أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا إلغاء مكافأة الـ10 ملايين دولار التي كانت قد عرضتها عام 2017 مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقال أبو محمد الجولاني، الذي يُعرف حاليًا باسم أحمد الشرع، وذلك في إطار التغيرات السياسية والعسكرية التي تشهدها سوريا.
فما هي تفاصيل هذه المكافأة، وما هي قصة "البحث عن الجولاني"؟
الجولاني والانضمام لتنظيم القاعدة
بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في 2013، انتقل الجولاني إلى العراق وانضم إلى تنظيم القاعدة. تم اعتقاله من قبل القوات الأمريكية وسُجن لمدة 5 سنوات.
ومع بداية الحرب السورية في 2011، عاد الجولاني إلى سوريا ليؤسس تنظيم "جبهة النصرة"، الذي تحول لاحقًا إلى "هيئة تحرير الشام"، وفقًا لتقارير وزارة الخارجية الأمريكية.
إدراج الجولاني في قائمة الإرهاب
في عام 2013، أدرجت واشنطن الجولاني على قائمة الإرهابيين العالميين، واتهمته بتورط "جبهة النصرة" في عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين.
وكانت ترى واشنطن فيه شخصية صاعدة وذات تأثير كبير في التنظيم، حيث تمكن من زيادة عدد مقاتليه بشكل ملحوظ في فترة قصيرة، وفقًا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط.
هيئة تحرير الشام وتغيير الاسم
في عام 2016، أعلن الجولاني عن تغيير اسم "جبهة النصرة" إلى "هيئة تحرير الشام"، مدعيًا أن هدفه هو تحرير سوريا من نظام بشار الأسد.
ورغم هذا التحول في مواقف التنظيم، اعتبرت واشنطن هذه الخطوة "مناورة تكتيكية" لتحسين صورة الجولاني، واستمرت في مطاردته وتصنيفه كإرهابي.
مكافأة الـ 10 ملايين دولار
في 2017، عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على أبو محمد الجولاني.
محاولات الجولاني لتغيير الموقف الأمريكي
رغم محاولات الجولاني العديدة لتغيير الموقف الأمريكي، بما في ذلك ظهوره في عام 2021 على قناة "بي بي إس" لنفي تورطه في أي عمليات خارج سوريا، لم يتغير موقف واشنطن، وظلت تصنيفه كإرهابي قائمًا.
إلغاء المكافأة وتحول الموقف الأمريكي
إلغاء المكافأة يمثل تحولًا ملحوظًا في السياسة الأمريكية تجاه الجولاني وسوريا بعد التغيرات السياسية والميدانية في المنطقة.
بعد اللقاء الذي جمع بين مساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف وأحمد الشرع (الجولاني)، أعلنت واشنطن عن وقف متابعة المكافأة التي كانت قد عرضتها.
وأشارت باربرا ليف إلى أن الجولاني أكد خلال اللقاء التزامه بمحاربة الإرهاب في سوريا، مما أدى إلى تغيير موقف الولايات المتحدة من هذه القضية