محيي الدين سعيد يكتب: مصر التي نريد في 2023

محيي الدين سعيد

محيي الدين سعيد

في الأغلب الأعم تتجه غالبية التعاملات مع نهاية عام وبداية عام جديد برصد ما جري علي مدار العام الذي ينقضي، لكن الحقيقة أن كل ما ينتهي من أعوام، هي صفحات تطوي، سواء في عمر الأشخاص، أو الأوطان، ومع الحرص علي ضرورة الحساب على ما مضى، حتى يأخد كل ذي حق حقه، وينال المصيب ثوابه، والمقصر عقابه، وحتى يتم تلافي مواطن القصور فيما نفتح من صفحات جديدة، مع أهمية كل ذلك، فإن الأهم برأيي هو النظر سريعًا إلى سطور الصفحة الجديدة والعمل علي التأسيس الصحيح لها منذ اللحظات الأولي لولادتها، خاصة وأننا نعيش في عصر صارت السرعة عنوانًا لكل شيء فيه.

انطلاقًا من العمل بقاعدة "تفاءلوا بالخير تجدوه"، فإننا نقدم التفاؤل في النظر إلي الصفحة الجديدة التي تفتح ذراعيها لبلادنا والعالم – ولكل منا علي المستوي الشخصي – وتحمل عنوان 2023، ونتمني أن تواصل بلادنا فيها انطلاقتها نحو النهوض والتعافي من آثار وتداعيات أحداث – دولية وداخلية – لا تزال تلقي بظلالها علي حياتنا، ولسنا ببعيدين عن موجة الغلاء الفاحش التي يعاني منها الجميع، لندفع ثمن صراعات دولية، لا يدرك القائمون عليها أن تأثيراتها لا تخص بلادهم وحدها، وإنما تمتد بآثارها إلي مختلف بلاد العالم، وتدفع ثمنها البشرية مجتمعة، وليس أدل علي ذلك، من تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية علي مختلف مناحي في العالم، بعد أن ضربت سلاسل إمداد المنتجات التي عرف بها الطرفان المتصارعان، وكانت تتلقاها بلدان كثيرة حول العالم، في مقدمتها مصر، كالقمح علي سبيل المثال وليس الحصر.

تسبب ظرف عالمي في إحداث تلك الأزمة، لا يمنع من أننا نتمني في مصرنا التي نريدها خلال العام الجديد، أن نري رقابة حكومية مشددة علي الأسواق والتجار، وألا يتم ترك المواطن فريسة في أيدي تجار لا يهمهم سوي الربح.

مصرنا التي نريدها في العام الجديد، نتمني أن تواصل العودة القوية لموقعها الريادي في المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وعلى الساحة الدولية، بعد أن شهدنا كيف استضافت مصر فعاليات دولية كقمة المناخ، وكيف كان الحضور المصري قويًا وفعالًا، ممثلًا في الرئيس عبد الفتاح السيسي والدبلوماسية المصرية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية والعربية.

مصر التي نريدها في العام الجديد، نتمني أن نري فيها استمرار الدفع بالخدمات الحكومية إلى مختلف المناطق، وأن يتم إعطاء الأولوية لقطاعات مهمة وحيوية، كقطاعات الصحة والتعليم، وهو ما بدأت بالفعل فيه مبادرات وجهود مهمة وفعالة، كالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تمد مظلة خدماتها لمنطقة بعد الأخرى في الريف المصري.

مصر التي نريدها في العام الجديد، نتمني أن نراها حاضرة بقوة علي خارطة السياحة العالمية ، للاستفادة من احتضانها أرضها لأقدم وأعظم حضارة علي وجه الأرض في تنمية موارد البلاد عبر اجتذاب المزيد والمزيد من السياح من مختلف دول العالم .

مصر التي نريد في العام الجديد، نتمني أن يعيش أبناؤها حياة كريمة تليق بهم وبحضارتهم وحاضرهم ، حياة لا مكان فيها لمثلث الرعب "الفقر والمرض والجهل"، فمصر تستحق أن تكون دائما في الصدارة، انطلاقًا من كونها ليست بدولة عادية، ولا مكوناتها المجتمعية أو جغرافيتها بعادية، وإنما هي "حالة" ممتدة عبر آلاف السنين.

نتفاءل خيرًا لبلادنا ونتمني لها ولقيادتها الوصول لبر الأمان، ومثلما أكد الرئيس السيسي، خلال احتفالية " قادرون باختلاف" بأن مصر بتعدي وبتنجح بفضل الله " فإننا نأمل ونتمنى أن يكون العام الجديد هو عام العبور إلى نهضة جديدة وتنمية تطال كل شبر فيها .. وكل عام وأنتم بخير.

يمين الصفحة
شمال الصفحة