ذكر الدكتور شوقي علَّام مفتي الجمهورية، أن التسبيح بالسبحة جائزٌ، بل مندوبٌ إليه شرعًا؛ لأنه وسيلةٌ إلى ذكر الله، والوسائل لها أحكام المقاصد.
وأوضح "علام"، خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج “كل يوم فتوى” مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، أن الذكر بالسبحة وغيرها مما يُضْبَطُ به العَدُّ أمر مشروع أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجرى عليه عمل السلف الصالح من غير نكير.
وأضاف أنه عن صَفِيَّةَ بنت حيي رضي الله عنها قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، قَالَ: «لَقَدْ سَبَّحْتِ بِهَذِهِ، أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى عَلِّمْنِي. فَقَالَ: «قُولِي: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ»، وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: "كَانَ لِأَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه نَوًى مِنْ نَوَى الْعَجْوَةِ في كِيسٍ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهُنَّ وَاحِدَةً وَاحِدةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يَنْفَدْنَ".
ولفت مفتي الجمهورية، إلى أن التسبيح بالحصى والنوى والخيط المعقود فيه عقدٌ جاء عن جماعة من الصحابة ومَن بعدهم، بل قد صنف في مشروعية الذكر بالسبحة جماعة من العلماء، مشيرًا إلى أن المذاهب الفقهية الأربعة نصت على مشروعية اتخاذ السبحة والذكر بها، بل واستحباب ذلك.
وشدد على أنه لا مانع من اتخاذ وسائل حديثة للتسبيح كالمسبحة الإلكترونية تماشيًا مع تطور الزمن فكل عصر يستخدم ما يتوفر لديه من إمكانيات ووسائل.
وفي سياق آخر، رد مفتي الجمهورية، على سؤال لإحدى المتابعات للبرنامج وهو أنها تقوم بتشغيل القرآن أثناء العمل في المنزل، قائلًا: "إذا قام بعض المسلمين بتشغيل شرائط القرآن أثناء عملهم وانشغالهم بهذا العمل دون أن يتعمدوا الانصراف عن الاستماع أو صرف المستمعين عن الاستماع فلا مانع شرعًا من ذلك، ولا حرج في الانشغال عن الإنصات الكامل لتلاوة القرآن ما دام دون تعمد".