أكدت وكالة أنباء البحرين (بنا)، أن مصر والبحرين هما موطنا بطولات ومهدا حضارات ما تزال آثارها شامخة تشهد على عظمة بلدين وشعبين شقيقين تحديا كل الصعاب، وظلا صامدين في وجه الزمن وتقلباته، ليشكلا عبر التعاون والتضامن ووحدة الصف مرساة أمان للمنطقة، البحرين القلب النابض، بتاريخها وموقعها الجغرافي وتراثها الإنساني، ومصر العمق الاستراتيجي وبيت العرب وقوته.
وأشارت (بنا) في تقرير، أمس /السبت/، إلى أن العلاقات المصرية- البحرينية تتسم بقوتها وصلابتها، وتعززت ونمت في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، انطلاقًا من دور البلدين الشقيقين المحوري في المنطقة، ويضاف لها صفحات مضيئة وفصول راسخة من التواصل والتكامل لتتجه بوصلة العلاقات دائما نحو آفاق أرحب لتُثبت متانة العلاقات الثنائية وما تستند إليه من إرث ثري وقواعد صلبة وإرادة سياسية قوية.
وأوضح التقرير أن مصر تحظى بمكانة متميزة لدى الملك حمد والبحرين حكومةً وشعبًا إذ تحفظ الذاكرة البحرينية التاريخية متانة هذه العلاقات في مختلف المجالات كما عبر عن ذلك الملك حمد: "يسرنا بداية أن ننقل تحيات ومشاعر المحبة والتقدير التي يكنها أهل البحرين لمصر الشقيقة التي ستبقى في الذاكرة والوجدان منبعا للثقافة والعلم والفكر الذي لم ينقطع سيله منذ بعثات أهل مصر الأولى للبحرين".
ونوه التقرير بتأكيد الملك حمد بأن مصر تمثل امتدادنا القومي الذي نعتز بريادته ونشاركه الكثير من التجارب وفي مقدمتها حماية المقدرات الوطنية في إطار من سعة الأفق والعيش المشترك القائم على نبذ العنف والكراهية والطائفية واحترام حسن الجوار والسعي إلى إحلال السلام.
وأشار إلى أن هذه العلاقات والتعاون والتنسيق المشترك الذي يترجم بشكل واقعي في الزيارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات، والبحرين بقيادة الملك حمد تقف دائما إلى جانب مصر الشقيقة وهو ما عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي لدى زيارة العاهل البحريني إلى مصر: "إن زيارتكم اليوم تؤكد مدى خصوصية العلاقات الثنائية فمصر ستظل دائما للبحرين الشقيقة ولقيادتها ولشعبها مواقفها الثابتة والداعمة لإرادة الشعب المصري ولن ينسى شعب مصر زيارة جلالتكم كأول زعيم خليجي لمصر في أعقاب الثلاثين من يونيو ودلالة هذه الزيارة التي حملت أصدق معاني النبل والوفاء، ولقد جسدت زياراتكم إلى بلدكم مصر معانٍ سامية ونبلا أصيلا لمدى ما تحملونه لأرض الكنانة من إعزاز ومودة".
وأكد التقرير أن مواقف العروبية النبيلة التي تحسب للبلدين الشقيقين بلغت العلاقات المصرية البحرينية أسمى مراتب التضامن والاحترام والتقدير المتبادل حتى غدت العلاقات بين البلدين من النماذج الفريدة التي يشار إليها بالبنان في المنطقة، مشيرا إلى أنه تقديرًا للعلاقات التاريخية الوطيدة بالإضافة إلى المواقف النبيلة التي اتخذها الملك حمد إزاء مصر، قام الرئيس السيسي في أبريل عام 2016 بمنح الملك حمد بن عيسى "قلادة النيل" التي تعد أرفع وسام مصري، وفي مايو 2017 منح عاهل البلاد الرئيس السيسي "وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة" وهو أرفع وسام بحريني تقديرًا وامتنانًا لمساندة مصر الدائمة للبحرين.
ونوه التقرير بوقوف البلدين بكل ثقلهما دائمًا إلى جانب بعضهما البعض في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، فالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع مصر والبحرين تستند إلى الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية التي شهدتها وتشهدها المنطقة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة لترسيخ الأمن العربي والإقليمي، والحفاظ على استدامة التنمية في دولها.
وذكر التقرير أن العلاقات التي تجمع البلدين تشهد تماسكا عسكريًا رفيعًا يتمثل في المشاركة في افتتاح الصروح العسكرية وفي التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة، كما يسجل التاريخ للبحرين مساندتها لمصر الدائمة، كما لن ينسى تفاعل شعب البحرين وتضامنه مع الشعب المصري في مختلف الظروف والمواقف، مشيرا إلى أن مصر كانت سباقة دائمًا بإعلان الدعم للبحرين طوال تاريخها، مؤكدة ضرورة احترام الجميع لسيادة البحرين وعروبتها وعدم التدخل في شأنها الداخلي وهو ما يسجله الرئيس السيسي دائمًا موقفا صريحًا عبر زياراته ولقاءاته مع الملك حمد.
وأضاف التقرير أنه لعل استثمار اللغة الدبلوماسية التي دأب الطرفان على استخدامها يضاف لها ما يحظى به البلدان من حضور ومكانة دولية خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة معتدلة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، كانت جميعها عوامل مهمة وناجحة في معالجة قضايا المنطقة.
وعلى مستوى التعاون الاقتصادي، شهدت العلاقات الثنائية بين مصر والبحرين أشكالا متعددة ومتنوعة في جميع أوجه النشاطات التجارية والاستثمارية والتنموية والسياحية، حيث تحتل البحرين المرتبة الـ 16 في قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصري، كما تشهد حركة التبادل التجاري بين البلدين نموًا متزايدًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الـ 7 أشهر الأولى من العام 2021 نحو 552 مليون دولار، وتتضمن أهم بنود التبادل التجاري الخضروات والفاكهة والأجهزة الكهربائية والحديد والصلب والألومنيوم والبلاستيك، كما ارتفعت صادرات البحرين لمصر إلى 224 مليون دولار.
وحول التعاون الثقافي، أشار التقرير إلى الجوانب الثقافية تشكل أحد الأعمدة القوية للعلاقات المصرية البحرينية، ولا شك أن القبول البحريني المصري بما تحمله ثقافة البلدين من مضامين حضارية وفنية مختلفة ساعد على أن تصل الرسالة الثقافية إلى الشعبين الشقيقين، منوها بأنه يتم سنويا تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية سواء على صعيد الفرق الفنية أو المشاركة في معارض الكتب، فضلا عن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين في المجال الثقافي.
وأوضح التقرير أن الإعلام في البلدين كان له دور أساسي في ترسيخ وتقوية العلاقات ودعم مسيرة تطورها ومساندة كافة القضايا المتعددة للبلدين ورسم صورة ذهنية حضارية للمنجز التنموي والثقافي للدولتين، وبناء صرح من الوجدان الجماعي الذي بات يربط الشعبين الشقيقين بصورة قلما نجد لها مثيلاً.
واختتم التقرير مؤكدا أن الرؤى والتطلعات المصرية البحرينية تتلاقى في كثير من المجالات والمواقف المختلفة، ليُكتب في صدر التاريخ بماء من ذهب أن هذه العلاقة المميزة التي تجمع مصر والبحرين وجدت لتتجذر وتتعمق يومًا بعد يوم في قلوب قيادتي الشعبين الشقيقين، مشيرا إلى أن هذا الجانب يمثل موضع فخر واعتزاز وهو ما عبر عنه الملك حمد خلال إحدى كلماته: "ويكفينا فخرًا بأن يكون بلدينا مهدًا لحضارتين عريقتين نجحتا في تشكيل وتقديم نموذج متميز في الاعتدال والانفتاح والتحضر للعالم أجمع، وسيبقى لمصر وأهلها مكانة عظيمة في عقولنا وقلوبنا فهي أرض الكنانة والسلام والأمان".