چرمين عامر تكتب: الاحتياط واجب.. ثورة جمهور البودكاست

چرمين عامر – عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

چرمين عامر – عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

خارج أضواء المدن المضيئة ..

وخرائط شبكات الـ4 والـ٥ G المشبعة بخيوط وترددات الإنترنت،

توجد دوائر استماع لجمهور مهمش.

أصوات .. لا تلتقطها حتى السماعات الرخيصة، أو هواتف المحمول المدعمة بخاصية الواي فاي ..ولا تصل لها .. شبكات البنية التحتية ولا خوارزميات المنصات الرقمية.

لأنها ببساطة .. خارج عن نطاق تغطية الإنترنت.

تتعالى أصواتهم ..

تطالب بحقها في ..

الحرية والمساواة والعدالة الاستماعية.. على منصات البودكاست الرقمية.

دون تهميش .. أو إقصاء ..

ثورة إعلامية .. ذو طبيعة خاصة،

تتجسد أمامنا، تحركها قوى شعبية مفعمة بالطاقة والرغبة في المعرفة والتواصل العابر للحدود من جيل Z وجيل ألفا - مواليد 1998 وحتى يومنا هذا.

ثورة يقودها .. حوالي 2.6 مليار شخص مهمش، بلغة الرقمنة، أي غير متصل بالإنترنت. وذلك وفق لتقديرات الاتحاد الدولي للإتصالات ITU لعام2023- 2024. والذي حدد مناطق بعينها واسعة من القارة السمراء – أفريقيا وأجزاء من جنوب آسيا بالتحديد : باكستان، بنغلاديش، نيبال وبعض المناطق الريفية في أمريكا اللاتينية.

هذه الشرائح المهمشة رقميا من الجمهور, ليس لكونها فقيرة ماديا عن نظيرتها الموجودة في المدن, بل لكونها تسكن مناطق نائية بعيدة عن تغطية خدمات الإنترنت وشبكات البنية التحتية.

نوع من المستمعين النهم، والمستهلكين لأنواع مختلفة من وسائط البودكاست المسموع والمرئي، والملفات المخزنة، وUSB أو البلوتوث بسرعة ودون توقف. فبمجرد أن يتوفر لهم أجهزة الواي فاي، أو خدمات إعادة البث عبر شبكات الراديو المحلية، أو حتى من خلال المشاركات الشعبية للملفات الصوتية، يتحولون إلى غول شره يحركهم ثقافة الاستهلاك النهم.

نمط من جمهور المستمعين، دائما ما يعقد مقارنات بغيره من سكان المدن، المتنعمين برفاهية خدمات التواصل الرقمي. والذي يقدر عددهم بنحو 584 مليون مستمع لمنصات البودكاست في عام 2025 بنمو قدره 6.8% عن 2024. عبر منصاته الشهيرة مثل: اليوتيوب، وسبوتيفايو، وآبل بودكاستس. كذا عدد من المنصات الاقليمية في الصين والبرازيل والمكسيك.

وما أشبه اليوم بالبارحة !!

فالراديو .. كوسيلة ظهرت في أوائل القرن الماضي وكانت عبارة عن مجموعة شبكات أهلية يديرها نخبة من رجال أعمال. ثم تحولت إلى إذاعات حكومية عقب إندلاع الثورات وتعاظم المطالب الشعبية بتحقيق العدالة الإعلامية.

واليوم .. نفس المشهد يتكرر مع منصات البودكاست وجمهور المستمعين.

فمع، انفجار ماسورة برامج ومنصات البودكاست، سيستلزم ذلك، تدخل الجهات الرقابية والحكومية لتنظيم هذه الصناعة الواعدة اقتصاديا. فوفق تقديراتGrand View Research فإن حجم الاقتصاد الإبداعي عالميا بلغ نحو 33 مليار دولار في 2025. ومن المتوقع أن ينمو ليصل إلى أكثر من 121 مليار دولار في 2030.

ومن ثم سيعاد تشكيل المشهد الإعلامي بعد موائمته بالضوابط المناسبة لوسيلة البودكاست بشكلها الحالي وتطورها التفاعلي في المستقبل القريب.

وحتى يحين الوقت .. فلينعم نحن سكان المدن برفاهية التواصل الرقمي

وعفوا .. لجموع المهمشين رقميا

يمين الصفحة
شمال الصفحة