قيس سعيد
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد أنه عملًا بالأمر المتعلق بتدابير استثنائية سيتم تشكيل لجنة بهدف الإعداد لتأسيس جمهورية جديدة تنهي أعمالها في ظرف أيام معدودة، وأنه سيتم تشكيل هيئتين داخل هذه اللجنة العليا إحداهما للحوار ولكن ليس مع من هم يعملون ضد الوطن، وبعدها يتم عرض ما تم الاتفاق عليه للاستفتاء في الخامس والعشرين من يوليو المقبل.
وقال الرئيس التونسي - في كلمة ألقاها اليوم للشعب التونسي بمناسبة عيد الفطر المبارك - إن هذا الأمر لن يكون كالحوارات السابقة بل سيكون مفتوحا لمن انخرطوا صادقين في حركة التصحيح التى بدأت في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، ولكن لن تكون مفتوحة لمن تنكروا للشعب التونسي.
وقدم "سعيد" التهنئة لجميع العمال في كافة مواقع العمل والانتاج بمناسبة عيد العمال الذين يتزامن اليوم مع آخر أيام شهر رمضان المعظم، مؤكدا أن العمل حق وليس استعباد ولابد أن يتوفر للجميع على قدم المساواة وأن يحفظ كرامة الانسان وهو ماطالب به التونسيون والتونسيات، وأننا نستحضر العبر من شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، ونحن نستشرف مستقبل تونس.
وأضاف: لقد عرفت تونس خلال الشهر المعظم صعوبات مألوفة في مثل هذه المناسبات بعضها طبيعي والآخر مفتعل، وأخرى نتيجة لأسباب خارجية كجائحة كوفيد 19، والحرب في أوكرانيا، بل نتيجة دخول العالم بأسره مرحلة جديدة من تاريخه، وتقتضي المسئولية التاريخية التى نتحملها أن نواجه هذه الصعوبات مجتمعة، وهو ما دفعنا لمقاومة كل هذه الصعوبات الطبيعي منها او المفتعل.
وتابع قائلا إن هناك قوى كانت تسعى لتعقيد الأمور لأهداف معلومة وهي تدعو إلى ضرب الدولة وكانت هذه القوى تختلق الأزمة تلو الأخرى، لأن خطاب الأزمات هو أداة من أدوات العبث واسقاط الدولة، فضلا عن البكاء على الديمقراطية في حين أنهم يحاولون اغتيالها بكل الطرق، ويتباكون على الثورة وقد حاولوا منذ الأيام الأولى تغيير مسارها بل واغتيالها وهم من ألد أعداء الديمقراطية وأكثر الناس خوفا من سيادة الشعب والسيادة الوطنية.
ونوه الرئيس قيس سعيد بأن تونس تخوض حرب استنزاف في هذه الفترة من تاريخها العزيز ولكن ستنتصر ولن يقدروا على استنزافنا مهما فعلوا، ولن نتأخر عنها بل عملنا باحترام كامل للشرعية والمشروعية الشعبية التى يهابونها لأنهم يعلمون جيدا أن قاعدتهم الشعبية مفقودة، فقد حاولوا بكل الوسائل ضرب الاستشارة الشعبية، حيث تعرض الموقع لنحو 120 ألف هجوم من الداخل والخارج، ولكنها أوضحت المطالب الشعبية، ومن مظاهر وطنيتهم المزعومة الارتماء في أحضان الخارج لتقليب الخارج على الوطن.
وقال إنه حان الوقت لوضع حدًا لمعاناة الشعب التونسي، موضحا أنه عاهد الشعب التونسي العظيم وأن العهد مسئولية، وأنه لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف مع من خربوا البلاد وليعتبر هؤلاء انفسهم من الماضي ولا عودة إلى الخلف، وأنه على يقين أن ارادة الشعب هى التى ستنتصر، وأن التاريخ لا خير فيه إذا كان سيعيد نفسه، وأن المستقبل لا آفق فيه إذا كان من صنعه او يريد صنعه يقف في نفس المكان ويريد العودة إلى الوراء.
وفي ختام كلمته، قدم "سعيد" التحية لكل شعوب الأمة الإسلامية وكذلك الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الحق الفلسطيني لن يضيع أبدا وسنواصل معا المسيرة ونحقق أمالنا وأتمني للجميع عيدا مباركا وكل عام وانتم بألف خير.