تسجيل نادر يثير جدلًا واسعًا: عبد الناصر يقرّ بتفوق إسرائيل ويدعو لحل سلمي قبل وفاته بشهرين

كشفت هيئة البث الإسرائيلية ولأول مرة عن تسجيل صوتي نادر بثته قناة ناصر TV، يُوثّق حوارًا خاصًا بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ونظيره الليبي معمر القذافي في أغسطس 1970، أي قبل شهرين فقط من وفاة عبد الناصر. وقد أثار التسجيل ضجة واسعة في الأوساط المصرية والعربية.
عبد الناصر في لحظة مكاشفة: "اليهود أذكى منا وأقوى برًا وبحرًا"
وصفت الهيئة التسجيل بأنه تطور مثير، كونه يكشف موقفًا مغايرًا لما عرف به عبد الناصر، إذ دعا في الحوار إلى تبني حلول سلمية وواقعية بدلًا من الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل، التي أقرّ بتفوقها العسكري والبحري على العرب.
قال عبد الناصر في التسجيل: "اليهود أذكى منا وأقوى منا برًا وبحرًا، وعلينا أن نكون واقعيين إذا أردنا تحقيق أهدافنا."
انتقاد لعبارات التحرير الشامل: "شعارات تجر الخسائر على مصر وحدها"
انتقد عبد الناصر خلال الحديث الخطاب العربي المتشدد، لا سيما شعار "تحرير فلسطين من النهر إلى البحر"، واصفًا إياه بـ"الشعارات غير الواقعية"، مشيرًا إلى أن مصر تدفع وحدها ثمن هذه المعارك بينما "الدول العربية إما تراقب أو تتواطأ".
خيار "الاستسلام" السلمي: عبد الناصر يُعيد رسم الأولويات
أبدى الرئيس الراحل استعداده لقبول تسوية سلمية محدودة تقتصر على استعادة سيناء فقط، وقال بوضوح: "اتركونا، سنختار الحل غير العنيف، الحل الاستسلامي، الحل الذي أستطيع أن أتحمله بضمير مرتاح."
وأكد أن مصر لم تعد ترى نفسها مسؤولة عن تحرير كامل التراب الفلسطيني، وأن المفاوضات يجب أن تقتصر على انسحاب إسرائيل من سيناء، دون التطرق للقدس أو الضفة أو غزة.
ردود أفعال متباينة: حكمة سياسية أم خيانة لإرث المقاومة؟
وبحسب الهيئة الإسرائيلية، أكدت مصادر مقربة من عائلة عبد الناصر صحة التسجيل، مما زاد من حدة الصدمة في الشارع المصري، حيث كان يُنظر إلى عبد الناصر كرمز للمقاومة القومية والمواجهة مع الاحتلال.
وقد انقسمت الآراء بين من رأى في حديث عبد الناصر واقعية سياسية واستشرافًا لموازين القوى، ومن اعتبره تخليًا عن المبادئ القومية وتراجعًا عن الخط الثابت الذي اتبعه طوال فترة حكمه