ليزلي ريد
أكدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتعاون مع مصر، حيث سعت منذ عقود إلى تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع مصر.
وأشارت مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، ليزلي ريد، في كلمتها خلال المؤتمر الأول للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إىل "إنه من دواعي سروري أن أكون بينكم ممثلة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، دعما للعلاقة بين مصر والولايات المتحدة. نحن نحتفل بمرور 100 عام من الشراكة والتعاون بين البلدين العظيمين، وسوف نمضي في هذا التعاون قدما".
وأوضحت أن البلدين نجحا في حصد نتائج التعاون بينهما مؤخرا خاصة عقب أزمة فيروس كورونا، وأزمات التغير المناخي ومؤخرا العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقالت مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر ليزلي ريد، إن الحرب الروسية كانت لها تبعات سلبية على مصر، حيث وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم دعم بقيمة 50 مليون دولار لدعم الاقتصاد المصري ومساعدة المزارعين المصريين وتأهيلهم لمزيد من الزراعة والإنتاجية.
وأضافت ريد، أن مصر تعد الشريك المهم والصديق المقرب للحكومة الأمريكية، لافتة إلى أن وكالة المساعدة الأمريكية تعمل بالتعاون مع الشركاء المحليين وحتى المنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للحد من الفقر وتقديم الخدمات لكل المصريين في كل بقاع مصر.
وأوضحت أنها عملت مع الحكومة المصرية لتوفير أنظمة الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب وكذلك التعليم، حيث قامت الوكالة بتعزيز التعاون وتقديم فرص ثانوية للدارسين باللغة العربية، مؤكدة أن كل هذه الجهود هدفها تقديم الخدمات للشعب المصري في مختلف أرجاء مصر.
وأضافت أن الوكالة الأمريكية للتعاون قامت بتوفير بعض البرامج التدريبية في مختلف أنحاء مصر، لمنح درجات البكالوريوس للمصريين لدعم النمو الاقتصادي المصري، كما تعاقدت على شراكات مع عدد من المراكز والجامعات الحكومية المصرية، ولديها 46 مركزا لتخريج المصريين وثقلهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل بمختلف أنحاء البلاد، مما ساهم في توفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل في بعض الشركات الدولية مثل "جوجل" و "نيسان".
وقالت ريد، إن الوكالة الأمريكية لعبت دورا في تحسين صحة الأمهات أثناء فترات الحمل والولادة، ما يتيح للمرأة المشاركة بفعالية فى قوة العمل، كما سهلت من عملية زيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر وزيادة فرص العمل التي تم تقديمها وحققت نجاحات عديدة، رغم التحديات الاقتصادية، وكذلك خلال جائحة كورونا وما تلاها من فترة الحرب الروسية الأوكرانية، وتوفير 1.7 مليار دولار كاستثمارات في العام الماضي.
وأضافت أن الوكالة الأمريكية دعمت أيضا الحكومة المصرية عن طريق التعاون مع الأطراف الأخرى، وعلى رأسها القطاع الخاص لتمكين تلك الاستراتيجة لجعل مصر أكثر قبلة لاستقطاب المستثمرين الأجانب وتقديم كل الخدمات للمصريين.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أبرمت مع مصر عقود شراكات عدة لاسيما فى مجال الزراعة لربط المزارع بسوق العمل، ويعود ذلك لفترة التسعينيات، للقيام بتأسيس جمعية للزراعة، لاستهداف زيادة الانتاج الزراعي المصري بنسبة 58% من المحاصيل والخضروات والفاكهة المصرية، حيث طالما كان المزارع المصري صديق للمؤسسات الأمريكية.
وأكدت مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، ليزلي ريد، أن الوكالة قامت بعرض شراكات مع الحاضنات المصرية وحاضنات الأعمال وأسست هذه الأنشطة لتعزيز دور ريادة الأعمال، ودعم أكثر من 10 آلاف رائد أعمال مثل ما تم في نوفمبر الماضي بمؤتمر الأطراف الذي عقد بمصر، حيث فاز أحد الشباب خلال منافسة عالمية تم دعمها من قبل الوكالة الدولية في معامل (وايب لابس)، حيث ابتكر ملصقا لوضعه على الفاكهة بحيث لا تتلف سريعا وتزيد فترة صلاحيتها.
وقالت ريد : "قمنا بضخ 50 مليون دولار للاستثمار فى الشعاب المرجانية على ضفاف ساحل البحر الأحمر لحماية هذا المصدر والحفاظ على النظام الإيكولوجي"، لافتة إلى أن مصر تستقطب سياحا من كافة أنحاء العالم، حيث يدر هذا القطاع نقدا أجنبيا ويوفر أكثر من مليون فرصة عمل، كما تعمل الولايات المتحدة عن كثب مع وزارة السياحة المصرية والمستثمرين بالقطاع الخاص للارتقاء بهذا القطاع.
وأضافت :"نحن نهدف إلى زيادة النمو الاقتصادي وتقديم خدمات أفضل وتوفير فرص عمل أكثر"، مشيرة إلى أن الازدهار والأمن هما وجهان لعملة واحدة وهذا هو المحرك الذي جعلنا نشارك في وضع أهداف التنمية المستدامة والتي تمثل وعدا حقيقيا لتحقيق الاستدامة.
وأكدت أن الحكومة المصرية سعت حثيثا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بزيادة التطوير الشمولي والبناء وللاستفادة من تلك الأهداف، لتحقيق المساواة بين الجنسين ومشاركة هذا الالتزام لتمكين المرأة في سوق العمل.
وأشارت إلى أن مصر هي مهد الحضارات والبلد الشابة عالميا، إذ أن 40% من سكانها أى (50 مليون نسمة) هم من فئة الشباب، ما يؤكد أن فرص ريادة الأعمال فرصة واعدة للشعب المصري، لنقل خبرات الشباب لاجتياز كل التحديات والعقبات.
وقالت مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، إن الولايات المتحدة فى حاجة للاستفادة من تلك الفرص، لافتة إلى أن هناك نحو 12 مليون شخص في مصر من ذوى الهمم، ويجب دمجهم داخل الأنشطة الاجتماعية، والتركيز على دور الحوكمة، لأن التطوير الناجح هو نتاج للحوكمة الرشيدة، موضحة أن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني مساهمان لاغنى عنهم في مثلث التنمية، كما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضافت أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورا كبيرا فى ترجمة رؤية 2030 المصرية، حيث نجحت مصر فى مكافحة جائحة كورونا بالتعاون مع منظمات الهلال الأحمر لتوفير اللقاحات والتي تم التبرع ببعضها من قبل الحكومة الأمريكية.
وأشارت إلى أنه فى ظل الأزمة التي يشهدها العالم في مجال الأمن الغذائي، فإن الولايات المتحدة تتعاون مع بنك الطعام المصري لتوفير الغذاء، لافتة إلى أنه يجب ربط أهداف مؤتمر المناخ (كوب 27) بأهداف التنمية المستدامة، وتقييم ما تم حصاده سويا وما سيتم تحقيقه مستقبلا بالتعاون مع مصر.
وقالت مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر: "شراكتنا مع مصر مستمرة ومشتركة بوجود منظمات المجتمع المدني وأنشطة الأعمال والقطاع الخاص والشركات الناشئة".