71 عامًا على ثورة يوليو التي غيرت وجه التاريخ المصري| أبرز الإنجازات

الضباط الأحرار

الضباط الأحرار

في مثل هذا اليوم 23 يوليو عام 1952، استيقظ المصريون على قسم الضباط الأحرار بأن يحرروا بلادهم من الظلم والاستبداد، لتشق الثورة طريقها لتحقيق تحول اجتماعي جذري وبناء اقتصاد اشتراكي قوي يحقق للمصريين أهداف الثورة في الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية.

وبذلك يكون قد مر 71 عاما على أهم الثورات المصرية على مر العصور ثورة بيضاء نجحت في تغيير وجه التاريخ المصري تماما، ثورة الجيش المصري التي نقلت مصر من عهد الملكية إلى عهد الجمهورية.

ثورة أيدها الشعب المصري بكل قوة. عقد الضباط الأحرار عدة اجتماعات يتدارسون من خلالها الموقف في حذر وحيطة، كان آخرها الاجتماع الذي عقد يوم 22 يوليو عام 1952 للاطلاع على الخطة النهائية للتحرك، وكانت الخطة تحمل في طياتها عوامل نجاحها لبساطتها وتحقيق السيطرة الكاملة على القوات المسلحة، وبالتالي الاستيلاء على سلطة السيادة في البلاد.

بدأت بسيطرة القوات المسلحة على مبنى القيادة العسكرية بمنطقة كوبري القبة واقتحامها بمجموعة من الضباط الأحرار، ومجموعة أخرى قاموا باعتقال بعض كبار رجال الدولة من منازلهم لضمان عدم تحرك قوات عسكرية ضد الثورة.

ثم كانت السيطرة على جهاز الحكومة المدني، وإنزال قوات إلى الشوارع للسيطرة على عدد من المواقع المدنية الحيوية. أظهر الشعب تأييده التلقائي للجيش، وخرج بجميع فئاته وطوائفه ليعلن مساندته لهذه المجموعة الوطنية من أبنائه الضباط الأحرار.

وكان هذا التأييد بمثابة تكليف لقادة الحركة بالاستمرار، وبذلك استمدت ثورة يوليو شرعيتها من الشعب بعد تأييده لها، وتعبيرها عن واقعه وآماله في تحقيق الاستقلال والكرامة. استطاع الشعب المصري أن يسترد حقه الشرعي في اختيار حكامه، وتم تعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية وتم تعيين جمال عبد الناصر في منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية.

وكان مجلس قيادة الثورة قد أصدر قرارا في 18 يونيو 1953 بإلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية.

وفي 17 أبريل 1954 تخلى محمد نجيب عن رئاسة الوزارة، واقتصر على رئاسة الجمهورية ومجلس الثورة، وتم تكليف جمال عبد الناصر بتشكيل الوزارة فألفها برئاسته وانتخب بعد ذلك جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية في 23 يونيو 1956.

حققت ثورة 23 يوليو مكاسب كثيرة للشعب المصري، حيث أجبرت الثورة الملك على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر إلى إيطاليا.

بعد أن وضعت الثورة ضمن مبادئها إقامة حياة ديمقراطية سليمة وعدالة اجتماعية، أصدر قانون الملكية الذي نص على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فدانا للملاك القدامى، وتم إنشاء جمعيات الإصلاح الزراعي التي تولت عملية تسلم الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التي حددها القانون لهم وتوزيع باقي المساحة على الفلاحين الأجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض، ليتحولوا من أجراء إلى ملاك.

ويعتبر إنشاء السد العالي من أهم مكاسب ثورة 23 يوليو، لأنه ساهم في التحكم في تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل، وتوليد الكهرباء. وحدثت ثورة صناعية في مصر، من خلال تشييد العديد من المصانع، بجانب مكاسب عدة حققتها المرأة في شتى المجالات بعد ثورة 23 يوليو 1952.

وشهدت كل امرأة عاشت عصر ثورة 23 يوليو تغيرا كبيرا في حياتها، بعد أن أولى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المرأة المصرية الاهتمام، وعمل على تحسين الحياة الاجتماعية لها، من خلال مشروع الأسر المنتجة، ومشروع الرائدات الريفيات، ومشروع النهوض بالمرأة الريفية وتم تعيين أول وزيرة مصرية للشئون الاجتماعية، وهي حكمت أبو زيد، كما نجحت الثورة في خفض نسبة الأمية بين المصريين.

إن ثورة يوليو ضربت أروع الأمثلة لانحياز الجيش المصري العظيم لتطلعات وآمال الشعب في الحياة، التي تقوم على العدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تسطر يوما بعد يوم بطولات خالدة على مر التاريخ. الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافي.

يمين الصفحة
شمال الصفحة