لتسهيل حركة الأفراد والبضائع.. وزير النقل يستعرض بعض مشروعات النقل للربط مع الدول العربية
جانب من الاجتماع
نقل الفريق كامل الوزير وزير النقل، خلال اجتماع الدورة العادية رقم (36) لمجلس وزراء النقل العرب، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتمنياته الطيبة بأن تكلل أعمال الاجتماع بالتوفيق والنجاح.
وشكر الوزير، العراق على جهودها خلال فترة رئاستها لمجلس وزراء النقل العرب، مهنئًا قطر بمناسبة توليها رئاسة المجلس متمنيا لها التوفيق والنجاح، كما شكر الأمين العام للجامعة العربية، والأمين المساعد للشئون الاقتصادية، وإدارة النقل والسياحة بالأمانة العامة للجامعة على الإعداد المتميز لاجتماع اليوم.
وأشار وزير النقل، إلى الظروف الصعبة، والتحديات غير المسبوقة التي فرضتها أحداث دولية مختلفة، فلم تكد أزمة كوفيد - 19 تنفرج بما أحدثته من تعطل في سلاسل الإمداد، وضعف في النظام الصحي العالمي، وارتفاع في تكاليف الشحن، وارتفاع في تكلفة الغذاء والطاقة، حتى اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير2022، مما فاقم من هذه التداعيات.
وذكر: "آثارها ظهرت سريعا عن طريق أزمة نقل بحري، وأزمة غذائية عالمية جديدة، حيث أسرعت الحرب من وتيرة نقص الغذاء في العديد من دول العالم، وخاصة الدول التي تعاني من فجوة غذائية وتعتمد على استيراد الغذاء، والدول الأقل نموا، والمنخفضة الدخل".
وأكد وزير النقل، أن تلك التحديات التي فرضت تكاتف الجميع محليا ودوليا للتغلب على تأثيراتها، وكان لقطاع النقل والسياحة النصيب الأكبر من الخسائر، لكن النجاح يظل رهنا بقدرتنا على التأقلم مع هذه الأوضاع، والعمل على تجاوز آثار الأزمة الكبيرة للتخفيف من تداعياتها، من خلال تعزيز التعاون والترابط بين دولنا.
ولفت وزير النقل، إلى الموقع الاستراتيجي للمنطقة العربية، وأهميته وتأثيره الكبير في حركة النقل العالمية، ولذلك نشهد تنافسا وسباقا بين القوى الدولية الكبرى في ضوء سعيها للاستفادة من مزايا هذا الموقع، والعمل على إعادة هيكلة النظام الدولي، مما يدعونا كدول عربية إلى مزيد من التعاون والتنسيق لتعظيم مردود هذا التوجه تجاريا واقتصاديا.
وصرح وزير النقل، بأن النقل أصبح من أهم عناصر التطور في العالم، بل هو العامل الرئيسي المؤثر على النمو الاقتصادي والاجتماعي، فتعتمد كافة القطاعات الاقتصادية على البنية التحتية لنظم النقل المختلفة؛ تسهيل إجراءات حركة نقل البضائع، وزيادة التبادل التجاري، بما يساعد على التنمية الاقتصادية، ويشجع انتقال رؤوس الأموال للاستثمار في منطقتنا العربية.
وذكر الوزير، أن ذلك يساهم في تيسير حركة المواطنين في التنقل بين دولنا، لكافة الأغراض الاقتصادية والترفيهية والتجارية والسياحية والتثقيفية والدينية والعلاجية، مشيرًا إلى أن رؤية الوزارة تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفعالة في ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة من أجل تحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وأوضح الوزير، أنه لتنفيذ تلك الرؤية تم إتباع سياسة مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع في وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمي والدولي، عن طريق تطوير مختلف وسائل النقل لتحقيق مزيد من التواصل لتحقيق المصالح المشتركة في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، مما ينعكس على التنمية والتطور الاقتصادي في الدول العربية.
وأكد وزير النقل، أن مصر تولي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون مع الدول العربية في كافة المجالات، وفي مقدمتها قطاع النقل، موضحًا: مصر تنفيذ خطة للتعاون مع السودان لرفع كفاءة الرصيف الحالي لميناء وادي حلفا لتفعيل دور هيئة وادي النيل للملاحة النهرية لتظل جسرًا للتواصل بين شعبي البلدين".
وأفاد بأن مصر، تنفذ مشروع الربط السككي الذي انتقل من مرحلة الدراسات إلى مرحلة التنفيذ، لما يعود بالنفع على مصر والسودان، من خلال زيادة حركة نقل الركاب والبضائع، كما يتم حاليًا تنفيذ الخط الأول من مشروع القطار السريع (السخنة/ الإسكندرية/ العلمين/ مطروح) بطول 660كم بالقرب من الحدود المصرية الليبية، كمنظومة نقل سريع تربط لأول مرة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.
وذكر: "يمكن أن يكون نواة لمشروع استراتيجي أكبر للربط السككي بين الدول العربية في شمال أفريقيا، فضلًا عن تنفيذ الخط الثاني (أكتوبر- أسوان- أبو سمبل) بطول 1100كم الذي يربط بين شمال مصر وجنوبها، مما سيسهم بدوره أيضا في تعزيز العلاقات بين مصر والسودان".
ونوه وزير النقل، إلى أن هناك تعاون مع الأشقاء في الأردن والعراق من خلال شركة الجسر العربي، وفي إطار آلية التعاون الثلاثي في عدد من المشروعات المهمة، مضيفًا: "هناك التعاون والتطور الذي يشهده قطاع النقل البحري مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما الاستثمار في مشروعات النقل البحري المختلفة سواء بالشراكة مع السعودية والإمارات، وفي الطريق مع قطر".
وتطلع الوزير، إلى العمل على تعزيز الربط مع دول المغرب العربي بواسطة دراسة إحياء مشاريع الربط بين دول شمال أفريقيا، في ضوء رؤية استراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي وتسهيل حركة التجارة وجذب الاستثمارات.
وتابع: "الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تندرج في مجملها في إطار جهود تعزيز علاقات التعاون بين دولنا في مجال النقل، والتي تتسق مع توجهاتنا في السعي لإزالة العوائق التي تحول دون ذلك، والعمل على تقليص تكلفة النقل وعامل الوقت وبما يعزز القدرة التنافسية للصادرات العربية".
وأكد الوزير، حرص مصر على تنفيذ كل ما يسهم في تعزيز العلاقات فيما بين الدول العربية الشقيقة، وكذا قيام الوزارة، بالعمل الجاد في سبيل تعزيز وتقوية حركة النقل لربط الدول العربية برا وبحرا وجوا، ورفع كفاءة النقل البيني، وتذليل الإجراءات وتسخير إمكانات الوزارة وهيئاتها لتحقيق هذا الهدف.