صحيفة أمريكية: ترصد العقبات التي تقف وراء تسريع وتيرة التطعيم ضد كورونا في أفريقيا

رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم /الأحد/ عددا من العقبات التي تواجه برامج التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في أفريقيا في ضوء تزايد أهمية تطعيم البشرية ضد الفيروس لحمايتها من المتغيرات الجديدة والتي يُرجح العلماء حول العالم بأنها أكثر عدوى وفتكا وانتشارًا.

 

وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي لأشهر-، كان التحدي الأكبر لتطعيم الأفارقة ضد كوفيد، ومن ثم حماية كل من القارة والعالم من ظهور متغيرات خطيرة، هو الإمداد؛ حيث تلقت قارة تضم حوالي 1.4 مليار شخص 404 ملايين جرعة فقط من اللقاح، ليتم تحصين 7.8 فقط في المائة من السكان بالكامل حتى الآن، ولكن مع بدء إمداد القارة باللقاحات بشكل أكبر، بدأت تلوح في الأفق عقبات أخرى لا تقل أهمية أو خطورة عن مشاكل الامداد.

 

وأضافت: أن أنظمة الرعاية الصحية الضعيفة ذات البنية التحتية والتكنولوجيا المحدودة، وعدم وجود خبرة في تطعيم البالغين، في العديد من بلدان القارة السمراء أصبحت تصب تركيزها على أشخاص لديهم أولويات أخرى أكثر إلحاحًا. في الوقت نفسه، تسبب التدفق العالمي للمعلومات، والتي تحتوى كثيرا منها على العديد من الأخطاء العلمية، لاسيما على وسائل التواصل الاجتماعي في موجة من الشكوك شابهت تلك التي أعاقت جهود التطعيم في الولايات المتحدة ودول أخرى.

 

وأوضحت انه على سبيل المثال، تردد بعض الزامبيين في الحصول على اللقاح، فيما ابدى البعض الآخر موقف يمكن وصفه بشكل أفضل بأنه لا مبالاة بشأن اللقاح. وزامبيا بلد فقير عانى اقتصادها بشكل حاد خلال الوباء كما أن العديد من مواطنيها غير المُحصنين يُركزون بشكل أكبر على عقبات وضع الطعام على المائدة أكثر من المخاوف الطبية التي تؤرق بقية العالم!

 

وتابعت الصحيفة، في هذا الشأن: أن هذه التحديات تخلق مشكلتين رئيسيتين لدى القارة السمراء؛ أولها، أن وتيرة التطعيم لاتزال بطيئة للغاية بحيث لا تمنع حدوث وفيات غير ضرورية خاصة وسط اشتداد الموجة الرابعة من الوباء، والتي بدأت بالفعل في جنوب إفريقيا، أو لمنع ظهور متغيرات جديدة مثل أوميكرون، الذي تم تحديده لأول مرة في جنوب إفريقيا أواخر الشهر الماضي. حتى أن اللقاحات المتوفرة حاليا، والتي جاءت العديد منها في شكل تبرعات قاربت على تواريخ انتهاء الصلاحيتها، وقد لا يتم استخدامها قبل أن يتم إتلافها.

 

وثاني هذه المشكلات، حسبما أبرزت النيويورك تايمز في ختام تقريرها، هي حقيقة أن الدفع للتطعيم ضد كوفيد يستمد موارد من الأنظمة الصحية المُتهالكة بالفعل، مما يخاطر بعواقب وخيمة على مكافحة المشاكل الصحية المدمرة الأخرى، مثل تفشي الكوليرا أو مرض الإيدز.