????
على مدار الثلاث سنوات الماضية، عانت بعض المحافظات المصرية من التعامل الضعيف من قبل الجهات الحكومية المختصة في مواجهة ظاهرة الأمطار الكثيفة التي وصلت لحد السيول فى بعض المحافظات، وغرقت الشوارع تبًاعا من محافظة إلى أخرى، فبدأت بالإسكندرية، ثم العام التالي سوهاج ورأس غارب في البحر الأحمر، وأخيرا العام الماضي بالتجمع الخامس في القاهرة.
وانتهت الحكومة ممثلة في وزارة الموارد المائية والري وجهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة من خلال الشركة الوطنية للمقاولات العامة من تنفيذ أكبر 3 سدود مائية لحماية سواحل رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، بالإضافة إلى 3 بحيرات تقع أمام هذه السدود لحصاد مياه السيول والأمطار بالبحر الأحمر لحجز وتخزين أكثر من 5 ملايين متر مكعب من مياه الأمطار والسيول ببحيرة أم ضلفة المطلة على جبال البحر الأحمر بالغردقة، وهي جاهزة للافتتاح الرسمي وذلك ضمن خطة الحكومة لحماية الاستثمارات والمنشآت البترولية ومطار الغردقة الدولي والممتلكات الخاصة للمواطنين التي تقدر بـ50 مليار جنيه فضلا عن الاستفادة منها في شحن الخزان الجوفي وتوفير المياه للمجتمعات الرعوية والقري المحيطة بها.
فيما عقد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تدريبا ميدانيا على سيناريو مواجهة السيول بمحافظة سوهاج، وذلك بحضور المهندس زياد عبد التواب رئيس المركز، والدكتور أحمد الأنصارى، محافظ سوهاج، واللواء على هريدي رئيس قطاع الأزمات والكوارث بمركز معلومات.
ويهدف هذا التدريب الميدانى إلى التحقُّق من كفاءة خطة الطوارئ المُعدَّة لهذا الغرض واختبار مدى الاستعداد والجاهزية لمواجهة الحوادث الطارئة والسيول والأمطار الغزيرة، كما أن هذا التدريب يأتى أيضاً فى إطار تنفيذ أنشطة الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمى للحد من مخاطر الكوارث.
وشهد الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ واللواء فريد مصطفى، مساعد وزير الداخلية مدير أمن كفر الشيخ، محاكاة تجربة حية لمواجهة السيول والأمطار واستعدادات أجهزة المحافظة لفصل الشتاء القادم.
كما تفقدا اصطفاف المعدات والسيارات من كافة الأجهزة المعنية المشاركة فى مواجهة السيول والأمطار بالمحافظة للوقوف على درجة جاهزيتها للتدخل السريع فى حالة وقوع الأزمات الناتجة عن التغيرات المناخية، بساحة المطار بجوار ميدان الملك عبد الله بمدينة كفر الشيخ بمشاركة معدات وأجهزة الوحدات المحلية، الحماية المدنية والمرور ومرفق الإسعاف والرى ومياه الشرب والصرف الصحى وشركة الغاز ومصلحة الكهرباء والميكانيكا والزراعة والإدارة العامة للنظافة والتجميل، بالإضافة إلى خيام الإيواء الخاصة بمديرية التضامن الاجتماعى، حيث تُعد هذه المحاكاة سيناريو فعلى لما يتم حال حدوث أى أزمة من أزمات السيول والأمطار الغزيرة.
واستعرض محافظ كفر الشيخ الخطط الأساسية والبديلة لمواجهة السيول والأمطار التى قامت بها الجهات التنفيذية فى حال حدوث أى طوارئ خلال فصل الشتاء، وكذلك إلغاء كافة الإجازات بجميع المؤسسات الحكومية بالمحافظة حال حدوث أى أزمة وكذلك رفع حالة الطوارئ القصوى بالمستشفيات والقطاعات المختلفة بالمحافظة.
فيما قال اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، إن المحافظة انتهت من إنشاء السدود والبحيرات اللازمة من مواجهة السيول فى كل من رأس غارب ومرسى علم، وشلاتين، الغردقة، والقصير، مشدداً على أن هناك فارقا بين الظاهرة الطبيعية التى تستطيع الأعمال الصناعية المعدة سلفاً من استيعابها مثل الأمطار ولكن الكوارث الطبيعية شئ أخر حيث لا تستطيع أية استعدادات صناعية استيعابها.
وأضاف "عبد الله"، أن تغير خريطة المناخ العالمى أسفر عن وجود كوارث طبيعية فى جميع أنحاء العالم، مشدداً على أن قيادات المحافظة تبذل جهوداً كبيراً من أجل تطوير المدن بالمحافظة وتعزيز بنيتها التحتية من أجل توفير حياة أفضل للمواطنين والزائرين معاً.
وتصب دائرة اهتمام الحكومة والمواطنين الآن على المحافظات التي عانت من أثار السيول خلال عام 2015 إلى الآن، ، فبالنسبة للإسكندرية، قال اللواء مهندس محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي: بدأنا خطة مواجهة السيول بتطهير المجمعات والشبكات التي تستقبل مياه الصرف الصحي من المواطنين.
وعقد الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، اليوم السبت، اجتماعا موسعا مع رؤساء الأحياء ومديري المناطق بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية، وذلك لوضع خطة لتطهير، وإضافة شنايش جديدة في المناطق الأكثر احتياجا لمنع تكرار تراكم مياه الأمطار خلال موسم النوات.
وأكد المحافظ على ضرورة وضع خطة عمل خلال الأسبوع القادم للعمل على أرض الواقع حتى لا يتكرر تراكم مياه الأمطار خلال موسم النوات، مشيرا إلى أهمية تكامل جميع الجهات ومصارحة أنفسنا بوجود بعض المشكلات لكي نعمل جميعاً على حلها و تحقيق منظومة متكاملة، مؤكدا على ضرورة تواجد رؤساء الأحياء والمسؤولين بشركة الصرف الصحي بالشارع والعمل على أرض الواقع.