أجرت اليوم الاثنين، صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في عددها الصادر تقريرا صحفيا حول مدينة ماربورج الألمانية بولاية هسن، التي اختارتها شركة "بيونتيك" الألمانية لتأسيس مصنع لها لإنتاج اللقاحات المضادة لجائحة فيروس كورونا المستجد، ليتحد التاريخ مع الحاضر من أجل حماية البشرية من وباء شرس كان يهدد منذ شهور بفنائها.
واستهلت الصحيفة تقريرها في هذا الشأن بقول إن مصنع "بيونتيك" - الذي يقع بقلب "ماربورج" التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى- ساعد في تخفيف الضغط على الاتحاد الأوروبي، ليتعهد بإنتاج 250 مليون جرعة لقاح مضاد لكورونا في النصف الأول من عام 2021.
والأهم من ذلك بالنسبة للاتحاد الأوروبي، أكدت الصحيفة "أن بيونتيك ستنتج حوالي 200 مليون جرعة إضافية طلبها الاتحاد في الأسبوع الماضي لزيادة الإمدادات بعد تعرضه لانتقادات واسعة النطاق بشأن استراتيجية شراء اللقاح من جانب الدول الأعضاء".
وبالنسبة لماربورج - وهي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 78 ألف نسمة وتقع في رحاب قلعة تعود للقرن الحادي عشر - يعد استثمار "بيونتيك" للمدينة أهمية قصوى .. فبمجرد تشغيل المصنع بالكامل، الذي سينتج 750 مليون جرعة سنويًا، أضحت المدينة العتيقة في قلب المعركة العالمية ضد كوفيد-19.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن حاكم المدينة توماس سبيس قوله : " إن كثير من الناس في المدينة فخورون بأننا عُرض علينا هذا الدور .. لكننا، مع ذلك، لم نندهش، نظرا لأن لدينا تقاليد طويلة وقديمة في مجال التطعيمات".
ومع استعداد المنظمين الأوروبيين للموافقة على اللقاح، الذي طورته "بيونتيك" بالتعاون مع شركة "فايزر" الأمريكية، حاولت بروكسل تأمين المزيد من الجرعات ولكن قدرة بيونتيك على التسليم لازالت تتوقف على استعداد مصنع ماربورج لبدء الإنتاج، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وبناءً على طلب وزارة الصحة الألمانية، تم منح تصريح للمصنع من قبل مسئولي الدولة في منتصف شهر يناير الماضي، وبعد ثلاثة أسابيع، التزمت شركة "ميرك" القريبة بزيادة إمداداتها من الجسيمات النانوية الدهنية، وهي عنصر حاسم في انتاج لقاح بيونيتك.