تحديثات "واتساب" ..لماذا أغضبت المستخدمين ؟

 

 

 

في الأيام الأولى من 2021، أعلن تطبيق المراسلة الفورية "واتساب"، تحديثاً جديداً لشروط وسياسة الخصوصية، تتيح له مشاركة مزيد من بيانات مستخدميه، البالغ عددهم نحو 2.2 مليار حول العالم، مع شركة "فيسبوك"، المالكة للتطبيق، إضافة إلى تخصيص مساحة للإعلانات.

وعندما تفتح تطبيق واتساب للتواصل الفوري، تجد عبارة قصيرة في الأسفل هي: من فيسبوك.

وهذه العبارة موجودة في واجهة التطبيق منذ سنوات، بعدما استحوذت عليه شركة "فيسبوك" لكن هذه الجملة ستكون في غاية الأهمية بعد أسابيع قليلة.

وأفادت مواقع متخصصة بالتكنولوجيا بأن "واتساب" أجرى تحديثا تجريبيا على سياسة الخصوصية في التطبيق، سيجبر المستخدمين على مشاركة قدر كبير من بياناتهم مع فيسبوك.

وسيتم في البداية إبلاغ المستخدمين بالتغيير الجديد الذي طرأ على التطبيق، وسيطلب منهم قبول هذه السياسة الجديدة، التي ستخدل حيز التنفيذ في 8 فبراير المقبل.

الخطوة الجديدة وضعت "واتساب" في مرمى الانتقادات، وقوبلت برفض من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عدوها انتهاكاً للخصوصية، في الوقت الذي صرحت فيه الشركة بأنه يجب على المستخدمين الموافقة على سياسة الخصوصية، وفي حالة الرفض سيُمنع المستخدمون من استعمال حساباتهم، اعتباراً من الثامن من فبراير المقبل.

في عام 2009، تأسست "واتساب" على يد الثنائي جان كوم وبريان أكتون، من موظفي "ياهو" السابقين، وبعدما مر على تأسيسه نحو 5 سنوات استحوذت عليه "فيسبوك"، تحديداً في فبراير 2014، مقابل 19 مليار دولار، بعدما تمكن من منافسة عمالقة التقنية، ليصير الآن واحداً من أكبر التطبيقات التابعة لـ"فيسبوك"، علماً بأن عدد مستخدميه جاوز 2 مليار شخص، فيما يصل عدد مكالمات الصوت والفيديو في التطبيق خلال يوم واحد إلى مليار و400 مليون مكالمة صوت وفيديو، فضلاً عن الرسائل النصية التي يفوق عددها ذلك بكثير.

التحديث الجديد الذي أثار جدلاً لدى المستخدمين، له جذور، إذا أعلنت "واتساب" في أغسطس 2016، أي بعد نحو عامين من صفقة استحواذ "فيسبوك"، عن تحديث جديد لشروط وسياسة الخصوصية أصبحت تشارك بموجبه معلومات الحساب الخاصة بمستخدميها مع فيسبوك، بحجة تحسين محتوى الإعلانات الموجهة إليهم.

وقتها كان ذلك التحديث هو الأول الذي تجريه واتساب منذ أربع سنوات، لتخالف بذلك تعهداً قطعته على نفسها بعد استحواذ فيسبوك عليها عام 2014، حيث أكدت أن "الصفقة لن تؤثر على خصوصية مستخدميها"، الذين كان يبلغ عددهم وقتها نحو مليار شخص.

 

لكن وقتها، كان يمكن للمستخدمين رفض سياسة الخصوصية الجديدة، ومواصلة استخدام التطبيق بشكل طبيعي، حتى في حالة النقر بالخطأ على الموافقة، كان يمكن التراجع عن ذلك وتصحيح الخطأ خلال مدة 30 يوماً، وذلك على عكس التحديث الجديد في 2021، الذي ستصبح إجبارية بحلول الشهر المقبل، على أن يُمنع الرافضون لسياسة الخصوصية من استخدام التطبيق، وستحذف حساباتهم!

ما تحديثات سياسة الخصوصية الجديدة؟

السياسة المحدثة تنص على أن تطبيق "واتساب" سيشارك البيانات التي يجمعها عن مستخدميه، مع شركة "فيسبوك" الشركة الأم. هذه البيانات تتمثل في: رقم الهاتف، صورة الحساب، بيانات المعاملات المالية الخاصة، أنماط الاستخدام التي تشمل الميزات المستخدمة والمجموعات التي انضم إليها المستخدمون، وكيفية تفاعلهم مع الآخرين داخل التطبيق، فضلاً عن معلومات أخرى مثل: استخدام ميزة الحالة، وبيانات الجهاز مع شركات فيسبوك الأخرى، وعنوان IP الخاص بالمستخدم، وموقعه ولغته، وقد تتضمن معلومات أخرى محددة في قسم سياسة الخصوصية بعنوان "المعلومات التي يجمعها" أو "التي تم الحصول عليها بناءً على إشعار لك أو بناءً على موافقة المستخدم"، وفق البوابة العربية للأخبار التقنية.

أيضاً تقترح السياسة المحدثة أنه قد يرسل للمستخدم مواد تسويقية حول شركات فيسبوك. إضافة إلى ذلك، ستستخدم الشركة بيانات المستخدمين التي تم جمعها من التطبيق وخدمات فيسبوك الأخرى لتقديم اقتراحات حول المحتوى وتوصيات الأشخاص والإعلانات جنبًا إلى جنب مع تحسينات الخدمة.

 

البحث عن بديل

في تغريدة على موقع "تويتر"، نصح إيلون ماسك رئيس شركة تسلا، متابعيه باستخدام تطبيق المراسلة "سيجنال"، الذي انطلق في 2014، علماً بأن الأخير تصدر قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجري "آبل ستور" و"جوجل بلاي" في بلدان عدة منها الهند وألمانيا وفرنسا، منذ إعلان منافسة "واتساب"، تحديثاته الجديدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

يأتي ذلك فيما نشرت "سيجنال" شرحاً مبسطاً لقواعد الاستخدام لمساعدة المستخدمين على نقل محادثاتهم بسهولة من تطبيق آخر للمراسلة، وذلك في محاولة لاستقطاب مزيد من المستخدمين.

وحسب "بي بي سي" فإن هناك العديد من أوجه التشابه بين تطبيقي و"اتساب" و"سيجنال"، فكلاهما يستخدم نفس تقنية التشفير "طرف إلى طرف"، لكن الأمر لا يخلو من اختلافات جذرية، أبرزها أن "سيجنال" يستخدم نظام تشفير خاص مفتوح المصدر، مما يتيح للخبراء فرصة فحص الكود الأساسي في أي وقت، في حين لا يسمح تطبيق واتساب بفحص الكود الخاص به بسهولة، كذلك يسمح الأخير بتخزين كم هائل من البيانات المتعلقة بالمستخدم ونشاطاته.

أما "تليجرام" الذي يبرز أيضاً منافسًا لـ"واتساب"، والذي شهد ارتفاعاً في عدد في الطلب عليه بعد تحديثات واتساب الأخيرة، فقد سخر عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، من خلال استخدام مقطع الفيديو الشهير المسمى Coffin Dance من أجل تكريم وفاة خصوصية المستخدم في منافسه واتساب.

يمين الصفحة
شمال الصفحة