"أوبك+" تقرر الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط

أبقت اللجنة الوزارية المشتركة لتحالف "أوبك+" على سياسة إنتاج النفط بدون تغيير، وفق بيان صادر اليوم عقب اجتماع مندوبي الدول الأعضاء في فيينا. بما يمثل أول قرارٍ للتحالف بعد مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مخاطبته المشاركين في دافوس، منظمة أوبك والسعودية تحديداً، بخفض أسعار الخام.

كان التحالف، باجتماعه الأخير مطلع ديسمبر العام الماضي، أرجأ زيادة إنتاجه النفطي لمدة ثلاثة أشهر حتى أبريل 2025، واليوم أكّد باجتماعه رقم 58 على عدم إعادة إمدادات الخام الواقعة ضمن التخفيضات الطوعية إلى السوق قبل هذا التاريخ. على أن تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأعضاء "أوبك+" في 5 أبريل لمناقشة المعطيات والبيانات واتخاذ الخطوات اللازمة.

تأجيل سلسلة زيادات الإمدادات

في الشهر الأخير من العام الماضي، قرر التحالف تأجيل سلسلة زيادات الإمدادات، والتي كان من المقرر أن تبدأ بزيادة 180 ألف برميل يومياً في يناير. وبدلاً من ذلك، ستبدأ الزيادات في أبريل. كذلك قررت السعودية وروسيا والعراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وكازاخستان والجزائر وعُمان، تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، والتي أُعلن عنها في نوفمبر 2023، حتى نهاية مارس 2025. على أن تتم بعد ذلك عملية التخلص التدريجي من هذه التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يومياً على أساس شهري حتى نهاية سبتمبر 2026. 

كما جرى تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 1.65 مليون برميل يومياً، والتي أُعلن عنها في أبريل 2023، حتى نهاية ديسمبر 2026. وأشار البيان إلى أن المجموعة ستراجع ظروف السوق قبل إيقاف أو عكس هذه الزيادات الشهرية.

الالتزام بالتخفيضات

نوه البيان، اليوم الاثنين، بالتزام الدول المشاركة بخطة تعديلات الإنتاج الطوعية الإضافية المعلنة في 5 ديسمبر 2024، باعتبار أن هذه التعديلات ضمنت استقرار سوق النفط. 

وأفاد البيان أيضاً باستبدال "أوبك+" المصادر الثانوية المستخدمة لتقييم مدى امتثال البلدان المشاركة في إعلان التفاهم بسقف الإنتاج، اعتباراً من 1 فبراير، بناءً على توصية الأمانة العامة لمنظمة أوبك. حيث سيتم استبدال "إدارة معلومات الطاقة" (EIA) و"ريستاد إنرجي" (Rystad Energy)، بشركات "كبلر" (Kpler) و"أويل إكس" (OilX) و"إي إس إيه آي" (ESAI).

وجاء الاجتماع بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية كبيرة على المكسيك وكندا والصين، في خطوة أثارت اضطرابات في الأسواق المالية ومنحت أسعار النفط بعض الدعم اليوم.

تأثير العقوبات الأمريكية

ودفع القلق بشأن تأثير عقوبات أمريكية على روسيا أسعار النفط إلى 83 دولارا للبرميل في 15 يناير/كانون الثاني، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس/آب. وانخفضت الأسعار منذ ذلك الحين إلى أقل من 77 دولارا، إلا أنها ارتفعت اليوم الاثنين بعد أن أثارت الرسوم الجمركية مخاوف بشأن اضطراب الإمدادات.

وتخفض مجموعة أوبك+ الإنتاج حاليا بما يعادل 5.85 مليون برميل يوميا، أي نحو 5.7% من الإمدادات العالمية، في سلسلة خطوات بدأتها في 2022.

وفي ديسمبر/كانون الأول، مددت "أوبك+" أحدث شريحة من التخفيضات حتى الربع الأول من 2025، لتؤجل خطة لزيادة الإنتاج إلى أبريل/نيسان. وكان التمديد هو الأحدث في عدة تأجيلات بسبب ضعف الطلب وارتفاع المعروض من خارج المجموعة.

وقال بنك غولدمان ساكس، في مذكرة أصدرها، أمس الأحد، إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات من كندا والمكسيك والصين من المرجح أن يكون لها تأثير محدود على المدى القريب في أسعار النفط والغاز العالمية.

وأوضح البنك: "الانخفاض المحتمل في واردات الغاز الطبيعي الأميركي من كندا بسبب الرسوم الجمركية صغير للغاية، بحيث لا يؤدي إلى رفع أسعار الغاز الطبيعي الأميركي بشكل كبير".