السيول تكشف ضعف البنية التحتية في العراق

???? ???????

???? ???????

عدم تجديد البنية التحتية للبلاد منذ العام 2003 كشفتها موجة الأمطار والسيول التي تعرضت لها عددًا من المحافظات خلال الأيام الماضية وهو ما أدى إلى خسارة مليارات الدنانير خلال تلك الموجة بسبب عدم قدرة الحكومة على مواجهتها والتعامل معها.

 

و السيول المائية الجارفة القادمة من الحدود الإيرانية العراقية، التي اجتاحت خلال الأيام الماضية قرى وأحياء شرق محافظة ديالى في العراق، بخسارة المحافظة بأكثر من 3 مليارات دينار.

 

وقال رئيس مجلس محافظة ديالى علي الدايني، في تصريحات صحفية، إن حجم الأضرار الناجمة عن تدفق سيول قوية من الحدود العراقية الإيرانية صوب مدن شرق ديالى، خلال الأيام الماضية تجاوزت حاجز 3 مليارات دينار عراقي، مضيفًا أن السيول دمَّرت العديد من الطرق والقناطر، ناهيك عن إضرارها بالمنازل السكنية والأراضي الزراعية ونفوق العشرات من قطعان الأغنام، مؤكدًا أهمية الإسراع بتعويض المتضررين جرّاء تلك السيول.

 

ويعاني المواطنون الذين يسكنون في القرى الحدودية المحاذية لإيران من استمرار حصار منازلهم بمياه السيول والمخلفات القادمة معها، فعلى الرغم من مرور سبعة ايام على توقف السيول التي اجتاحت قراهم والتي تسببت بخسائر فادحة لهم من مزارع وأغنام وجرفت عدد من المنازل بالإضافة إلى نزوح عدد من العوائل التي فقدت جميع ممتلكاتها فاقدين الأمل بحصولهم على تعويض أو حلول من شأنها إنهاء مخاوفهم من تجدد هذه السيول، حيث لاتزال المياه تحاصرهم في ضل غياب الحلول الحكومية لانتشالهم من واقعهم المرير.

 

وقال عضو المجلس البلدي لناحية مندلي، ليث عيسى: "لقد أدت السيول الى تخريب الأراضي الزراعية، المواطنين قد زرعوا مساحات واسعة، وجميعها انتهت، وحتى الأغنام أيضًا، وتوجد بعض القرى قد تعرضت للدمار بنسبة 90 بالمئة وأكثر".

 

أما مجلس محافظة ديالى فقد ألقى باللوم على الحكومة المركزية، مؤكدًا حاجة المحافظة إلى تدخلها لإنشاء سدود للحد من هذه الكوارث في الأيام القادمة مع بقائه مكتفياً بتوجيه الدوائر المعنية دون إجراءات جذريه لحل الأزمة.

 

ومن جانبه؛ وجه محافظ ديالى، مثنى التميمي، بتشكيل غرفة عمليات للتنسيق والمتابعة في مقر مديرية الدفاع المدني، لرفع الترسبات الطينية المتجمعة في قرى ناحية مندلي، جراء السيول القادمة من الشريط الحدودي مع إيران.

 

وذكر مكتب محافظ ديالى، أن خلية الأزمة في محافظة ديالى، برئاسة المحافظ مثنى التميمي، باشرت صباح السبت الماضي، بعمليات رفع الترسبات الطينية المتجمعة في قرى ناحية مندلي، جراء السيول القادمة من الشريط الحدودي مع إيران بعد حشد الجهد الهندسي التابع الى دوائر المحافظة.

 

وأضاف البيان، أن الخلية عملت على تقوية أكتاف وادي النفط، وتحشية المتضرر منها، بالإضافة إلى تسليك خطوط المجرى المائي والسيطرة على ارتفاع السيول وتمريرها في البحيرات، للفائدة منها كخزين مائي.

 

 

وقال مديرُ مستشفى الحسين التعليمي رافد رمثان، إن سيدة كانت حاملاً تبلغ من العمر 35 عاماً توفيت مع جنينها صعقاً بالكهرباء في منطقة "السديناوية" جنوب الناصرية.

 

وأشار "رمثان" الى أن سيدة أخرى تبلغ من العمر 47 عاماً توفيت بنفس السبب في قضاء الغراف شمالي المحافظة، كما لقيت امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً مصرعَها جراء انهيار سقف منزلها في منطقة حي الفداء وسط الناصرية بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة.

 

أعلن مدير دائرة الدفاع المدني في محافظة ذي قار صلاح جبار، عن إرسال عدد من فرق الدفاع المدني إلى محافظة واسط لتقديم الدعم والإسناد للحالات الطارئة إثر هطول كميات كبيرة من الأمطار وقدوم سيول من إيران نحوها، وذلك بناءً على توجيهات المديرية العامة في بغداد.

 

وقال جبار، إن الفرق وصلت إلى وسط وستباشر أعمالها في تقديم أنواع الدعم سواء في عمليات الإنقاذ أو سحب المياه المتجمعة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى وجود خطة لتقديم الإسناد للمحافظات المجاورة تعمل في إطارها فرق الدفاع المدني للحفاظ على أرواح المواطنين عند الحالات الطارئة.

 

كما ضربت موجة سيول ضخمة منطقة "شعيب الخرز" في باديةِ المثنى عقبَ الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظاتُ الجنوبية في العراق خلال اليومين الماضيين أسفرت عن وفاة أحد، كما عثرت قوة أمنية على جثة رجل جرفتها السيول في منطقة الوركاء شمالي المثنى، مشيرة ً إلى أن الجثة قد تعود لشخص فقد قبل أسبوع في ظروفٍ غامضة.

 

كما أكد شهود عيان، انقطاع الطريق المؤدي لمعامل الأسمنت في بادية المثنى بسبب الأمطار والسيول الغزيرة التي شهدتها المحافظة.

 

وأشاروا إلى أن الطريق المؤدي إلى معامل سامان والمثنى والدوح لصناعة الأسمنت انقطع بسبب الأمطار التي شهدتها المنطقة والسيول القادمة من مناطق أخرى، مشيرين إلى أن بعض العجلات الكبيرة التي تنقل الأسمنت تعطلت في مياه الأمطار مما أدى إلى غرق بعضها.

 

ومن جانبها؛ أعلنت مديرية الدفاع المدني عن تنفيذ حملة مشتركة مع دوائر المجاري والبلدية والموارد المائية، لسحب مياه الأمطار في عدد من مناطق المحافظة، فيما أكدت عدم تسجيل أي حادث أو تأثر للمنازل جراء تساقط الأمطار.

 

كما أفادت ممثلية المركز المشترك للتنسيق والرصد في محافظة المثنى، عن تشكيل غرفة عمليات برئاسة المحافظ وعضوية الممثلية وممثلي الدوائر الخدمية في المحافظة استعدادًا لمواجهة السيول التي قد تسببها الأمطار وذلك من خلال تكثيف جهود الدوائر الخدمية لمنع غرق المناطق من جراء مياه الأمطار، حيث وجهت بوضع مضخات لسحب المياه من المناطق غير المخدومة بشبكات المجاري والمناطق السكنية المتجاوزة، بالإضافة إلى تنظيف القناطر لضمان انسيابية المياه في حال حدوث السيول، وتحويل مجراها لضمان عدم تأثيرها على الطرق.

 

وأغرقت السيول الكويتية 6 مزارع غرب محافظة البصرة، فيما كشف مسؤول عن اتّخاذ إجراءات احترازية في المناطق المحاذية للحدود "العراقية - الكويتية"، تحسبًا لوصول موجة السيول التي تجتاح الكويت.

 

وقال الإعلامي والناشط العراقي حسن صباح، بمقاطع مرئية نشرها على صفحته في "فيسبوك"، إن سيول حفر الباطن تجتاح حدود سفوان جنوب غرب البصرة وتغرق 6 مزارع، وتجبر فلاحيها على المبيت في العراء.

 

من جانبهم كشف الفلاحون، عن خسارتهم الملايين بسبب السيول الكويتية، منتقدين عدم اتخاذ الحكومة إجراءات استباقية؛ لحمايتهم وحماية مزارعهم.

إلى ذلك أعلنت الحكومة المحلية في محافظة البصرة، اتخاذ إجراءات احترازية في المناطق المحاذية للحدود العراقية - الكويتية، تحسبًا لوصول موجة السيول التي تجتاح الكويت منذ أسبوع، فيما شكّلت الإدارة المحلية لمنطقة سفوان الحدودية خلية أزمة تحسبًا لأي مستجدات.

 

وقال رئيس المجلس المحلي في سفوان مناضل الجوراني، إن المنطقة تعد من أولى المناطق العراقية التي من الممكن أن تتأثر بموجة السيول الكويتية، كونها تعدّ أقرب منطقة مأهولة قريبة من الحدود، وهي تضم المنفذ البري الوحيد بين العراق والكويت.

يمين الصفحة
شمال الصفحة