
أصدرت وزارة الأوقاف المصرية، بيانا رسميا، حيث من خلاله بكل فخر واعتزاز، الذكرى السنوية لاكتشاف حجر رشيد في التاسع عشر من يوليو عام 1799م، ذلك الحدث الذي شكّل نقطة تحول فارقة في مسيرة المعرفة الإنسانية، وفتح الباب واسعًا أمام فك رموز اللغة المصرية القديمة، من خلال الكتابات الثلاث المنقوشة عليه: الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية.
وأضاف البيان :" لقد مثَّل هذا الاكتشاف العظيم مفتاحًا لفهم حضارة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وأتاح للعالم إعادة قراءة أحد أنبل وأغنى فصول التراث الإنساني. وهو شاهد خالد على عبقرية المصري القديم، وسبق حضارته إلى مفاهيم التعدد اللغوي، والتوثيق المعرفي، والانفتاح الثقافي، وهي ذات القيم التي يؤكد عليها الإسلام الحنيف في دعوته إلى العلم، والتأمل، والتعاون على البر والتقوى.".
وتابع :" إذ تعرب الوزارة عن اعتزازها العميق بهذا الحدث التاريخي، فإنها تؤكد أن صون التاريخ، والحفاظ على الهوية، وإحياء اللغة والمعرفة، هي أبعاد أصيلة في رسالتها الدينية والوطنية، انطلاقًا من تعاليم الإسلام التي تدعو إلى حفظ كيان الأمة الحضاري، والوعي بسير الأمم، والاعتبار بما قدّمته من إنجازات، واستلهام العِبَر لبناء الحاضر واستشراف المستقبل.".
وأكمل :" تدعو وزارة الأوقاف بهذه المناسبة المباركة إلى تعميق الوعي الوطني بالتاريخ المصري العريق، وتثمن ما تبذله الدولة المصرية من جهود في حماية الآثار وصون الهوية الثقافية، وتؤكد مجددًا حق مصر المشروع في استعادة حجر رشيد وغيره من مقتنياتها الأثرية، ليعود إلى أرضه، شاهدًا على عظمة حضارة مصر، ومصدر إلهام للأجيال، وتعزيزًا لانتمائها لماضيها المجيد ومستقبلها المشرق.".
واختتم البيان :" حفظ الله مصر وأرضها وشعبها، وبارك في تاريخها ورجالها، وجعلها منارة للعلم والحضارة بين الأمم على مر العصور.".