كيف أثرت الضربات الإيرانية الإسرائيلية على القرارات الاقتصادية بالقاهرة؟

كثفت الحكومة المصرية جهودها لتأمين احتياجات البلاد من السلع الاستراتيجية، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية، وما أثاره من مخاوف بشأن استقرار المنطقة وأسواق الطاقة العالمية، وفق بيان صادر عن مجلس الوزراء.

جهود الحكومة لاحتواء الأزمة

وبينما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن تنسيق مستمر بين محافظ البنك المركزي حسن عبدالله ووزير المالية أحمد كجوك لتعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع، أشار إلى اجتماع مرتقب مع وزيري الكهرباء والبترول لبحث سيناريوهات التعامل مع تداعيات الأزمة على قطاعي الطاقة والاقتصاد.

وتزامن التحرك الحكومي مع ارتفاع أسعار النفط بنسبة 13% اليوم، وتوقعات بوصوله إلى 120 دولاراً للبرميل إذا ما زادت حدة التوترات، ما يضع ضغوطاً إضافية على الموازنة العامة، خاصة في ظل غياب التحوط المالي ضد تقلبات أسعار النفط.

وقررت الحكومة المصرية عدم تجديد عقود التحوط ضد تقلبات أسعار النفط، والتي انتهت صلاحيتها نهاية مارس الماضي، في ظل التراجعات الحادة التي تشهدها الأسواق العالمية

 ويُرجح أن يؤدي استمرار صعود الأسعار إلى تفاقم العجز المالي وزيادة تكلفة دعم الطاقة.

تفعيل خطة الطوارئ

من جهتها، فعّلت الحكومة المصرية خطة الطوارئ المُعدّة مُسبقًا والخاصة بأولويات إمداد الغاز الطبيعي، في ظل تعهدات رسمية بعدم العودة لتطبيق تخفيف الأحمال مجددًا، بعد أن جرى وقف العمل بهذه الخطة في 21 يوليو الماضي.

وجاء هذا القرار في أعقاب توقف إمدادات الغاز القادمة من الشرق، بعد إعلان وزارة الطاقة الإسرائيلية إغلاق حقل "ليفياثان" البحري، أحد أهم مصادر الطاقة في إسرائيل ورافعة رئيسية لصادرات الغاز إلى مصر والأردن وأوروبا.

قرار وقف الحقل الإسرائيلي يأتي عقب ساعات من شن إسرائيل هجومًا عسكريًا واسع النطاق على منشآت عسكرية ونووية في العاصمة الإيرانية طهران ومدن أصفهان وكرمنشاه وأراك، المعروفة باحتضانها لمجمعات صناعية وعسكرية استراتيجية.

انفجارات ضخمة يسمع صداها في القاهرة

ودوَّت انفجارات ضخمة في تلك المناطق، فيما ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية تجاه منطقة تل أبيب الكبرى، ما أسفر عن مصرع 3 إسرائيليين وإصابة أكثر من 170 آخرين حتى كتابة هذا التقرير، بحسب مصادر رسمية.

وعلى صعيد أسعار الذهب، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرا، على مدار الساعات الأخيرة، متأثرة بارتفاع الأصفر على المستوى العالمي، إذ زاد عيار 21 بنحو 185 جنيهًا، وذلك بعد ساعات من الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.

وشهدت أسعار الذهب عالميًا ارتفاعًا حادًا مدفوعًا بموجة من الإقبال العالمي على شراء المعدن الأصفر كملاذ آمن، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة “آي صاغة”.

ويأتي هذا الارتفاع وفقًا للتقرير في ظل تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين إيران وإسرائيل، ما يهدد بانفجار صراع إقليمي واسع النطاق.

ولم يقتصر التأثير على الذهب فقط، إذ تبعته الفضة بارتفاعات طفيفة، فيما قفزت أسعار النفط بأكثر من 7%، على خلفية القلق من اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة العالمية، لا سيما عبر مضيق هرمز، الذي يُعد أحد أهم الشرايين الحيوية لنقل النفط في العالم.

يمين الصفحة
شمال الصفحة