تناولت صحيفة "الخليج" الإماراتية، اليوم الأربعاء، الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي وسلسلة المفاوضات التي عقدها العرب والفلسطينيون مع الإسرائيليين لحل القضية الفلسطينية ولكن دون جدوى بسبب تعنت إسرائيل.
فبدأت افتتاحيتها تحت عنوان "السلام خيار استراتيجي" بتناول قرار العرب أن السلام خيار استراتيجي في صراعهم مع إسرائيل، وأرادوا أن يشقوا طريقًا نحو السلام، ويفتحوا ثغرة في جدار استعصى على الحل طوال عقود، وأدى إلى حروب أودت بحياة مئات الآلاف، وانتهى بعضها بفقدان المزيد من الأرض.
وأضافت أن العرب اعتقدوا ربما بحسن نية، وسوء تقدير أن إسرائيل قد تلجأ إلى السلام كخيار استراتيجي مماثل، وذلك عندما قرروا في قمة بيروت عام 2002 إطلاق مبادرة سلام وتحول هذا الظن إلى خيبة، عندما أدارت "إسرائيل" ظهرها للمبادرة، واعتبرت أنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، ثم تأكدوا لاحقًا أن السلام بالنسبة لإسرائيل هو سلام القوة، وأن خيارهم الاستراتيجي يعني بالنسبة لها هو خيار الضعيف الذي لا يستطيع أن يفعل شيئًا.
وأوضحت أن العرب جربوا المفاوضات في مؤتمر مدريد عام 1991، برعاية أمريكية وروسية ودولية، وكانت النتيجة صفرًا، ثم جرب الفلسطينيون 25 عامًا من المفاوضات بعد مؤتمر أوسلو وجنوا الخيبة والفشل، وهكذا تحول مصطلح " السلام خيار استراتيجي" إلى مصطلح بلا معنى.
وأشارت، في ختام افتتاحيتها، إلى أنه يجب معرفة العدو كيف يفكر، وكيف يعمل في إطار أهدافه عامل أساسي في تحديد طريقة إدارة الاستراتيجية التي وضعت في مواجهته، خصوصًا أننا ندرك تماما بأن «إسرائيل» لا تريد السلام، وليست مستعدة للتنازل عن أهدافها في التوسع والعدوان، فإسرائيل تريد التطبيع المجاني، أي السلام مقابل السلام، ليس أكثر، وهو الترجمة العبرية للسلام كخيار استراتيجي.