جبهة التحرير: القيادة الفلسطينية تثمن ما قدمته مصر حكومة وشعبًا للنضال الفلسطيني

مصر وفلسطين

مصر وفلسطين

صرح الدكتور واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، اليوم /الخميس/، إن القيادة الفلسطينية تثمن ما قدمته مصر، حكومة وشعبًا، على مدى سنوات للنضال الفلسطيني، مُشددًا على أن مصر لم تأل جهدا في سبيل دعم القضية الفلسطينية على كل المستويات السياسية والدبلوماسية، إقليميا ودوليا.

 

وأضاف أبو يوسف- في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط- أن الفلسطينيين يثقون في قدرة مصر على الحفاظ على القضية الفلسطينية ودعمهم على صعيد نيل حقوقهم المشروعة، وذلك لما لمصر من ثقل على مستوى الدول العربية والإسلامية وعلى المستوى الدولي.

 

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تقدر دور مصر على مُستوى المصالحة الداخلية الفلسطينية واستعادة الوحدة، وما بذل ويبذل حتى الآن، من جهود من قبلها لرأب الصدع وإنهاء الانقسام.

 

وتطرق أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية إلى التوسع الاستيطاني في مدينة القدس المحتلة، ووصفه بأنه حرب معلنة وخطة استراتيجية من قبل الاحتلال لمحو الوجود الفلسطيني في القدس، وفرض وقائع جديدة على الأرض، وذلك ليمنع دولة فلسطينية مستقبلية تكون القدس عاصمتها، كما أن الاستيطان في الضفة الغربية عموما هدفه منه قيام دولة مستقلة ومتواصلة.

 

وشدد أبو يوسف على عدم شرعية الاستيطان بموجب كل قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وخاصة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وآخره القرار رقم 2334، الذي أكد عدم شرعية التوسع الاستيطاني بما فيه في مدينة "القدس" المحتلة.

 

وتحدث أبو يوسف عن العدوان الذي يُمارسه المستوطنون في ربوع الضفة الغربية، لا سيما في مُحافظتي "جنين" و"نابلس" الشماليتين، وقال إن ما يجري الآن هو منظومة متكاملة للاعتداء على الشعب الفلسطيني، من قبل حكومة الاحتلال وجيشها ومستوطنيها، الذين يعيثون فسادًا ويقطعون الشوارع ويقتلعون الأشجار ويعتدون على الفلسطينينين ومنازل وممتلكاتهم في هاتين المنطقتين وفي كل مناطق الضفة الغربية.

 

وقال إن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، هو سباق على إرضاء اليمين واليمين المتطرف خلال حملة انتخابات الكنيست المقرر أن تجرى في مطلع شهر نوفمبر المقبل.

 

وحذر أبو يوسف من انتقال "العنف" الدائر بين المستوطنين والفلسطينيين في الضفة إلى "القدس"، وقال إن إعلان جماعات "الهيكل" عن مكافآت مالية لمن يتمكن من النفخ في بوق "الشوفار" أو إدخال قرابين لباحات المسجد الاقصى خلال الاحتفال بعيد العرش اليهودي بعد أيام قليلة، قد يشعل "انتفاضة ثالثة".

 

وأشار إلى أن المسجد الأقصى يتعرض لمخاطر جدية كبيرة ليس فقط على صعيد ما كان يُخطط له سابقا لتقسيمه زمانيا ومكانيا، ولكن الاحتلال يسعى إلى تقويض وضعه ومكانته، والأمر لا يقتصر على المسجد الأقصى فحسب، ولكن الوضع كذلك في الحرم الإبراهيمي في الخليل، الذي أغلقه الاحتلال في وقت سابق هذا الأسبوع ومنع المصلين من الدخول، في حين سمح لليهود بدخوله وإقامة حفلات موسيقية صاخبة، في خطوة خطيرة تجر المنطقة لحرب دينية ستكون ذات تداعيات كارثية.

 

وقال أبو يوسف إن الاحتلال يُمارس كل ما هو مُمكن من أجل إخضاع الشعب الفلسطيني، لكن محاولاته هذه لم تنجح، مشيرًا إلى أن هذا الشعب قدم آلافا من الشهداء والجرحى والأسرى خلال الانتفاضتين السابقتين، ومازال يقدم الشهداء حتى الآن، ولم تكسر إرادته لنيل حريته واستقلاله.

 

وأضاف أن حديث بعض دول الغرب، وساسة إسرائيليين، عن دعمهم لحل الدولتين، بات بمثابة "الاسطوانة المشروخة" لطالما أنه لم يقترن بتحديد حدود الدولة وتحديد عاصمة الدولة الفلسطينية، (وهي القدس الشرقية على حدود 1967) ودون تحديد ما هو مصير المستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية، وحق اللاجئين في العودة.

 

وأشار إلى أن الاحتلال أغلق العملية السياسية منذ فترة طويلة من مُنطلق وهمه بأنه يستطيع أن يفرض وقائع على الأرض، ويتهرب من استحقاقات لها علاقة بعملية سياسية على قاعدة قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، كما أنه يحاول إخراج القدس من أية مساحة، يمكن من خلالها الحديث عنها كأراض فلسطينية محتلة، وذلك بمنعه إجراء الانتخابات فيها، و"لهذا ندعو إلى وجود ضغوط جادة إقليمية ودولية على الاحتلال للسماح بأن يتم إجراء الانتخابات في القدس، إذ أنه لا يمكن إجراء انتخابات لا تكون القدس حاضرة فيها".

يمين الصفحة
شمال الصفحة