مصر تطلق حملة دبلوماسية خلف الكواليس ضد خطة ترامب لتهجير سكان غزة

ذكرت وكالة «أسوشيتد برس»، اليوم الخميس، أن مصر أطلقت حملة دبلوماسية خلف الكواليس ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تستهدف تهجير سكان قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحملة جاءت «في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل الاستعدادات لمغادرة الفلسطينيين من القطاع على الرغم من الرفض الدولي لخطة إفراغ المنطقة من سكانها».

ونقلت الوكالة عن مسؤولين مصريين قولهم: «إن مصر أطلقت حملة دبلوماسية خلف الكواليس ضد الاقتراح، محذرة من أنه سيُعرض اتفاقية السلام مع إسرائيل للخطر».

رفض دولي واسع النطاق

وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول استيلاء الولايات المتحدة على غزة وتهجير السكان الفلسطينيين، وتحويل القطاع الساحلى إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحفى الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الكثير من ردود الفعل العالمية.

وكشفت الوكالة الأمريكية عن أن إدارة الرئيس ترامب قلصت بالفعل جوانب من الاقتراح بعد رفضه على نطاق واسع دوليًا، قائلة إن «نقل الفلسطينيين سيكون مؤقتًا» قبل أن يقدم المسؤولون الأمريكيون القليل من التفاصيل حول كيفية أو متى سيتم تنفيذ الخطة.

مقترح ترامب

وفي منشور لاحق له على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، قال ترامب إن «إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة بعد الحرب ولن تكون هناك حاجة إلى جنود أمريكيين لخطته لإعادة تطويرها».

ورفض الفلسطينيون بشدة مقترح ترامب، خوفًا من أن إسرائيل لن تسمح أبدًا للاجئين بالعودة، في الوقت الذي حذرت فيه مصر من أن طرد الفلسطينيين من شأنه أن «يزعزع استقرار المنطقة ويقوض معاهدة السلام مع إسرائيل، وهي حجر الزاوية للاستقرار والنفوذ الأمريكي لعقود من الزمان».

تهجير جماعي للفلسطينيين


كما رفضت المملكة العربية السعودية، أي تهجير جماعي للفلسطينيين، مؤكدة أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل- وهو هدف رئيسي لإدارة ترامب- دون إنشاء دولة فلسطينية تشمل غزة.

ومن جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الخميس، إنه أمر الجيش بإجراء استعدادات لتسهيل هجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة عبر المعابر البرية، فضلًا عن «ترتيبات خاصة للخروج عن طريق البحر والجو»، إلا أنه لم تكن هناك أي دلائل فورية على استعدادات من هذا القبيل على الأرض.

مصر ترفض أي طرح يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير

وحذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم، من تداعيات التصريحات الصادرة اليوم من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وبما يعد خرقًا صارخًا وسافرًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة.


وقالت وزارة الخارجية اليوم، في بيان لها: «إن التداعيات الكارثية التي قد تترتب على هذا السلوك غير المسؤول والذى يضعف التفاوض على اتفاق وقف اطلاق النار ويقضي عليه، كما يحرض على عودة القتال مجددًا، إلى جانب المخاطر التي قد تنتج عنه على المنطقة بأكملها وعلي أسس السلام، وتؤكد مصر على الرفض الكامل لمثل هذه التصريحات غير المسئولة جملة وتفصيلاً».

وشددت مصر على أنها ترفض تماماً أي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي، محذرة من تداعيات تلك الأفكار التي تعد إجحافاً وتعدياً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تكون مصر طرفاً فيه.

وأكدت مصر ضرورة التعامل مع جذور الصراع والتي تتمثل في وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود عانى خلالها من كافة أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على انهائه بصورة فورية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية.

وأعادت مصر التأكيد على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة، منوهة إلى اعتزامها الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والاصدقاء في المجتمع الدولي في تنفيذ تصورات للتعافى المبكر وازالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدد، ودون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها.

رفض دولي لمقترح التهجير

ورفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الفكرة بشدة. وقال في مقابلة مع محطة الإذاعة الإسبانية «آر إن إي»: «غزة هي أرض أهل غزة».

وقال متحدث باسم وزير خارجية أيرلندا إن «الهدف يجب أن يكون عودة الشعب الفلسطيني بسلام إلى وطنه، وأي تعليقات على العكس من ذلك غير مفيدة ومصدر تشتيت».

يمين الصفحة
شمال الصفحة