
: چرمين عامر – عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
استعد.. عزيزي القارئ ..
فالسيرك.. قد نصب
والعرض.. أمامه دقائق معدودة
وجموع المؤثرين وصناع المحتوى، يستعدون .. للصعود على خشبة مسرح الجريمة الإلكترونية
وفي الكواليس، ومن خلف الستار ..
يقف عبقري الشر، توفيق الدقن القرن ال21.
المجرم الرقمي، الهاكرز صاحب المسات الناعمة، يتربص من خلف الشاشات.
لكنه هذه المرة.. مجرم خفيف الظل، ساخر.
يشغله.. تحد أكبر.. إلا وفي العثور على كلمة السر.
ليخترق.. الحساب
وينفذ.. إلى خزائن أفكار ومتابعي الانفلونسر وصناع المحتوى
فيراوغ.. للإيقاع بفريسته، ويخدعها لإدخال بياناتها الشخصية.. أو حتى الضغط على الرابط المشبوه في الرسالة الوهمية المرسلة من العلامة التجارية المزيفة، تبدي أي فرصة للتعاون مع المؤثر أو صناع المحتوى.
ليبدأ.. العرض الأكثر إثارة وجماهيرية عبر منصات السوشيال ميديا.
وجمهور يتابع بشغف وإثارة.. نوعية خاصة من الكوميديا السوداء.
فقرات السيرك.. ولكن هذه المرة, من حساب الانفلونسر وصانع المحتوى المخترق
كيف تم تحويل الانفلونسر وصانع المحتوى إلى خادم مطيع؟!!
ينفذ.. أوامر الهاكرز !! ويسخر حاسبه ليكون منصة ينشر فيها الهاكرز تعليقات الساخرة
استعد.. عزيزي القارئ، لجولة ساخرة وطرائف كوميدية.. لما فعله الهاكرز في مشاهير السوشيال ميديا. كيف تم سرقه حساباتهم؟!! وما نوعية المنشورات الساخرة والغريبة التي تركها الهاكرز لمتابعيهم.
أشهر القصص، كانت لصانعة المحتوى المغربية "فاتن البو"، والمعروفة بـ "فاتن في باريس". والتي تعرضت مع مجموعة من صديقاتها المؤثرات والشخصيات المشهورة مثل: زوجة حارس المنتخب الوطني المغربي "ياسين بونو" للتهديد من قبل أحد العصابات الإلكترونية. عقب عملية اختراق ناجحة لحساباتهم. المدهش !! في الأمر أن الهاكرز ترك لها رسالة غريبة يقول فيها: "من يسرف في الكنتور.. يخسر توازنه الداخلي"
وفي نفس السياق، قام أحد الهاكرز باختراق حساب صانعة محتوى شهيرة. ونشر صور لها ساخرة وتعليقات مضحكة على صورها. لدرجة أن الصور الساخرة أثارت فضول متابعيها وزادت تفاعلاتهم على الحساب المخترق. معتقدين أنها جزء من حملة إعلانية جديدة لصانعة المحتوى. لتفاجأ في النهاية بعرض من الهاكرز لإدارة حسابتها: "أنا خير .. من يدير حسابك"
وفي عام 2022، تم اختراق حساب يوتيوبر كندي شهير ومتخصص في مجال التكنولوجيا. ليرسل له الهاكرز، بعد يومين، رسالة اعتذار معربا فيها عن: أسفه الشديد، من عملية الاختراق. وإن سبب الهجوم على الحساب، كان بهدف اختبار لنظام الأمان.
وأيضا قصة اليوتيوبر الكوميديان الهندي، الذي تم اخترق حسابه. بعدها نشر الهاكرز فيديو على نفس الحساب تضمن نصيحة لليوتيوبر والمتابعين يقول فيها: "لا تضيع وقتك بمشاهدة الفيديوهات.. راجع دروسك !!"
أما اليوتيوبر الشهيرة "ليلى" والمتخصصة في أنظمة التخسيس والدايت والوصفات الصحية، تم اختراق حسابها. ليبث.. الهاكرز على مدار يومين وصفات أكلات غير صحية مثل: برجر وفاست فود. حتى إن متابعيها، اعتقدوا.. أنها توقفت عن اتباع نظام "الكيتو" الغذائي. وكتب الهاكرز على حسابها : "أنا مش مقتنع بالكيتو .. بس أنتي جامدة."
لتأتي شيماء، إحدى أشهر الإنفلونزا في عالم الديكور المنزلي. والتي اخترق حسابها على الإنستجرام. وبعد ساعات، بدأ .. المتابعون لها، يلاحظوا صوراً غريبة مثل: مطبخ متبهدل، ألوان حوائط غريبة. ثم ظهر منشور الهاكرز يقول فيه: " استمري .. ولكن جربي الأخضر الفسفوري في المرة القادمة".
القصص لا تنتهي ،،
والدوافع.. غريبة ساخرة ومثيرة للدهشة, مثل ما حدث لمؤثرة الموضة في ساو باولو, التي فقدت حسابها، لتفاجأ !! بأن الهاكر نشر بوست يطلب من متابعيها أن يتبرعوا لمأوى الكلاب!
بالتأكيد .. مش كل الهاكرز .. توفيق الدقن .. ملك أدوار الشر
أحيانا قد يتحول .. الهاكرز, لنجيب الريحاني .. الضاحك الباكي !!
ولكن العبرة من المواقف والأحداث،
تجعل .. المؤثرين وصناع المحتوى,
يفكرون .. مرات ومرات ..
إن تأمين الحسابات لم يعد رفاهية.