محمد المنفي
قال رئيس المجلس الرئاسي الليبى محمد المنفى، إن ليبيا تشهد مرحلة مفصلية ومصيرية مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، مشيرًا إلى أن هناك طريقين إما النجاح نحو التحول الديمقراطي عبر إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ومقبولة النتائج، ومن ثم الانطلاق نحو الاستقرار الدائم والازدهار، وإما الفشل والعودة إلى مربع الانقسام والصراع المسلح.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية (وال) أن ذلك جاء خلال كلمته أمام الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تناولت الموقف والسياسة الليبية تجاه العديد من المواضيع والقضايا المحلية والإقليمية والدولية، وأضاف المنفي أن إخراج القوات والمرتزقة الأجانب من البلاد مازالت تشكل تحديًا حقيقيًا، داعيًا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته لدعم الجهود الجارية في هذا الشأن، باعتباره من بين التحديات الهامة بما يسهم في إجراء الانتخابات بصورة آمنة وحرة ونزيهة وشاملة.
وأعلن المنفي عن إطلاق دعوة تتضمن عددًا من العناصر والخطوات للحفاظ على العملية السياسية، وتجنب البلاد الدخول في تعقيدات أزمة جديدة، مشيرًا إلى أن الدعوة ترتكز على اجتماع الأطراف المعنية ممثلة في قيادات المؤسسات السياسية والعسكرية المعنية، لتيسير الوصول إلى توافق حول ضمانات فاعلة للحفاظ على العملية السياسية، وإجراء انتخابات آمنة وشفافة ونزيهة ومقبولة النتائج، مؤكدًا أن العمل على هذا المسار يستلزم بالدرجة الأولى تنازلاً من الجميع، والتحلي بروح المسؤولية، ووضع مصلحة الوطن فوق أي مصالح أخرى.
وأشار المنفي إلى أن المجلس شرع منذ بداية عمله إلى جعل المصالحة الوطنية أولى أولوياته باعتبارها تمثل عنصرًا أساسيًا في نجاح العملية السياسية وتحقيق الاستقرار الدائم، وذلك من خلال تأسيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، وإطلاق المصالحة الشاملة في الـ 6 من سبتمبر الجاري تم خلالها عدة خطوات لإعادة بناء الثقة بين الليبيين.
وأعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن إدانة بلاده للإرهاب بجميع أشكاله وصوره ومصادره ودوافعه ومبرراته، مؤكدًا أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا علاقة لها بأي دين أو عقيدة، مشيرًا إلى مساهمة ليبيا في التصدي للإرهاب على المستوى الإقليمي والدولي.
وحول ظاهرة الهجرة، أكد المنفي أنها تمثل تحديًا كبيرًا أمام المجتمع الدولي، وأن ليبيا تأثرت بها بشكل مباشر وظلت تواجه استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر البلاد، الأمر الذي تسبب في مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية، مؤكدًا أنه لا يمكن مواجهة ظاهرة الهجرة إلا بتظافر الجهود، مع التأكيد على احترام الجانب الإنساني، وتوفير الحماية، واحترام حقوق الإنسان لهذه الفئة من المهاجرين.