بايدن وبوتين
اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن الاتصال الهاتفي الأخير الذي جري يوم أمس بين الزعيمين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين هو الأحدث في سلسلة من الجهود الدبلوماسية الرامية إلي نزع فتيل "نزاع محتمل" علي طول الحدود الأوكرانية الروسية؛ حيث حشدت روسيا ما يقرب من 100 ألف جندي في حدودها الشرقية .
وخلال المكالمة الهاتفية، التي تمت بناءً علي طلب موسكو، سلطت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي) الضوء علي تحذير بايدن بأن الولايات المتحدة سترد "بشكل حاسم" إذا غزت روسيا أوكرانيا .
وأوضحت الصحيفة أن المكالمة سبقت أيضاً مفاوضات مزمع عقدها بين واشنطن وموسكو والدول الأعضاء في حلف الناتو في مطلع يناير؛ حيث يُتوقع أن تضغط روسيا من أجل الحصول علي "ضمانات أمنية" للحد من توسع الناتو في أوروبا.
وعلي الرغم من أن الزعيم الروسي نفي في السابق أي خطة لغزو أوكرانيا، إلا أنه رفض في الأسبوع الماضي استبعاد الحل العسكري وحذر سابقًا من أن لديه "جميع أنواع" الخيارات إذا لم تتم تلبية مطالبه. فيما قالت الولايات المتحدة إن العديد من مقترحات روسيا ليست مطروحة للتفاوض، لكنها منفتحة لمناقشة مطالب الكرملين الأخري لأنها تسعي لردع موسكو عن القيام بعمل عسكري.
وعقب المكالمة، قال مسئول رفيع في الإدارة الأمريكية (في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز بشرط عدم ذكر اسمه) إن الحديث الذي استمر أقل من ساعة بقليل تم بلهجة "جادة وموضوعية"، حيث أقر الزعيمان بإمكانية إحراز "تقدم ملموس" في بعض المجالات ولكن أيضًا في مجالات أخري "قد يكون الاتفاق فيها غير ممكن".
بدوره، قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الكرملين "راضٍ" عن المحادثة، ووصفها بأنها "صريحة وموضوعية ومحددة"، في الوقت نفسه، أعرب بايدن، حسبما أبرزت الصحيفة، عن دعمه لحل دبلوماسي لكنه حذر من التكاليف والعواقب الكبيرة إذا ما شرعت روسيا في غزوها لأوكرانيا. وأضاف المسئول الأمريكي أن التكاليف ربما تشمل عقوبات اقتصادية بالإضافة إلي تقديم مساعدات ومعونة أخري لأوكرانيا حتي تتمكن من الدفاع عن أراضيها.
وقال جين بساكي، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في بيان أصدره يوم أمس:" إن الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها أكدوا عزمهم الرد بشكل حاسم إذا غزت روسيا أوكرانيا. كما أكد الرئيس بايدن أن التقدم الجوهري في هذه الحوارات لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة من التهدئة بدلاً من التصعيد".
في سياق متصل، أوضحت الصحيفة البريطانية أن الاتصال بين البلدين تزامن مع احتدام الجدل حول دور روسيا "المزعوم" في ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا؛ حيث اتهم بعض المسئولين الأوروبيين شركة جازبروم الروسية العملاقة للغاز بحجب كميات إضافية لأنها تهدف إلي إطلاق خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل إلي أوروبا - والذي تم تعليق الموافقة عليه من قبل المنظمين الألمان. غير أن جازبروم أصرت علي أنها تفي بجميع التزاماتها التعاقدية لتوريد الغاز إلي أوروبا وقالت إن الأسعار القياسية كانت ردا علي ارتفاع الطلب علي المبيعات الفورية.