أمير قطر أمام قمة جدة: الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره

أمير قطر

أمير قطر

قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "إن الجميع يدرك أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات"، مؤكدا أن احتكام أطراف النزاعات لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يوفر على شعوبها وعلى الإنسانية جمعاء الكثير من الضحايا والمآسي.

وأضاف أمير قطر في كلمته خلال قمة جدة للأمن والتنمية بالمملكة العربية السعودية، اليوم السبت أن الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره، مشيرا إلى أن الأزمة الأوكرانية أدت إلى تفاقم أزمة اقتصادية قد تؤدي إلى كوارث إنسانية، ولاسيما في حالة الدول النامية المستوردة للغذاء والنفط.

وشدد على أن بلاده لن تدخر جهدا في العمل مع شركائها بالمنطقة والعالم لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة، لافتا إلى أن القمة تنعقد في ظل ما يواجهه العالم من تحديات تضع على المحك قدرات المجتمع الدولي في تعزيز التعاون بين الدول لإيجاد حلول عادلة وواقعية للقضايا العالمية باحترام ما استقر في وجدان البشرية من قيم وأعراف.

ونوه بأهمية العلاقات الخليجية والعربية عموما مع الولايات المتحدة، وضرورة الحفاظ عليها وتعميقها في ظل الدور المحوري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم، موضحا أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب بل للمجتمع الدولي بأسره، وجدد التأكيد على موقف بلاده الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما مخاطر التسلح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ووفقا للقواعد الدولية.

كما شدد على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتعزيز المصالح المشتركة والمشاركة في تحمل المسؤوليات، مبينا أن المخاطر التي تحدق بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلّب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية التي تشغل مكانة مركزية لدى شعوب العالم العربي والإسلامي وقوى السلام في العالم أجمع، حيث أنها قضية عادلة وذات حمولة رمزية كثيفة في الوقت ذاته.

وتابع: أن "أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها وانتهاكاتها للقانون الدولي، المتمثلة في بناء المستوطنات وتغيير طابع مدينة القدس واستمرار فرض الحصار على غزة.. ولم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشـرعية الدولية وتفضيل سياسات القوة وفرض الأمر الواقع على مبادئ العدالة والإنصاف".

وقال الشيخ تميم إن الدول العربية أجمعت على مبادرة سلام عربية تعرب عن الاستعداد لتطبيع العلاقات معها جميعا إذا وافقت إسرائيل على تسوية بناء على قرارات الشرعية الدولية التي تقضي بالانسحاب إلى حدود عام 1967 ضمن اتفاقية السلام، ولا يصح أن نتخلى عن مبادراتنا لمجرد أن إسرائيل ترفضها، مشيرا إلى أنه لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها والزيادة في التعنت كلما قدم العرب تنازلات، كما أن لإسرائيل رأيا عاما، فإن لدينا أيضا في العالم العربي رأينا العام.

وأعرب أمير قطر عن تطلعه إلى دور فعال للولايات المتحدة في الدعوة إلى مفاوضات جادة لتسوية القضية الفلسطينية وفق قرارات الشـرعية الدولية وعلى أساس مبدأ حل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي، وبحيث لا يكون المقصود تفاوضا من أجل التفاوض.. وثمن الهدنة بين الأطراف اليمنية ومبادرة المملكة العربية السعودية.

كما أعرب عن تطلع بلاده إلى استمرارها حتى التوصل إلى حل لهذه الأزمة وفقًا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن، مؤكدا ضرورة الاتفاق على قواعد يحترمها الجميع بحيث تفضي لحل الأزمات في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الدول.