يعاني ما يقرب من 40 % من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد وذلك وفقا لأحدث تقارير برنامج الغذاء العالمي، الذي أكد أن ما يزيد على1.8 مليون شخص فى أفريقيا الوسطي يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد، مشيرا إلى أنه على الرغم من توقيع معاهدة سلام بين الحكومة و14 جماعة مسلحة في فبراير الماضي إلا أن الوضع الأمني مازال مضطربا في جميع أنحاء البلاد.
وأشار التقرير إلى أن انعدام الأمن في البلاد يعد سببا رئيسيا في صعوبة الوصول للغذاء، موضحا أنه حان الوقت ليحترم أطراف النزاع جميعهم اتفاقيات السلام.
وكشف التقرير عن أن المنطقة الواقعة في شرق جمهورية أفريقيا الوسطى هى الأكثر تأثرا بانعدام الأمن الغذائي إذ أنها تأوي أكبر عدد من السكان المشردين في البلاد، وأن الوضع الإنساني يشهد تراجعا ملحوظا في هذه الدولة المصنفة من بين الدول الأكثر اضطرابا في العالم بعد الأزمة التي اندلعت عام 2013 عقب الإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزيه.
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أكدت - في تقرير نشرته مطلع العام الجارى - أن 2.9 مليون شخص - نصفهم من الأطفال - يحتاجون للحماية والمساعدة الإنسانية في أفريقيا الوسطى التي يبلغ إجمالي عدد سكانها 4,5 مليون نسمة، وأن ما يقرب من 622 ألف شخص مدرجون ضمن سجلات المشردين، بينما تم تسجيل 590 ألف لاجىء من جمهورية أفريقيا الوسطى في دول الجوار.
يشار إلى أنه على الرغم من مرور خمسة أشهر على توقيع إتفاقية السلام بين الحكومة و 14 من الجماعات المسلحة في أفريقيا الوسطى، التي لقيت استحسانا من المجتمع الدولي إلا أن تنفيذ اتفاقية السلام - الذي يعد الثامن من نوعه منذ اندلاع الصراع في أفريقيا الوسطى عام 2013 - لا يزال هشا وبطيئا، كما أن سيطرة الدولة لا تزال - بحسب المراقبين الدوليين - مقتصرة على جزء صغير من الأراضي في أفريقيا الوسطى في الوقت الذى تتقاتل فيه الجماعات المسلحة فى كافة الأقاليم لتضع يدها عنوة على موارد الدولة مثل الألماس والذهب والماشية.