الاحتفال بالذكرى الـ49 لانتصارات حرب أكتوبر يتصدر اهتمامات كبار كُتَّاب الصحف

تصدرت الاحتفالات بذكرى نصر السادس من أكتوبر عام 1973، اهتمامات كبار كُتَّاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأربعاء.

 

ففي مقاله صندوق الأفكار بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (التحية الحارة.. والدموع) قال الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة: إن لفتة إنسانية عظيمة تضاف إلى الرصيد الإنساني العظيم للرئيس عبدالفتاح السيسي وهي اللفتة التي وقف لها كل الحضور في قاعة الاحتفالات وسط تصفيق حار تعبيرًا عن الامتنان، والتكريم لهؤلاء الأبطال العظام.. وغيرهم ممن ضحوا في سبيل الوطن، وقدموا كل غالٍ ونفيس من أجل محو عار الهزيمة، واستعادة الأرض المصرية، وتطهيرها من دنس الاحتلال.

 

وأكد الكاتب أن حرب أكتوبر هي الانتصار العربي الأعظم في العصر الحديث بعد سلسلة طويلة من الانكسار، والهزائم بدأت باحتلال الشعوب العربية من الاستعمار الأوروبي، ثم تلى ذلك نكبة 1948 للجيوش العربية أمام العصابات الصهيونية المدعومة أوروبيًا، ودوليًا، ثم كانت نكسة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل سيناء، والجولان، وأجزاء من الأردن، ولبنان، والتهمت بقية الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة.. بعدها توهمت إسرائيل أنها أصبحت الدولة التي لا تُهزم، وجيشها غير قابل للهزيمة، والانكسار.

 

ولفت الكاتب الصحفي إلى أنه في أكتوبر 1973 تغيرت المعادلة، ونجح الجيش المصري العظيم (خير أجناد الأرض) في قلب الموازين رأسًا على عقب، وتحطيم كل النظريات العسكرية.

 

وفي مقاله /كل يوم/ بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (تقدير موقف) أفاد الكاتب الصحفي مرسي عطا الله بأنه من بين أكثر الأكاذيب التي نجحت إسرائيل في الترويج لها بالباطل وبرعاية أمريكية فجة لتثبيت الأمر الواقع تكثيف المساعي السياسية والإعلامية لخلق انطباع مضلل في الساحة الدولية بأن ما اغتصبته إسرائيل من أراض عربية في معارك 5 يونيو عام 1967 يعتبر مكاسب شرعية في حرب دفاعية.

 

ونبه إلى أنه لعل أكثر ما ساعد إسرائيل على الترويج لأكاذيبها أن الشعور بالغرور والتضخم في إسرائيل كان قد بلغ درجة غير مسبوقة بينما كانت الآثار السياسية والنفسية التي أفرزتها نكسة 1967 آثارا شديدة وحادة وموجعة على امتداد العالم العربي في الوقت الذي طرأت فيه على المشهد الدولي متغيرات دولية عميقة اتجهت إلى الدعوة للاسترخاء العسكري بعد إعلان موسكو - واشنطن عقب قمة نيكسون وبرجينيف عام 1972 انتهاء الحرب الباردة بين القوتين العظميين.

 

ولفت إلى أنه هكذا فوجئ العالم العربي – وفي المقدمة مصر - بصدمة غير متوقعة لأن مقتضيات الوفاق العالمي ستفرض على الاتحاد السوفيتي قيودا على حجم إمداداته العسكرية لنا بدعوى أن أهم بنود الوفاق العالمي هو العمل على تهدئة النزاعات الإقليمية وأهمها النزاع في الشرق الأوسط بينما كانت إسرائيل قد ضمنت بقاء تفوقها العسكري المطلق على الدول العربية كلها بفضل ما حصلت عليه من دعم عسكري هائل من الترسانة الأمريكية.

 

وأفاد بأن مصر رفضت الاستسلام لصدمة الوفاق العالمي خصوصا أن حرب الاستنزاف كانت قد أدت غرضها فضلا عن معجزة تحريك حوائط الصواريخ إلى حافة القناة قبل بدء سريان وقف إطلاق النار ليلة 7 – 8 أغسطس عام 1970.

 

وقال: "في أوراقي تقدير موقف كان لي شرف المشاركة في إعداده مطلع عام 1973 في منتصف شهر يناير مفاده «إن القوات المسلحة بمختلف قطاعاتها تتحرق شوقا إلى تلقي أمر القتال في أي لحظة في ظل شعور بأن العسكرية المصرية وقع عليها ظلم فادح في يونيو عام 1967 وإنه بعد حصاد حرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ يتطلع الجميع قادة وضباطا وجنودا لتصحيح الصورة وتضميد الجراح ورد الاعتبار والثأر لدماء الشهداء".

 

وأضاف: "هكذا ووسط هذه المصاعب والتحديات وفي ظل حسابات دقيقة ومعقدة داخليا وعربيا ودوليا أصبح اتخاذ قرار الحرب مسألة وقت".

 

وفي مقاله /بدون تردد/ بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (نسائم النصر) قال الكاتب الصحفي محمد بركات إنه في مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر 1973 منذ «49» عاما، كانت مصر تقف على أعتاب مرحلة جديدة وفاصلة في تاريخها وواقعها ومستقبلها، بل وفاصلة أيضا في واقع ومستقبل المنطقة العربية والشرق أوسطية التي تقع فيها مصر موقع القلب.

 

وأضاف أن مصر كانت لا تفصلها سوى مدة لا تزيد عن 24 ساعة فقط، عن أخطر لحظة في تاريخها المعاصر، لحظة فارقة في مسار الأمة ومستقبل الوطن، تتحدى فيها الواقع المر الذي فرضته هزيمة الخامس من يونيو 1967، وتعبر فيها فوق القناة لتزيل العدوان وتمسح عار الهزيمة وتعيد كرامتها وتحرر أراضيها.

 

ولفت إلى أن القيادة المصرية كانت قد حددت ساعة الصفر في الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973، باعتبارها ساعة الحسم والمصير لشعب رفض الاستسلام للهزيمة، وجيش وطني شجاع قرر خوض معركة الكرامة والشرف، لاسترداد الأرض وتلقين العدو درسًا قاسيًا لا يمكن أن ينساه على مر السنين والأعوام.

 

واختتم مقاله بأن إذا كنا اليوم نعيش أحداثا جسامًا، في ظل ما نخوضه من مواجهة شرسة مع عصابات الإفك والضلال والكذب، الساعية لنشر الشائعات وزرع الفتن وتعطيل المسيرة الوطنية للتحديث والتنمية، فإننا نؤمن بقدرة مصر وشعبها على الانتصار بإذن الله طالما بقى الشعب والجيش يدًا واحدة وصفًا واحدًا في مواجهة أعداء الأمة والشعب الكارهين لمصر وشعبها.

 

وفي مقاله /في الصميم/ بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (الوفاء لأكتوبر العظيم) قال الكاتب الصحفي جلال عارف إن الوفاء لأكتوبر العظيم يعنى - قبل كل شيء - أن نستوعب الدرس وأن نواصل السير في الطريق الذي عبرناه من هزيمة لا نستحقها إلى نصر صحح التاريخ وفتح أبواب المستقبل بكل جدارة.

 

وأضاف أن الوفاء الأعظم لأكتوبر يكون بالسير على طريقها.. الإيمان بالهدف والوحدة من أجل تحقيقه.. العلم والتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة لكل التفاصيل.. إدراك الجميع أنها معركة وطن وأنه لا بديل عن تحرير الأرض واستعادة الكرامة.

 

وأفاد بأنه بعد كل هذه السنوات يبقى درس أكتوبر حيًا.. الأعداء يجاهدون حتى لا يروا «أكتوبر» مرة أخرى، ونحن نريده الطريق الذي نسير فيه نحو الانتصار في كل معاركنا.. بالعلم والتخطيط والتحديد السليم للأولويات ثم حشد كل الجهود من أجل تحقيقها.

 

وفي مقاله /من آن لآخر/ بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان (أكتوبر والشعب) قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة إن ما حققه الجيش المصري العظيم بعدما حدث في 1967.. وهذا الانتصار المبهر في ملحمة العبور (أكتوبر 1973).. معجزة عسكرية حقيقية.. تجسد بالفعل أنه الجيش الأسطورة الذي اعتاد دائمًا على هزيمة المستحيل.

 

وأضاف أن من يقرأ دفتر أحوال الاستعداد للمعركة.. ثم تفاصيل ملحمة العبور والقتال على الجبهات مع العدو يتأكد أنه أمام معجزة حقيقية.. لكن في نفس الوقت كان ومــا زال هناك سر الأســرار وراء تحقيق الأمجاد والمعجزات المصرية، يتمثل ويتجسد في وحدة الجيش والشعب والــعــلاقــة الــفــريــدة بينهما.. فالجيش هو جيش المصريين.. يتكون من أبنائهم.. ومن نسيج هذا الوطن.

 

وتابع الكاتب: "ما أتحدث عنه هو «دور الشعب».. الذي كشف عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحــاديــثــه المــتــكــررة.. (الشعب هــو البطل) بتضحياته وصبره ودعمه ووقوفه واصطفافه على قلب رجل واحــد.. الأمجاد المصرية وراءها مواقف متبادلة بين الجيش والشعب.. أحيانًا يفجرها الجيش ويحميها الشعب.. وأحيانًا أخرى يفجرها الشعب ويحميها الــجــيــش.. فالجيش والشعب (واحـــد)".

 

وقال الكاتب: "فتش عن هــذا السر في كل الأمــجــاد المصرية في ثــورة 23 يوليو 1952.. في ملحمة العبور أكتوبر 1973 في ثورة مصر المجيدة في 30 يونيو 2013 في معركتي البقاء والبناء لتطهير مصر من الإرهــاب.. وبناء الدولة الحديثة.. لذلك أمجادنا في وحدتنا.. الجيش هو البطل و الدرع والحصن والسند وصمام الأمان، والشعب هو البطل بتضحياته وصبره وعمله والتفافه حول قيادته وجيشه".

يمين الصفحة
شمال الصفحة