الدكتور محمد عادل يكتب لـ"الحصاد": الفائدة والدم وأمريكا

نودع عام 2023 وسط أزمة في الدولار وارتفاع الفائدة، والدم الذي يراق على الأراضي الفلسطينية بفعل الهمجية الصهيونية الإسرائيلية التي لا تراعي الإنسانية، ولا مشاعر العالم الغاضبة في كل مكان

إسرائيل فقدت شرعيتها الإنسانية، وبات على العالم مواجهة العدوان الإسرائيلي ودمويته وبشاعته الأخلاقية، فلا يجب أن يظل العالم مكتوف الأيدي أمام هذا العدوان الإسرائيلي

ولأن أمريكا هي أكبر دائم للعدوان الإسرائيلي فإن أمريكا تعاني هي المشاكل و"بدون المال، سوف تتلاشى الحماسة العسكرية في الخارج، هذا ما أكده رجل الأعمال الروسي أوليغ ديرباسكا على قناته تليغرام، مؤكدا أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة دفع الفائدة على الدين الوطني بسبب حجمه الهائل، وهو ما سيؤدي إلى تهدئة الحماسة العسكرية الأمريكية.

فقد بلغ الدين الوطني الأمريكي مستوى قياسيا آخر، منتصف سبتمبر الماضي، حيث تجاوز 33 تريليونا دولارا، فيما ارتفع، أوائل أكتوبر، بمقدار 275 مليار دولار في يوم واحد، وهو ما يزيد بنسبة 3 % عن إجمالي ديون روسيا.

والأخطر ما ذكره تقرير صندوق النقد الدولي الصادر في أكتوبر، بأن إجمالي ديون الحكومة الأمريكية إلى 123.3 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، ثم يرتفع إلى 126.9 % من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024. وهو ما يطرح سؤالا كيف ستسدد أمريكا هذه الديون؟

قال مارات بيردييف كبير الدبلوماسيين الروس لدى" أبيك "أن الدولار الأمريكي يفقد باستمرار مكانته الرائدة في العالم بسبب الديون محذرا من تداعيات انهيار الدين العام الأمريكي، والتي ستفوق الأزمة المالية 2008 وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مراكز جديدة للنمو الاقتصادي بالعالم ظهرت لمنافسة الغرب وتغتنم فرص التعاون وتعزيز العلاقات، وأن الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي انتهت.

وحذر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من تداعيات الدين الأمريكي الهائل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستستنفد الورق اللازم لطباعة الدولار في ظل هذا الدين. مؤكدا أنه ارتفع بدرجة كبيرة لدرجة أن واشنطن لن تكون قادرة قريبا على طباعة المزيد من الدولارات لخدمته" ووفقا للمحلل ألكسندر نازاروف فإن كلفة خدمة ديون الولايات المتحدة تقترب من تريليون دولار سنويا، وأن تكاليف خدمة الديون تضاعفت خلال 3 سنوات.

هذا يأتي في الوقت الذي تدعم الولايات المتحدة الحرب الهمجية على أهل فلسطين في الأراضي المحتلة وغزة، وتقدم جسر لا ينتهي من الدعم بالأسلحة والمال من أجل قتل الأطفال والنساء والإبادة الجماعية والتهجير القصري لأهل فلسطين خارج غزة والضفة لتحقيق هدف الكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية ضاربة بعرض الحائط كل قرارات الأمم المتحدة، حتى مجلس الأمن رغم قراراته التي لا تغني من جوع، أيضا لا تنفذ.

ويجب على الدول العربية والإسلامية والدولة المحبة للإنسانية أن تتوقف تماما عن شراء السندات الحكومية الامريكية وعن دعم الدين والدولار الأمريكي، وذلك للحد من الهيمنة العسكرية الأمريكية وغطرستها ودعمها للإرهاب الإسرائيلي وثانيا "لأن الدولار يتعرض لخطر كبير في المستقبل، فلا يؤدي هذا الخطر إلى تدهور اقتصاديات الدول المرتبطة بالدولار.

والحل والوقاية والتحوط ، من خلال التوقف تمام عن شراء الدين الحكومي الأمريكي والبحث عن أي طرق أخرى لتوظيف الأموال، ثانيا، تقليل نصيب الدولار من الاحتياطيات الأجنبية وهناك عملات كثيرة أكثر وأفضل من الدولار وتعتبر ملاذ أمن مثل الين الياباني، وثالثا: على دول الخليج التي تربط عملتها بالدولار (باستثناء الكويت) فك هذا الارتباط وربط عملاتها بسلة من العملات الأجنبية. وهناك بدائل كثيرة للاستثمار بعيدا عن الدولار وأيضا بدائل لتنويع الاحتياطي.

نحن نودع عام ونستقبل عام وسط حالة من عدم اليقين بما سيحدث في هذا العالم فالبعض لديه تفاؤل بأنه هذا العام سيكون أخر الازمات، في حين يرى البعض أن العالم ما زالت تعصف به الأزمات والمواجع

ونستقبل عام جديد 2024 وهناك أمل كبير في أن تنتهي أزمة الدولار بعد أن تجاوز الفارق بين السوق السوداء والرسمي 20 جنيها، ومعه حدث ارتفاع كبير في الأسعار لم يعد لدينا القدرة على تحمله.

كما يتوقع البعض بثبات الفائدة حتي النصف الأول من عام 2024 تمهيدا لتراجع في النصف الثاني من أجل تحقيق المستهدف من البنك المركزي المصري بأن يكون معدل التضخم 7 بالمئة يزيد أو يقل 2 بالمئة. ونحن ننتظر ما سيسطره عام 2024 فهل سيكون عام انتهاء الأزمات أم استمرارها.