الرئيس السيسي يبحث مع دبيبة كيفية التوافق بين الشرق والغرب في ليبيا

بعد 11 عامًا من الانقسامات والنزاعات المسلحة داخل الأراضي الليبية، فاز كل من محمد المنفي برئاسة المجلس الرئاسي الليبي وعبد الحميد دبيبة برئاسة الوزراء في انتخابات منتدى ليبيا التي أشرفت عليها الأمم المتحدة وجرت في جنيف بهدف التحضير لانتخابات وطنية ليبية.

وكان الدور الأكبر في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر  بين الشرق والغرب الليبي، هو دور القيادة المصرية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي.

التوافق على حكومة ليبية مؤقتة يقودها محمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي وعبد الحميد دبيبة رئيسا للوزراء..

فاز  كل من محمد المنفي برئاسة المجلس الرئاسي الليبي وعبد الحميد دبيبة برئاسة الوزراء في انتخابات منتدى ليبيا التي أشرفت عليها الأمم المتحدة وجرت في جنيف بهدف التحضير لانتخابات وطنية ليبية.

 

اختار منتدى ليبيا بقيادة الأمم المتحدة الجمعة حكومة مؤقتة عن طريق التصويت يكون فيها محمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي وعبد الحميد دبيبة رئيسا للوزراء.

ترحيب الغرب بالحكومة الليبية الجديدة

رحبت حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بتشكيل حكومة انتقالية في ليبيا تشرف على إجراء انتخابات عامة بحلول 24 ديسمبر من العام الجاري. فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس جميع الأطراف المتنازعة في البلاد إلى احترام النتيجة والعمل مع السلطات الجديدة المنتخبة.

 

دور مصر في حل الأزمة الليبية

أعرب رئيس الوزراء الليبي عن اعتزاز بلاده للجهود المصرية الصادقة والفعالة في مختلف مسارات حل الأزمة الليبية خلال الفترة الماضية.

وأوضح أن الجهود المصرية "نتج عنها تقريب وجهات النظر بين الليبيين وإنهاء حالة الانقسام، فضلًا عن دعم مصر للمؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة".

 

وأكد الدبيبة أن ليبيا حكومةً وشعباً تتطلع إلى إقامة شراكة شاملة مع مصر بهدف استنساخ نماذج ناجحة من تجربتها التنموية الملهمة التي تحققت خلال السنوات الماضية بقيادة ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصةً فيما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار وانطلاق عملية التنمية والإصلاح.

ومن جهته، ثمن الرئيس الجديد للحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة، دور مصر الرائد، وجهودها الحثيثة والصادقة في دعم ومساندة أشقائها في ليبيا في إطار العلاقات الممتدة والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، معرباً عن عميق تقديره للرئيس والشعب المصري للوقوف بجانب أشقائهم الليبيين في إدارة المرحلة الانتقالية، ومساندتهم في المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقهم.

أول زيارة لـ دبيبة خارج البلاد إلى القاهرة

بالرغم من الترحيب الغربي للحكومة الليبية الجديدة إلى أن أول زيارة خارجية لرئيس الحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة، كان إلى القاهرة مما يدل على أن هناك ترابط وثيق بين الحكومة الليبية والسيادة المصرية، وكأن دبيبة يود أن يرسل رسالة طمأنينية للشعب الليبي بأن السيادة المصرية هي الملاذ الآمن لتوحيد الصفوف داخل الأقطار الليبية.

ترحيب مصر بالحكومة الليبية الجديدة

أكد وزير الخارجية سامح شكري، أنه تم إيفاد وفد من أجهزة الدولة المختلفة ووزارة الخارجية والأجهزة الأمنية إلى ليبيا لاستكشاف مدى إمكانية استئناف التواجد المصري في العاصمة الليبية طرابلس وأيضًا التواجد القنصلي في بنغازى.. مشيرًا إلى وجود تشاور تم على مستوى وزارة الخارجية الليبية وأيضًا مشاورات سياسية مع القيادات الليبية الجديدة خلال زيارة الوفد المصري لتناول مجمل الأوضاع الأمنية حاليًا في طرابلس وبنغازي.

من جانبه ؛ رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة رئيس الوزراء الليبي في بلده الثاني مصر، مجدداً التهنئة للقيادة الليبية الجديدة لحصولها على ثقة أعضاء ملتقى الحوار السياسي ممثلي الشعب الليبي.

 

وشدد الرئيس السيسي على حرص مصر للاستمرار في دعم الشعب الليبي لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار لصون مقدراته وتفعيل إرادته.

 

وأوضح على أن المرحلة الحالية تتطلب حشد ليبيا لكافة جهود وسواعد أبنائها ورجالها المخلصين من أجل ترتيب أولويات التحرك والعمل تجاه المجالات المختلفة، بدءاً باستعادة الأمن، ومروراً بتثبيت أركان الدولة، ثم وصولاً إلى الشروع في المشروعات الخدمية والتنموية ذات المردود المباشر على أبناء الشعب الليبي الشقيق.

 

وأكد على استعداد مصر الكامل لتقديم كافة خبراتها وتجربتها في خدمة الأشقاء الليبيين، بما يساهم في وضع ليبيا على المسار الصحيح وتهيئة الدولة للانطلاق نحو آفاق البناء والتنمية والاستقرار.

 

وفي السياق ذاته ؛ أكد الرئيس الجديد للمجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي اعتزاز ليبيا بالعلاقات الأخوية الراسخة مع مصر، والحرص على تدعيم تلك العلاقات في مختلف المجالات، فضلاً على زيادة التنسيق والتعاون إزاء القضايا الإقليمية المختلفة ذات الاهتمام المشترك، مشيداً بالمساهمة الفعالة والصادقة لمصر في مسارات حل الأزمة الليبية على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، والتي أثمرت عن تقريب وجهات النظر بين مختلف الليبيين، خاصةً من خلال المبادئ الأساسية في "إعلان القاهرة"، والذي كان له أكبر الأثر في إنهاء حالة الانقسام السياسي التي شهدتها ليبيا، وكذا استضافة مصر اجتماعات المسار الدستوري بأكملها بهدف التباحث حول القاعدة الدستورية لإدارة الدولة، إلى جانب استضافة مدينة الغردقة الاجتماعات العسكرية 5+5.

 

وتم التوافق على استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين بهدف تعزيز جهود الأشقاء الليبيين في قيادة المرحلة الانتقالية خلال الفترة المقبلة.

إعادة فتح سفارة مصر في ليبيا

وفي سبيل التقارب بين مصر وليبيا وخاصة الجانب الغربي بحث وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة مع الوفد المصري الذي زار العاصمة طرابلس ترتيبات إعادة فتح السفارة المصرية بطرابلس.

 

وبين المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية بحكومة الوفاق أن الوفد المصري برئاسة مدير مكتب وزير الخارجية محمد ثروت أكد أنه يزور طرابلس لبدء خطوات عملية في إعادة افتتاح مقر السفارة المصرية بطرابلس بما سيسهم في تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين وخاصة في مجال تقديم الخدمات والتسهيلات القنصلية على المواطنين في البلدين.

 

وأعرب عن تهانيه للجانب الليبي الوفد بمناسبة اختيار السلطة التنفيذية الجديدة، مؤكدا حرص مصر على أمن واستقرار ليبيا متمنيا للحكومة الجديدة كل التوفيق.

 

وأكد سيالة حرصه على تقديم كافة التسهيلات اللازمة للوفد المصري لإعادة افتتاح السفارة، مبينًا أن تعليماته للخبراء من الجانب الليبي تقضي بالتعاون الكامل مع الجانب المصري في كل احتياجاتهم لبدء العمل .

وأكد الجانبين حرصهما على تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات

في سياق متصل وبعد انقطاع 6 سنوات، زار وفد مصري رفيع العاصمة الليبية طرابلس، للقاء وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، وكبار المسؤولين في غرب البلاد بهدف بحث تعزيز التعاون الأمني، واستئناف الرحلات بين القاهرة وطرابلس.

 

الوفد المصري أكد أيضًا، على أهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية، ودور مصر في ذلك الإطار فضلا عن تعزيز الحلول السلمية للأزمة الليبية.

 

الزيارة التي جاءت بعد يوم واحد من مغادرة وزير الدفاع التركي خلوصي أفكار طرابلس، تمثل إعادة لتموضع مصر في الشرق والغرب الليبي، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع طرفي الأزمة الليبية.

كما أوضحت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق، في بيان لها عقب انتهاء الزيارة، أن زيارة الوفد المصري تهدف لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرة إلى أن الوفد المصري بحث استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس والقاهرة، و أن الجانب المصري وعد بإعادة عمل السفارة المصرية في طرابلس في أقرب وقت ممكن.

 

من جانبها أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، أن وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا بحث مع الوفد المصري، التحديات الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين.

 

وناقش الجانبان، وفقًا لبيان الداخلية الليبية، سبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار ومناقشة مخرجات لجنة (5+5) من أجل تأييد المجهودات الأممية بشأن الحوار السياسي والخروج من الأزمة الراهنة بالطرق السياسية والسلمية.

 

وأكد نائب رئيس المجلس الرئاسي للوفاق، أحمد ميعيتق، إن الزيارة للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وتطويرها بما يخدم المصلحة المشتركة.

 

وأشار إلى أنه تم مناقشة ضرورة التنسيق المشترك لتفعيل عدد من الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في المجال الاقتصادي والأمني.

ووصف وزير الداخلية في الوفاق، فتحي باشاغا، الزيارة بأنها "مثمرة وبناءة" وقال في تغريدة له: "استعرضنا خلالها سبل تعزيز التعاون الأمني