نور الشريف.. "الحاضر" دائمًا

 

فنان ذو طابع خاص، وبصمات مميزة، يصعب محوها أو استبدالها، صاحب إطلالة مميزة على الشاشة سواء كانت فضية سينمائية أو صغيرة تلفزيونية.

قدم أعمالا فنية لمست كل الطبقات المجتمعية بأفكارها المختلفة وصفاتها المتعدد، فهو الحبيب الطموح فى "حبيبي دائما"، والرجل العصامي الذى بدأ من الصفر واصلا إلى القمة فى "لن أعيش فى جلباب أبى"، وهو "أخر الرجال المحترمين"، ورجل الحق والعدل فى "عمر بن عبد العزيز"، هو باختصار كل تفاصيل حياتنا المصرية الأصيلة والخالصة ذات الطابع الشرقي والديني الوسطي والرومانسي والطموح.

تحل اليوم ذكرى مولد "العبقري" نور الشريف، فى 28 إبريل 1946، حيث عاش حياة فنية حافلة قدم خلالها على مدار 50 عاما مئات الأعمال الفنية على اختلافها من "سينما وتلفزيون ومسرح"، أثرت الفن المصري والعربي برقيها ومضمونها ونجاحها.

قدم نور 237 عملاً فنياً، تألق فيها بأدواره المميزة، كان أحدها «المصير»، تلك المحطة التى أبدع فيها بدور «ابن رشد»، قاضى قضاة قرطبة، مع المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين، ليكلل ذلك النجاح مرة ثانية بدور «يحيى»، الذى يقرأ صفحات الماضى فى فيلم «حدوتة مصرية»،

وأما عن عن أعماله السينمائية، قدم نور الشريف أكثر من 180 فيلما، كان من أهمها وأبرزها 7 أفلام دخلت في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية هي"زوجتي والكلب، أبناء الصمت، الكرنك، أهل القمة، حدوته مصرية، العار، سواق الأتوبيس".

وبالنسبة للتفلزيون، فقد حل ضيفا عزيزا، على كل بيت مصري، ليثدم لهم باقة من أروع أعماله، خلال فترة الثمانيات مسلسلات "ولسه بحلم بيوم، رجل بلا ماضي، عاشت مرتين، أديب، ثمن الخوف"، وفي التسعينيات قدّم "الثعلب، هارون الرشيد، الرجل الآخر، لن أعيش في جلباب أبي"، وفي الألفية الجديدة اتحفنا، بمسلسلات، منها "السيرة العاشورية: الحرافيش، عائلة الحاج متولي، العطار والسبع بنات، رجل الأقدار، عيش أيامك، حضرة المتهم أبي، الدالي، الرحايا، ما تخافوش، عرفة البحر، خلف الله".

العاشقان

كانت تجربة زواجه من الفنانة بوسي، ملهمة لكل الشباب فى مصر والوطن العربي،  حيث قدما الثنائي الرومانسي أفلاما مشتركة، ناجحة ومؤثرة، تزوج وظلا يعملان معًا في الفن كزوجين لأكثر من ثلاثين عاما وأنجبا ابنتيهما "سارة ومي"، ثم انفصلا عام 2006، ولكنهما عادا مجددًا عام 2015 عندما تعرض لأزمة صحية كبيرة، قبل أن يتوفى في 11 أغسطس 2015 عن عمر ناهز 69 عامًا.

وقالت بوسي، خلال لقاء تلفزيونى لها: "تزوجت نور الشريف سنة 1972 وكانت أول إجازة لي بعد سنة أولى جامعة ونور الشريف استمر سنتين يحاول التقرب مني وكان يرسل لي جوابات ولكن لم أكن أفتحها وبعدها تقابلنا".

واستطردت "وبعد ذلك تمت خطبتنا في يوم عيد مولدي وتزوجنا بعدها بعدة أشهر ونحن كنا حريصين على أن لا نعمل سويا في الفن ونكون منفصلين داخل العمل ونور الشريف قدم قصر الشوق ونحن نحب بعضنا البعض وكان العمل الأول له ونور اسمه الحقيقي محمد ولكن بعد أن تزوجنا غيرنا اسمه في الأوراق الرسمية إلى نور".

وعن شخصية نور قالت بوسي: "نور كان أبسط الناس في الدنيا ونهم في القراءة وكان يستيقظ باكرا للقراءة ويحب عمله جدا ولكن مع أصدقائه أو أهله يحسون أنهم يتعاملون مع نجم بل كان متواضع للغاية".

يذكر أن الفنان نور الشريف، واسمه الحقيقي - محمد جابر محمد عبدالله الشهير -، ولد في مركز مغاغة قرية طنبدي بمحافظة المنيا في 28 إبريل عام 1946، وبدأ حياته كلاعب كرة قدم في نادي الزمالك لكنه لم يكمل مشواره مع الكرة، ولولا حبه للتمثيل لاتجه لكرة القدم.

بعد أن حصل على الثانوية العامة التحق بكلية التجارة، ثم تركها والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 بتقدير امتياز وكان ترتيبه الأول.

تعرف أثناء دراسته بالمعهد على الفنان سعد أردش، الذي رشحه للعمل معه في دور صغير في مسرحية الشوارع الخلفية، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية روميو وجولييت، وأثناء البروفات تعرف على الفنان عادل إمام الذي رشحه للمخرج حسن الإمام ليقدمه في فيلم قصر الشوق، وقد حصل عن هذا الدور على شهادة تقدير وكانت أول جائزة يحصل عليها.

قام بالإخراج المسرحي أول مرة على مسرح الهناجر بمسرحية الكاهن، كما قام بالإخراج السينمائي لمرة واحدة بفيلم العاشقان.

حصل على عدد من الجوائز عن العديد من أعماله السينمائية من عدد من المهرجانات.

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة