
سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا فوريًا تجاوز 10% خلال 48 ساعة، نتيجة حالة القلق التي سادت الأسواق بعد تزايد الحديث عن تهديد مباشر لمحطة جزيرة خرج، والتي تعد نقطة الارتكاز الرئيسية في شبكة التصدير الإيرانية.
تعطيل لصادرات النفط الإيرانية
وأفاد تحليل نشرته وكالة رويترز في 13 يونيو أن أي تعطيل طويل الأمد لصادرات إيران النفطية سيكون من الصعب على دول أوبك+ تعويضه، خاصة في ظل التراجع التدريجي في الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، إلى جانب عودة التوترات الأمنية في ليبيا ونيجيريا.
وأكد خبراء الاقتصاد أن فقدان السوق الآسيوية وخاصة الصين، التي تعد الزبون الأكبر للنفط الإيراني لجزء كبير من الإمدادات، سيضاعف من حساسية الأسواق العالمية تجاه أي تصعيد إضافي في هذه الأزمة.
وواصلت إسرائـيل اعتمادها على استراتيجية الخنق الاقتصادي بدلًا من التورط في مواجهة عسكرية شاملة، مركزة على إحداث أضرار نوعية في القطاعات التي يصعب على إيـران تعويضها أو تأمين بدائل فورية لها.
وأنهى محللون تقاريرهم بالتحذير من أن استمرار استهداف منشآت كنغان وجزيرة خرج وعبادان سيضع الاقتصاد الإيرانـي تحت ضغط غير مسبوق، وسيؤدي إلى اضطرابات داخلية واسعة النطاق إذا استمرت الحرب على هذا النحو.
واستهدفت الطائرات المسيرة والضربات الدقيقة مواقع بالغة الحساسية، من بينها مصفاة عبادان ومحطة عسلوية والمرحلة الرابعة عشرة من حقل بارس الجنوبي، وهو ما اعتبره محللون بداية لمرحلة جديدة في مسار التصعيد، تعتمد على الضغط الاقتصادي عبر النار.
أكبر محطة للنفط الإيراني
وأشارت التقديرات الاستخباراتية الغربية إلى أن محطة جزيرة خرج التي تصدر حوالي 90% من النفط الإيرانـي الخام قد أصبحت ضمن الأهداف المحتملة، وسط مخاوف متزايدة من أن أي ضربة مباشرة لهذه المحطة ستتسبب بخسائر ضخمة قد تتجاوز 12 مليار دولار في الربع الواحد فقط.
وسجلت إيـران وفق بيانات شهر مايو 2025، صادرات نفطية تجاوزت 1.7 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل أحد آخر أعمدة الصمود المالي لطهران في وجه العقوبات الغربية والضغوط الإقليمية.
استهداف منشآت التصدير
وحذر محللون من أن استهداف منشآت التصدير وفي مقدمتها جزيرة خرج قد يعيد البلاد إلى سيناريو 2020، حين انهارت الصادرات إلى أقل من 500 ألف برميل يوميًا، وتهاوت الاحتياطيات الأجنبية، وقفز معدل التضخم إلى ما فوق 40% خلال شهور قليلة.
وركزت صحيفة فايننشال تايمز في تحليلها الأخير على أن إسرائيـل باتت توجه ضرباتها نحو البنية التحتية للطاقة بدقة متعمدة، لا لشلّ التصدير فقط، بل لإحداث اضطراب داخلي واسع النطاق من شأنه إرباك النظام الإيراني اقتصاديًا وسياسيًا.
واستهدفت الضربات بحسب الصحيفة، منشآت التوزيع الداخلي ومستودعات البنزين في الشمال الإيرانـي، وليس فقط محطات التصدير، في إشارة واضحة إلى نية خنق السوق المحلية الإيرانـية وزعزعة الاستقرار من الداخل.