جانب من اللقاء
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، عمار الحكيم رئيس تيَّار الحكمة الوطني العراقي.
وأعرب شيخ الأزهر، عن تقديره للعلاقة التَّاريخية الوطيدة التي تجمع علماء الأزهر بعلماء النجف، وما تمخَّضت عنه هذه العلاقة من نِتاجٍ فكريٍّ وحراكٍ ثقافي أثرى المكتبة الإسلامية، مشيرًا إلى أن مجلة "رسالة الإسلام" كانت تُعَدُّ في السابق ذروةَ التعاون بين الأزهر والنجف؛ لما قدَّمته من زخم ثقافي وإطار معرفي في مختلف العلوم الإسلامية، وطُرِحَت فيها كافة القضايا في مجالات الفلسفة والفقه والشريعة والقانون، وعلاقة السنة والشيعة في إطار الاحترام والتعاون وتكامل العلوم.
وشدَّد شيخ الأزهر، على ضرورة تماسكنا وتمسكنا بقيم التقارب فيما بيننا لمواجهة التحديات التي تخطِّط لتفكيك نسيج أمتنا الإسلامية، والغزو الثقافي والاجتماعي الذي يستهدف عالمنا الإسلامي، مضيفًا: "أولى بنا أن نتَّحد لمواجهة التحديات المعاصرة وأجندات نشر موجات الإلحاد والشذوذ الجنسي والأمراض المجتمعيَّة والسلوكيَّات المنحرفة، وحملات التغريب، وإقصاء الدين والأخلاق، ومحاولة فرض هذا الواقع على شباب وبنات أمتنا الإسلامية".
من جانبه، أعربَ "الحكيم"، عن تقديره للأزهر الشريف ولدَوْرِ شيخه فضيلة الإمام الأكبر وعلماء الأزهر وأساتذته وطلابه، مصرحًا "الأيادي ممدودة والقلوب مفتوحة، ولكم محبة خاصة في قلوبنا، ويتجدَّد الودُّ بتجدد اللقاء بيننا، هذه اللقاءات التي ننتظرها بشغفٍ كبيرٍ، فللأزهر الشريف رمزية كبيرة في العالم الإسلامي، ونعتزُّ بعلاقة علماء الأزهر بعلماء النجف، التي مثَّلَت علاقة احترام واعتدال تاريخي، وكان الاعتدال هو أساس العلاقة بين مدارس الفكر الإسلامي والمسلمين على مر العصور، أمَّا التطرف والتشدد فهو الاستثناء ويمثل خروجًا عن القاعدة الأصلية والأصيلة".
وجدَّد رئيس تيَّار الحكمة الوطني العراقي، الدعوة لشيخ الأزهر لزيارة العراق، مؤكدًا أن العراق بكامل أطيافه وأطرافه في انتظار زيارة شيخ الأزهر، وأنَّ هذه الزيارة المرتقبة سيكون لها انعكاسات مهمة في العالم الإسلامي، وسوف تفتح الباب لتبادل الوفود من العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، وتجديد التواصل المنهجي بين المراكز البحثية ومناقشة القضايا الفكرية، والتعاون في إصدار المؤلفات، وتنظيم معارض مشتركة للكتاب، وسوف تمثل فرصةً لاستبيان كل الآراء في مختلف القضايا.
واستعرض "الحكيم"، الوضع العام في العراق، وما يشهده من تطور في مختلف المجالات والأصعدة، وأنَّ العراق الآن يشهد حالة تعايش واستقرار وتعاضد بين فئات المجتمع؛ حيث تقوم مختلف المدارس الفكرية والتيارات بدور بارز في مكافحة التطرف والتشدد، مؤكدًا أنَّ العراق أصبح أكثر أمنًا واستقرارًا عمَّا سبق.
وجدَّد شيخ الأزهر ترحيبَه بزيارة العراق، مؤكدًا أنَّ العراق بلد عزيز على كل عربي ومسلم، متطلعًا لزيارته وعَقْدِ اللقاءات والمناقشات الفكرية والعلمية، وتجديد أواصر التعاون بين المدرستين الفكريتين العريقتين.
وتناول اللقاء مناقشةَ التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وأبرزها حملات التغريب وانتشار المخدرات والانسلاخ من القيم الدينية والأخلاقية، والهم المشترك في التقريب بين المذاهب، والمشكلات المجتمعيَّة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على كيان الأسرة وتربية الأبناء والنشء.