ماذا قدمت مصر لغزة خلال 21 شهرًا؟...رسائل حاسمة من الرئيس السيسي لترامب وقادة العالم "فيديو"

وجه الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي رسائل حاسمة وغير قابلة للتأويل بشأن القضية الفلسطينية وغزة ومواقف مصر الغير قابلة للمزايدة، بينما تخوض القيادة السياسية معارك دبلوماسية وسياسية متعددة، ليس فقط لوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين، بل أيضًا لمواجهة المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين، وإدخال المساعدات لإغاثة سكان القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي.
رسائل الرئيس السيسي لتراب وقادة العالم
ووجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين، إلى إنهاء الحرب في غزة والمساعدة في السماح بإدخال المساعدات إلى القطاع.
وقال السيسي في خطاب متلفز: "أود أن أوجه نداءً خاصًا للرئيس ترامب، لأنني أعتقد شخصيًا أنه يمتلك القدرات والمكانة اللازمة. إنه الوحيد القادر على وقف الحرب، وإيصال المساعدات، وإنهاء هذه المعاناة".
وأوضح الرئيس المصري في خطابه: "الحقيقة منذ 7 أكتوبر وإحنا حريصين على أن تكون مشاركتنا مشاركة إيجابية مع شركائنا في قطر والولايت المتحدة في 3 نقاط، النقطة الأولى هي إيقاف الحرب، والنقطة الثانية هي إدخال المساعدات، والنقطة الثالثة تتمثل في الإفراج عن الرهائن".
وأردف الرئيس السيسي: "أقولكم الكلام دا في الوقت الحالي بالذات لأن فيه كلام كتير بيتقال، فمهم جدا إن الناس تعرف إن مواقفنا كانت مواقف إيجابية تدعو إلى إيقاف الحرب وحل الدولتين وإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، وكان لنا موقف واضح جدا فيما يخص رفض التهجير، لأن إحنا كنا متصورين وشايفين إن عملية التهجير ستؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين أو الحلي السلمي أو إقامة الدولة الفلسطينية".
وأوضح الرئيس المصري أن "القطاع يحتاج ما بين 600 إلى 700 شاحنا يوميا، ومعبر رفح هو معبر للأفراد، وتشغيله يحتاج لوجود الجانب الآخر داخل القطاع بحد ذاته، وبالمناسبة فيه مع القطاع أكثر من 5 معابر متصلة بالقطاع، سواء من الأراضي المصرية أو الأراضي الفلسطينية، ومن جانبنا يوجد معبر رفح، ومعبر كرم أبو سالم بشكل أو بآخر".
وأكد السيسي: "حجم المساعدات اللي الموجود عندنا واللي متاح والشاحنات الموجودة التي تستعد لدخول للقطاع منذ بداية الأزمة حتى الآن، هو حجم ضخم جدا جدا، ومفيش ما يعيقه، وما حدش بيمنعه، وما نقدرش نمنعه، لا أخلاقتينا تسمح بكدة، ولا القيم بتاعتنا تسمح بكدة ولا حتى الظرف والمسؤولية والوطنية والأخلاقية تسمح لنا بكدة، ولكن لكي تدخل المساعدات لابد من التنسيق ولابد من أن الطرف الآخر اللي موجود داخل معبر رفح من الجانب الفلسطيني يكون موجودا عشان تدخل المساعدات دي".
وأردف السيسي أن "الظروف داخل القطاع أصبحت مأساوية خلال الشهور الماضية، والأمر أصبح لا يطاق، وبالتالي لابد من إدخال أكبر قدر من المساعدات بما يشمل المساعدات الغذائية والطبية وكل ما يمكن أن يساهم في التخفيف من حدة الأزمة والمعاناة لأشقائنا الفلسطينيين".
وشدد السيسي: "قبل أن أنهي كلامي عاوز أقول لكل المصريين اوعوا تتصوروا أبدا إن إحنا ممكن نقوم بدور سلبي تجاه أشقائنا الفلسطينيين، اوعوا من خلال صعوبة الموقف الموجود تتصوروا إن إحنا ممكن نعمل دا، إحنا لنا دور محترم وشريف ومخلص وأمين وما بيتغيرش ومش هيتغير، وقلت أفكركم بيه، إحنا ما بنتغيرش، نحن حريصون جدا على أننا نوجد حلولا تخفف من التوتر والتصعيد، تنهي الحرب، وتوجد حلا نهائيا لهذه القضية".
وقال السيسي في كلمته: "أريد أن أوجه نداء عاما لكل دول العالم، لدول الاتحاد الأوروبي، للولايات المتحدة الأمريكية، لأشقائنا في المنطقة العربية، إن إحنا نبذل أقصى جهد خلال هذه الفترة الصعبة، لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه الأزمة".
وختم السيسي قائلا: "وهنا أوجه نداء خاصا للرئيس ترامب، لأن تقديري له الشخصي بإمكانياته بمكانته هو القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه المعاناة، عشان كدة أن بأوجه نداء خاصا له، لفخامة الرئيس ترامب من فضلك: ابذل كل جهد لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات، وأتصور إن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب".
ماذا قدمت مصر لغزة خلال 21 شهراً؟
وقادت القاهرة جهودًا دولية مكثفة لتشكيل رأي عام عالمي مناهض لسياسات إسرائيل، كما لعبت دورًا محوريًا في إيصال المساعدات إلى غزة، سواء عبر معبر رفح أو من خلال عمليات الإسقاط الجوي بالتنسيق مع دول أخرى.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في جميع خطاباته ومواقفه أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع رفض مطلق لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم.
منذ بداية الحرب، كثّفت مصر اتصالاتها مع جميع الأطراف، وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية الهادفة إلى وقف إطلاق النار، مؤكدة ضرورة استئناف مسار السلام، ورفض أي حلول مفروضة لا تنبع من الإرادة الفلسطينية.
- إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
عملت مصر على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب، واستقبلت الجرحى والمصابين لتلقي العلاج داخل المستشفيات المصرية.
2. التوصل إلى هدنة
وساهمت الجهود المصرية في يناير الماضي، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، في التوصل إلى هدنة تضمنت إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب إدخال المساعدات إلى القطاع.
3. قمة القاهرة للسلام
قادت القاهرة كذلك تحركات كبيرة على المستوى العربي، حيث دعت إلى عقد "قمة القاهرة للسلام" في أكتوبر 2023، ثم "القمة العربية الطارئة" في مارس 2025، واللتين كانتا محطتين بارزتين لتوحيد المواقف العربية والإسلامية الرافضة للتهجير، والداعية إلى إعادة إعمار غزة ضمن رؤية شاملة تحترم الحقوق الفلسطينية.
4. رفض التهجير
تجلّى الموقف المصري أيضًا في رفض استقبال سكان غزة رغم الضغوط الدولية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مطلع 2025، التي دعا فيها مصر والأردن إلى استضافة اللاجئين من القطاع، وهو ما ردت عليه القاهرة بوضوح: "لن نكون طرفًا في ظلم تاريخي بحق الشعب الفلسطيني."
وفي رسالة سياسية قوية، ألغت مصر زيارة كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس السيسي إلى واشنطن، احتجاجًا على محاولة فرض مقترحات لا تحترم سيادة القرار الفلسطيني، أو تضع مستقبل غزة خارج يد أصحابها الشرعيين.
5. خطة مصرية لإعادة الإعمار
قدّمت مصر خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة تحت شعار "التعمير دون تهجير"، تضمنت رفض الاحتلال، وإنشاء صناديق دولية للدعم، والانسحاب من محاور استراتيجية مثل "فيلادلفيا"، مع توفير ضمانات دولية لاحترام وقف إطلاق النار.
وأكدت القيادة المصرية مرارًا أن هذه الجهود ستستمر حتى استعادة الحقوق الفلسطينية، ليس فقط بوقف الحرب، بل عبر بناء مسار سلام عادل يضمن للفلسطينيين البقاء على أرضهم وقيام دولتهم المستقلة، وهو ما تعمل عليه مصر حاليًا من خلال تحركاتها الدبلوماسية المكثفة مع الشركاء الدوليين والإقليميين.
6. إنهاء الحرب
ورغم المواقف المتعنتة من الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، وعرقلتها لأي تسوية، فإن مصر واصلت وساطتها لضمان إنهاء الحرب والتوصل إلى حل عادل.
وأكدت في كل مناسبة أن معبر رفح لم يُغلق بإرادتها، بل نتيجة الاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر، وأن إعادة تشغيله مشروطة بعودة السلطة الفلسطينية إليه.
من جانبها، تواصل وزارة الخارجية المصرية جهودها الدبلوماسية، مشددة على أن أي إعادة إعمار يجب أن تتم بالتنسيق مع الفلسطينيين أنفسهم، وبما يضمن بقاءهم في أراضيهم، ورفض كافة أشكال التهجير القسري.
كما تواصل الأجهزة المعنية في مصر جهودها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، من خلال العمل على تقليص الفجوة بين مطالب المقاومة وإسرائيل، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.