رسوم ترامب ليس شراً لمصر وتفتح لها أبواب المكاسب

بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة صدمت العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين وهزت الأسواق العالمية، برزت مجموعة من الدول قد تستفيد من السياسات التجارية الأمريكية رغم أن خطر الركود الناجم عنها سيحد من النتائج الإيجابية.

ووسط نتائج سلبية يواجهها حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها التجاريون المقربون بما في ذلك الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية بسبب رسوم جمركية بنسبة 20% أو أكثر، يرى منافسون من بينهم البرازيل والهند وتركيا وكينيا وغيرهم أن هناك جانبًا إيجابيًا في تلك السياسات.

والبرازيل ضمن مجموعة من الأسواق فرضت عليها أقل نسبة من الرسوم الجمركية "المضادة" وهي 10%، وقد تستفيد الدولة صاحبة القطاع الزراعي العملاق من رسوم ردت بها الصين من المرجح أن يكون لها تداعيات على مصدري المنتجات الزراعية في الولايات المتحدة، وفق وكالة "رويترز".

مكاسب محتملة لمصر

كشفت وكالة رويترز عن مكاسب محتملة ربما تجنيها دولاً من بينها مصر وتركيا وسنغافورة من وراء الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي العديد من دول العالم والتي كان نصيب مصر منها 10%.

وفي تقرير للوكالة الثلاثاء، تحدث خبراء عن المكاسب المحتملة، موضحاً أن دول مثل مصر يمكن أن تجني استثمارات إضافية مع سعي العديد من دول العالم إلى تنويع المصنعين واتساع وتنوع في دوائر الواردات.

وذكر التقرير أن أزمات دول مثل بنجلاديش وفيتنام، اللتين تُحققان فوائض كبيرة وتضررتا بشدة من سياسات ترامب، يمكن أن تشكل فرصاً لدول مثل مصر وتركيا.

ونقلت الوكالة عن مجدي طلبة رئيس مجلس إدارة شركة T&C Garments المصرية التركية المشتركة: "لم تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على مصر وحدها، بل فرضت رسومًا جمركية أعلى بكثير على دول أخرى. وهذا يمنح مصر فرصة واعدة جدًا للنمو"، مشيراً إلى الصين وبنجلاديش وفيتنام منافسين رئيسيين لمصر في مجال المنسوجات.

وتابع: "الفرصة واضحة، علينا فقط اغتنامها".

وبموجب التقرير فإن رسوم ترامب الجمركية تشكل فرصة نادرة لمصر لجذب استثمارات من الدول التي يفرض عليها الرئيس الأمريكي رسومًا جمركية مرتفعة، ومن جهة أخري فإن الرسوم ستشكل دفعة محتملة للمستوردين الأمريكيين لطلب المزيد من السلع المصرية، ما يعطي تلك السلع ميزة تنافسية في السوق الأمريكية.
الرسوم الجمركية تدخل حيز التنفيذ الأربعاء

ومن المقرر أن تدخل أحدث موجة من الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ غدًا الأربعاء التاسع من أبريل.

وتجسد البرازيل، بصفتها مستوردًا صافيًا للسلع من الولايات المتحدة، كيف يمكن لبعض الدول استغلال حرب تجارية يشنها ترامب بالأساس ضد الصين وغيرها من كبار المصدرين الذين يحققون فوائض في التبادل التجاري مع الولايات المتحدة.

ويمكن لدول مثل المغرب ومصر وتركيا وسنغافورة، وجميعها لديها عجز تجاري مع الولايات المتحدة، أن تحصل على فرصة في ظل معاناة دول مثل بنجلادش وفيتنام اللتين تحققان فوائض كبيرة وتضررتا بشدة من سياسات ترامب.

وتواجه بنجلادش وفيتنام رسومًا جمركية بنسبة 37% و46% على الترتيب بينما تواجه الدول الأخرى المذكورة سلفًا رسومًا بنسبة 10%، وهو ما يعد تأثيرًا هينًا في ظل نظام عالمي جديد يعمل ترامب على تشكيله.

المنسوجات المصرية

وقال مجدي طلبة، رئيس مجلس إدارة "تي آند سي للملابس الجاهزة"، وهي شركة مصرية تركية: "لم تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية على مصر وحدها.. فقد فرضت رسومًا أعلى بكثير على دول أخرى، ويمنح ذلك مصر فرصة واعدة للنمو".

وأشار طلبة إلى الصين وبنجلادش وفيتنام باعتبارهم منافسين رئيسيين لمصر في مجال المنسوجات، وقال: "الفرصة سانحة أمامنا.. علينا فقط اغتنامها".

ويمكن لتركيا التي تضررت صادراتها من الحديد والصلب والألومنيوم جراء رسوم أميركية سابقة أن تستفيد حاليًا من فرض رسوم أكبر على أسواق أخرى.

ووصف وزير التجارة التركي عمر بولات، الرسوم الجمركية المفروضة على بلاده بأنها "أفضل ما يكون" مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.

يمين الصفحة
شمال الصفحة