"ست بميت راجل".. قصة كفاح عاملة النظافة التي لا تعرف معنى الاستسلام

عاملة النظافة

عاملة النظافة

تتجلى قصة إسراء أحمد، عاملة النظافة، في شوارع منطقة المرج بمحافظة القاهرة، حيث تبذل جهودًا استثنائية لمدة 11 ساعة يوميًا من أجل إعالة ابنتيها. تبدأ يومها الشاق من الساعة الرابعة صباحًا قبل آذان الفجر، حاملة طفلتيها على ظهرها وذراعيها، ترتدي ملابس عملها وتخوض رحلة تنظيف الشوارع والطرقات. تنتهي من مهمتها أمام صناديق القمامة، ثم تعود إلى منزلها لتبدأ رحلة جديدة رفقة زوجها وبناتها وأعمال المنزل.

إسراء، البالغة من العمر عشرين عامًا، قدمت إلى القاهرة قبل ثلاث سنوات بعد زواجها من رجل يكبرها بعدة أعوام ويعمل عاملًا في إحدى مطاحن الدقيق. قررت الانتقال إلى المدينة بهدف مساعدة زوجها وتحسين ظروف حياتهما، خاصةً مع قدوم مولودتها الأولى واقتراب زوجها من سن التقاعد.

شغلت إسراء مهنةً بعد أخرى بسرعة، ولكنها لم تجد استقرارًا في أي منها، خاصةً مع ظروف الحمل والإنجاب. وفي النهاية، وجدت نفسها تعمل كعاملة نظافة، حيث وجدت في هذه الوظيفة أجرًا أفضل يمكنها من خلاله توفير حياة كريمة لابنتيها، خاصةً وأنها تعتني بطفلة تبلغ من العمر عامًا ونصف وأخرى تبلغ من العمر أربعة أشهر.

تقضي إسراء حياتها في الشوارع لمدة 11 ساعة يوميًا، وخلال هذه الفترة تشهد العديد من الحكايات والتحديات. تنظف الشوارع من القمامة وسط ظروف العمل الصعبة، وبعد انتهاء يومها، تعود إلى منزلها لتلبية متطلبات الحياة اليومية.

على الرغم من الإرهاق والصعوبات، تشعر إسراء بالحب والامتنان تجاه زوجها، الذي يعمل بجد ويشاركها في توفير لقمة العيش لعائلتهمعلى الرغم من الإرهاق والصعوبات، تشعر إسراء بالحب والامتنان تجاه زوجها، الذي يعمل بجد ويشاركها في توفير لقمة العيش لعائلتهم. في حديثها لـ "هُن"، قالت: "أنا اتجوزت منذ 3 سنوات، وأنا أعمل منذ سنة ونصف. حالتنا المالية ليست الأفضل، وزوجي يعمل وأنا أساعده، نحن شركاء في الحياة ولدينا ابنتان، يجب أن نكفل احتياجاتهم وأن نتشارك في المسؤوليات".

ومع ظروفها المادية الصعبة، تحمل إسراء حلمًا كبيرًا في قلبها، وهو محو الأمية. فبالرغم من أنها تعرضت للحرمان من التعليم لسنوات، إلا أن الرغبة في التعلم والتطور تراودها باستمرار. وقالت: "أتمنى أن أتعلم وأحقق حلم حياتي في محو الأمية. أتمنى أن يساعدني أحدهم وأتمكن من قراءة كتاب ربنا وأكون قادرة على فهم الكتابة والقراءة".

قصة إسراء أحمد تجسد قوة العزيمة وروح الصمود في مواجهة الصعاب. تعمل بجد وتكافح من أجل إعالة أسرتها، وفي نفس الوقت تحمل حلمًا كبيرًا في تحقيق تعليم ذاتي ومحو الأمية. إسراء تعبر عن العديد من العاملات في القطاع غير المنظم اللاتي يواجهن تحديات كبيرة في حياتهن، ولكنهن لا يفقدن الأمل والتصميم على تحقيق أحلامهن.

علينا أن نقف بجانب الأشخاص مثل إسراء، وندعمهم في رحلتهم نحو تحقيق أحلامهم وتعلمهم المستمر. يجب أن نعمل على توفير فرص التعليم والتدريب المناسبة للأفراد الذين يواجهون صعوبات في الحصول على التعليم الرسمي، لكي يتمكنوا من تحقيق إمكاناتهم الكاملة وتحقيق تقدمهم الشخصي والمهني

يمين الصفحة
شمال الصفحة