الاكتئاب الموسمي
بينما يرحب البعض بأوراق الخريف المتغيرة والثلج الطازج في الشتاء، يجد البعض الآخر أنفسهم يواجهون صعوبة في الاستيقاظ في الصباح، ويعانون من التعب أثناء النهار، ويتناولون المزيد من الكربوهيدرات، ويشعرون باحساس عام بالاكتئاب في هذا الوقت من العام.
يطلق الأطباء علي هذه الاضطرابات بـ"الاضطراب العاطفي الموسمي" «SAD»، وهو نوع من الاكتئاب يأتي ويختفي مع المواسم، عادة ما تبدأ ظهور أعراضه في أواخر فصل الخريف وبداية الشتاء، عندما تنخفض درجات الحرارة وتكون ساعات النهار أقصر، ويمكن أن تستمر الأعراض حتي مطلع فصل الربيع، وأكد الأطباء علي أنه مع استمرار جائحة "كورونا"، قد يشعر البعض بآثار الاكتئاب الموسمي أكثر من المعتاد.
وأوضح الدكتور مايكل تيرمان، أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة "كولومبيا"، في الولايات المتحدة: "يجب أن يعلم أولئك الذين يعانون أن هناك علاجات فعالة لهذا الاضطراب، ولا ينبغي تجاهله علي أنه مجرد شتاء"، كاشفًا عن طرق تحديد وعلاج اضطراب القلق الاجتماعي وكيفية محاربة الاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء المليء بالتحديات بشكل فريد.
وشدد تيرمان علي أن الاضطراب العاطفي الموسمي "SAD"، يُعد ميلًا قويًا إلي الإصابة بالاكتئاب خلال وقت محدد من العام، غالبًا في أواخر الخريف، ويستمر حتي الشتاء، كما يمكن أن تمر سنوات أخري يكون فيها الانخفاض أكثر اعتدالًا من الاكتئاب الكامل، أو حتي الغياب، غالبًا ما يكون الصيف خاليًا من الأعراض.
ويرتبط اضطراب القلق الاجتماعي الشتوي، بحسب "تيرمان"، بضوء النهار الأقل، والذي يتفاقم بسبب قضاء المزيد من الوقت في الداخل، وتختلف الحساسية تجاه هذه التغييرات باختلاف الفرد، يتفاعل بعض الأشخاص مع العلامات الأولي للتغير الموسمي مع اقتراب الاعتدال الخريفي في سبتمبر، بينما لا تنخفض الحالة المزاجية للآخرين حتي ديسمبر.
وأشار "تيرمان"، إلي أن الفترة الأكثر شيوعًا لبداية ظهور الإضطراب العاطفي الموسمي "SAD"، هي أواخر أكتوبر حتي نوفمبر، ويُعد شهرا يناير وفبراير أسوأ الشهور بشكل عام، ولا تهدأ الأعراض تمامًا حتي أوائل مايو، بالنظر إلي الوقت المستمر الذي يقضيه الأشخاص في الداخل خلال الجائحة المستمرة، قد لا تنحسر الأعراض التي ظهرت خلال الشتاء مع حلول فصل الربيع في العام المقبل.
يُقدر أن الاضطرابات العاطفية الموسمية تؤثر علي 10 ملايين أمريكي، أو 3? من السكان، و10? إضافية قد يعانون من حالات خفيفة، كما يؤثر الاضطراب علي النساء أربع مرات أكثر من الرجال ويبدأ عادةً بين سن 18 و30 عامًا، علي الرغم من أن الأطفال قد يعانون أيضًا، وتكون أعراض بعض الأشخاص شديدة بما يكفي للتأثير علي نوعية الحياة، و6? تتطلب دخول المستشفي.
ويعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي من اكتئاب حاد موسميًا لمدة عامين متتاليين علي الأقل، لكن هناك اختلافات جغرافية كبيرة، لا سيما في خطوط العرض، حيث إن ليالي الشتاء أطول ساعات في الشمال منها في الجنوب، ركز معظم الدراسات علي النساء في سن الإنجاب، لكن الاضطراب العاطفي الموسمي بالتأكيد ليس متعلقًا بالعمر أو الجنس، وقد تكون التقديرات المنخفضة للرجال متحيزة بسبب إحجام بعض الرجال عن الاعتراف بتغيرات الحالة المزاجية.