مؤتمر صحفي لخلية الأزمة حول مستجدات كورونا اليوم الأربعاء، أن أخطاء منظمة الصحة العالمية تسبب في وفاة الآلاف حول العالم حيث تأخرت في إعلان حالة الطوارئ بسبب كورونا.

وأشار دونالد ترامب، إلى أن اعتماد المنظمة على المعلومات التي قدمتها الصين تسبب في تضاعف الإصابات، معقبا "كان يمكن إنقاذ الكثير من الأرواح لو أن منظمة الصحة أرسلت مبكرا خبراء إلى الصين".

ولفت الرئيس الأمريكي، إلى أنه وجه إدارته بضرورة تعليق التمويل للمنظمة لأنها أخفقت بأداء مهامها بشكل كامل وفشلت كليا في تقديم معلومات شفافة حول الفيروس.

ومن جانبها نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسئول أمريكي كبير قول إن تعليق المساهمة الأمريكية في ميزانية منظمة الصحة العالمية سيدخل حيز التنفيذ فورا، مما يعني أن التأثير سيكون سريعا على أنشطة المنظمة.

واستخدمت هذه الأموال الأمريكية للمساعدة في مكافحة شلل الأطفال في أفريقيا، ودعم خدمات صحية وغذائية أخرى.

وكان من المتوقع أن تكون الحصة الأمركية في عام 2020، أقل بقليل من 116 مليون دولار، بحسب "وول ستريت جورنال"، وذلك بعد أن اقترحت إدارة ترامب في فبراير الماضي خفضا للمساهمة الأمريكية في تمويل المنظمة الدولية.

وتعتمد منظمة الصحة العالمية على مساهمة طوعية تتقدم بها الدول، فوق المساهممات المقدرة، فعلى المثال قدمت واشنطن في 2017 مساهمة طوعية قدرها 400 مليون دولار، بحسب تحليل مؤسسة "كايزر فاميلي".

وفي ظل قرار ترامب الحالي، فلا يتوقع أن تكون هناك ميزانية أمريكية طوعية صوب المؤسسة، مما قد يعطل بعض البرامج في ظل أزمة وباء كورونا.

وأبدى الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي اعتراضهم على قرار ترامب، إذ قالوا إنه لا يمكنه قطع تمويل المنظمة العالمية بمفرده.

لكن مسؤولين في مكتب الميزانية بالبيت الأبيض قالوا إن لدى ترامب خيارات أخرى، مثل مطالبة الوكالة الأمريكية المعنية إعادة توجيه الأموال إلى أغراض صحية بعينها.

وتدفع واشنطن نحو 20 بالمائة من إجمالي ميزانية الصحة العالمية بحسب بيانات الأخيرة، مما يعني أنها المانح الأكبر لها، وغيابها يعني أن المنظمة ستواجه نقصا كبيرا في التمويل.

وكانت الولايات المتحدة قدمت مبلغ 453 مليون دولار للمنظمة خلال السنة المالية 2019، وهو 10 أضعاف ما قدمته الصين.

وأشار المسئول إلى أن إدارة ترامب ستناقش توجيه الأموال التي كانت ستذهب إلى المنظمة الصحة العالمية.

يمين الصفحة
شمال الصفحة