رئيس الوزراء يرصد المشروعات التنموية بشمال سيناء.. ويوضح: حاربنا الإرهاب مع تنفيذ التنمية

رئيس الوزراء

رئيس الوزراء

قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إن جولته بمحافظة شمال سيناء، بدأت بمدينة رفح الجديدة التي يتم إنشاؤها كبديل لمدينة رفح القديمة.

ولفت خلال مؤتمر صحفي، بعد انتهاء الجولة، إلى أن "رفح الجديدة" مع اكتمالها، ستضم أكثر من ١٠ آلاف وحدة سكنية، بالإضافة إلى ٤٠٠ بيت بدوي، وكافة الخدمات المطلوبة في أي مدينة حديثة، موضحًا أنه تفقد الجزء الأولى من المرحلة الأولى، الذي يضم ١٤٠٠ وحدة سكنية اكتمل تنفيذها من إجمالي نحو ٤٥٠٠ وحدة بالمرحلة الأولى.

وأكد أن المدينة مخططة ومنفذة من خلال رجال القوات المسلحة والهيئة الهندسية والجيش الثاني، على أعلى مستوى لخدمة كل المواطنين المصريين الذين سيكونون موجودين في رفح الجديدة، مضيفًا أن الزيارة انتقلت إلى مدينة الشيخ زويد، حيث تم تفقد مشروع محطة المحولات التي تخدم المدينة، من خلال تنفيذ وزارة الكهرباء والقوات المسلحة، الذين نجحوا في إنجاز هذا العمل لتكون الشيخ زويد مؤمنة بالكامل بالشبكة الكهربائية.

وذكر أنه بالانتقال إلى مدينة العريش، تم تفقد عدد كبير من المشروعات، بداية من جامعة العريش التي تضم ١١ كلية و٧٣٠٠ طالب، من أهال شمال سيناء، وكانت فرصة للقاء شباب مميز من شمال سيناء، الذين يتلقون التعليم على أعلى مستوى بالجامعة.

كما لفت رئيس الوزراء، إلى أن محافظة شمال سيناء وحدها تضم ٥ جامعات؛ سواء حكومية أو أهلية أو تكنولوجية أو خاصة، بما يكشف اهتمام الدولة بالتعليم وبناء المواطن المصري، في هذه الرقعة العزيزة من أرض مصر، موضحًا أيضا أن زيارته شملت تفقد المحكمة الابتدائية بشمال سيناء، والتي كانت مبنى قائما، وتمت إعادة تجهيزه، لبدء تشغيله خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأكد أن جميع الأسر المصرية ضحت بأبنائها من كل الفئات، وعلى جميع المستويات، وربما لا يعرف الكثير أن الشقيق الأصغر لوزير العدل كان يعمل قاض في هذه المحكمة، واستشهد في العام ٢٠١٥ في إحدى الهجمات الإرهابية، متابعًا: "اليوم ومعي وزير العدل نقوم بتفقد إحدى القاعات التي تم إطلاق اسم أخيه الشهيد عليها، وهي بمثابة رسالة قوية لكل المصريين مفادها أن مصر لا يمكن أن تنسى أبناءها من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم، وهو ما نراه جميعا في كل مكان، فكل الميادين بأسماء الشهداء وكذا الشوارع، حتى تظل ذكرى هؤلاء الشهداء وأن يتم تذكر علاوة الدم الذي دفع في هذا المكان".

وأضاف: "انتقلنا بعد ذلك للمشروعات التنموية الكبرى وتفقدنا ميناء العريش، الذي لم يكن سوى مجرد ميناء صغير، لم تكن تتجاوز مساحته ٥٠ فدانا، وفي إطار رؤية شاملة لتنمية سيناء، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن يتم تطويره ليكون ميناء دوليا على أعلى مستوى، فتمت إضافة ٥٤٠ فدانا له، وهو ما يعادل ١١ ضعف المساحة السالف ذكرها، ويجري الآن تطوير أرصفة بطول يتجاوز ٢.٥ كم".

ونوه: "تم الانتهاء بالفعل من تطوير نصف هذه الأطوال، شاملة الخدمات التي ستقدم عبر هذه الأرصفة، وكان هذا الميناء يستخدم فقط للصيد وتصدير الملح، واليوم سيكون هذا الميناء واجهة بحرية مهمة للغاية لتصدير جميع المنتجات والصناعات الكبيرة التي يجري إنتاجها في شمال سيناء، وتشمل أعمال تطوير الميناء، تعميق الغاطس من ٧ أمتار إلى ١٣مترا، موضحا أن الأرصفة التي يتم تطويرها والخدمات اللوجستية التي ستقدم عبر الميناء ستكون نهضة حقيقية لمحافظة شمال سيناء ومدينة العريش، كما ستوفر فرص عمل كبيرة لأهالينا في هذه المدينة".

وتابع: "تفقدنا مستشفى العريش، ورأينا حجم التطوير الجاري بها، وكذا مستوى الخدمات المقدمة بها، والمباني الجديدة المقرر إنشاؤها خلال الفترة المقبلة حتى نستطيع رفع مستوى الخدمة وتقديم ذات الخدمة التي يتلقاها المواطن في كل ربوع مصر".

وأضاف: "تفقدنا عددا من مشروعات الإسكان سواء رفع الكفاءة أو الإنشاء والتطوير التي تتم في مدينة العريش، ومنها مشروع رفع كفاءة وإعادة إنشاء مشروع للإسكان التعاوني، وهو مشروع قديم ومتهالك وكان يمثل خطورة داهمة على المواطنين، ومن هنا جاء تدخل الدولة لإعادة إنشاء هذا المشروع بالكامل ورفع كفاءته".

وقال: كما تفقدنا مشروعين مهمين للغاية وتقريبا دخلا مرحلة التشغيل التجريبي الخاصة بهما، تمهيداً لافتتاحهما من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتمثلان في محطة الكهرباء الرئيسية بحي المساعيد، ومحطة تحلية مياه البحر".

وأشار إلى أن محطة الكهرباء هي المسئولة عن توليد الكهرباء ليس فقط لمدينة العريش بل لمختلف مناطق المحافظة، وذلك بطاقة تشغيل مبدئية تقدر بنحو 350 ميجاوات، تصل إلى 700 ميجاوات خلال الفترة القليلة القادمة، موضحاً أن الدولة تستهدف من خلال إقامة هذه المحطة إحداث تنمية حقيقية بمحافظة شمال سيناء، وتلبية الاحتياجات والمتطلبات المستقبلية لمختلف القطاعات من صناعة وزراعة وتجارة، وغيرها من مختلف أوجه التنمية التي ستتم على هذه الأرض الغالية.

وفيما يتعلق بتفقد محطة تحلية مياه البحر، أوضح رئيس الوزراء، أن هذا المشروع يُعد من المشروعات الضخمة، حيث إنه من المقرر مع اكتمال إنشائها أن تصل طاقتها الإجمالية إلى 300 آلاف م3/ يوم، يستفيد منها نحو 1.5 مليون مواطن، لافتا إلى أن المرحلة الأولى منها والتي بدأ التشغيل التجريبي لها تصل طاقتها الإجمالية إلى 100 آلاف م3/ يوم، تكفي قاطني محافظة شمال سيناء.

وأكد رئيس الوزراء، أن ما تم تفقده اليوم من مشروعات تنموية وخدمية، يعتبر مشروعات قومية ضخمة يتم تنفيذها بمختلف المناطق على أرض سيناء الغالية، وتستثمر بها الدولة عشرات بل مئات المليارات، وذلك تحقيقاً لأوجه التنمية الحقيقية على هذه البقعة الغالية، التي شهدت العديد من التضحيات من مختلف أبناء الوطن.

ولفت رئيس الوزراء، إلى القرار الحكيم الذي أصدره فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بأن عملية مكافحة الإرهاب، تتم بالتوازي مع عملية التنمية، قائلا: "خلال السنوات الماضية كنا نحارب الإرهاب ولم نتوقف عن تنفيذ المشروعات القومية الكبرى"، مضيفاً أنه كان من الممكن وفقا للتفكير العادي وقف عمليات التنمية لحين الانتهاء من الإرهاب، وهو ما كان سيفقدنا إنجاز مشروعات خلال مدة السنوات الأربع الماضية، فضلا عن التكلفة المضاعفة لهذه المشروعات، لو كان بدء تنفيذها من اليوم.

وشدد رئيس الوزراء، أن المشروعات المستهدفة تم إنجازها، وجاهزة لخدمة مختلف أوجه عمليات التنمية في محافظة شمال سيناء، شاكرًا رجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة، وكذا المواطنين من مختلف أنحاء الجمهورية، وخاصة من أهالي محافظة شمال سيناء، حيث قدموا أرواحهم أو أصيبوا جراء الأعمال الإرهابية الغاشمة التي شهدتها المحافظة على مدار الفترة السابقة، قائلًا: "لولا هؤلاء الأبطال والمواطنون الشرفاء، ما كنا نقف اليوم هنا على هذه الأرض الغالية".

يمين الصفحة
شمال الصفحة