لماذا منعت إسرائيل سفاراتها من التعزية في وفاة بابا الفاتيكان؟

ذكرت صحيفة «إسبريسو» الإيطالية، أن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، وجه السفارات الإسرائيلية حول العالم بعدم التعزية في بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس.

تعليمات صارمة بعدم التعزية

ونقلت الصحيفة الإيطالية، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن هناك تعليمات صارمة صدرت لجميع البعثات الدبلوماسية التابعة تمنع أفرادها من التعزية في رحيل بابا الفاتيكان، أو إجراء زيارات لسفارات الفاتيكان حول العالم.

جاء ذلك، فيما قامت سفارة تل أبيب في روما بمحو العزاء الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، تنفيذا لتعليمات وزارة الخارجية.

حذف تعزية الخارجية

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رسائل قصيرة على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي - إنستغرام، وفيسبوك، وإكس - جاء فيها: "ارقد بسلام، البابا فرنسيس. رحم الله روحه الطاهرة". إلا أن هذه المنشورات حُذفت بعد ذلك بوقت قصير، مما أثار استغرابًا ولفت الانتباه.
يرتبط هذا الصمت، حسب مصادر حكومية، مباشرة بتصريحات البابا فرنسيس خلال العام الماضي، والتي وصف فيها ما يحدث في غزة بأنه "وحشية" و"إبادة جماعية"، متهمًا إسرائيل بقتل الأطفال وقصفهم، وهو ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية.

موقف البابا فرنسيس من حرب غزة

خلال العام الماضي، صرّح البابا فرنسيس بأنّ ما يحدث في غزة "ليس حربًا، بل وحشية"، واتهم إسرائيل "بقصف الأطفال وقتلهم بالرشاشات". كما صرح أنّ "ما يحدث في غزة يُشبه الإبادة الجماعية".

مع ذلك، انتقد عدد من المسؤولين الإسرائيليين قرار الصمت، مجادلين بأن البابا لم يكن مجرد زعيم سياسي.

وصرح رافائيل شوتز، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الفاتيكان حتى الصيف الماضي، لصحيفة جيروزاليم بوست: "أعتقد أن القرار خطأ. لا ينبغي لنا أن نسجل مثل هذه النتائج بعد وفاة شخص ما".

أوضح أن تصريحات البابا تستحق إدانة شديدة، وأنه كان ينبغي على إسرائيل الرد دبلوماسيًا آنذاك. "لكننا الآن لا نتحدث عن رئيس دولة فحسب، بل عن زعيم روحي لأكثر من مليار شخص - ما يقرب من 20% من البشرية. لا أعتقد أن الصمت يُوصل الرسالة الصحيحة".

يمين الصفحة
شمال الصفحة