???????? ??????
تحيي منظمة الصحة العالمية غدا ( الأربعاء )اليوم العالمي لمرض الانسداد الرئوي المزمن 2019 تحت شعار"الكل معاً لإنهاء مرض الانسداد الرئوي المزمن"، ويتسبب المرض فى انسداد مزمن يحول دون تدفق الهواء من الرئتين، وهناك نقص في تشخيص هذا المرض الرئوي الذي يعرقل عملية التنفس العادية ويهدد حياة المصابين به ولا يمكن الشفاء منه بشكل تام.
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن 64 مليون شخص – حالياً – لديهم داء رئوي مسد مزمن ، و 4 ملايين شخص ماتوا بسببه، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يصبح داء الانسداد الرئوي المزمن السبب الرئيسي الثالث للوفاة في العالم بحلول عام 2030 ، وإن ما يقرب من 90% من حالات الوفيات بالداء الانسداد الرئوي المزمن تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث أن الاستراتيجيات الفعالة للوقاية والمكافحة لا تنفذ دائماً أو لا يمكن الوصول إليها.
وتحتفل دول العالم باليوم العالمي لمرض الانسداد الرئوي المزمن في 3 نوفمبر من كل عام بالتعاون مع خبراء الصحة، والمصابين بالمرض ، وكان قد تم الاحتفال باليوم العالمي الأول لمرض الانسداد الرئوي المزمن في عام 2002.
ويصيب هذا المرض الرئة ، ويتميز بانخفاض مستمر في تدفق الهواء ، وتتفاقم أعراضه بمرور الوقت، وتتمثل في ضيق التنفس عند الإجهاد لتصل في المراحل المتقدمة من المرض إلى ضيق التنفس أثناء الراحة ، وتنخفض معدلات تشخيصه الذي قد يودي بحياة المصابين به. وكثيرا ما يستخدم مصطلحا "التهاب الشعب الهوائية أو القصبات المزمن" و "الانتفاخ الرئوي"، لوصف الإصابة بالمرض.
وتتعدد أسباب المرض ولكن المسبب الاكبر له هو التدخين بمختلف أنواعه (السجائر، السيجار ودخان الأنابيب (الشيشة)، بالاضافة إلى التدخين السلبي ، حيث أن حوالي 90 % من الأشخاص الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن هم من المدخنين أو المدخنين السابقين ، ومعظم المصابين يبلغون من العمر 40 عاماً على الأقل ولديهم تاريخ من التدخين ، وكلما طالت مدة تدخين منتجات التبغ، زاد خطر الإصابة بالمرض.
ويتسبب أيضا التعرض طويل الأجل لتلوث الهواء واستنشاق الغبار للمرض ، بالاضافة إلى أنه في البلدان النامية غالبا ما تكون المنازل غير جيدة التهوية، مما يضطر الأسر إلى استنشاق أبخرة من حرق الوقود المستخدم في الطهي والتدفئة ؛بالاضافة إلى الاستعداد الوراثي ، كما أن حوالى 5 % من الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن يعانون من نقص في بروتين يسمى "التربسين ألفا 1 "وهذا النقص يسبب تدهور الرئتين ويمكن أن يؤثر أيضاً على الكبد.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن داء الانسداد الرئوي المزمن هو ثالث أكبر سبب للوفاة في أمريكا ، حيث يوجد 30 مليون أمريكي مصابين به ويتطور المرض ببطء وأكثر الأعراض شيوعاً ضيق التنفس أو الحاجة إلى استنشاق الهواء، والسعال المزمن، وإفراز البلغم الممتزج بالمخاط، وتصبح ممارسة الأنشطة اليومية، مثل ارتقاء عدد قليل من درجات السلم أو حمل حقيبة وحتى القيام بالأعمال اليومية الروتينية،أمراً صعباً للغاية مع تفاقم المرض تدريجياً.
كما يعاني المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن من اشتداد حالة المرض من حين لآخر، إذ يتعرضون لنوبات خطيرة من ضيق التنفس المستمر والسعال وإفراز البلغم لفترات تستمر لبضعة أيام أو حتى أسابيع قليلة. ومع تفاقم المرض قد تظهر أعراض أخرى مثل الزكام أو الإنفلونزا وفقدان الوزن وانخفاض القدرة على التحمّل في العضلات السفلية وتورم الكاحلين أو القدمين أو الساقين الأمر الذي يدعو إلى الحصول على الرعاية الطبية العاجلة بما في ذلك البقاء في المستشفى، ويودي بحياة المريض في بعض الأحيان.
وعادة ما يشتبه في إصابة الأشخاص الذين يعانون من الأعراض المبينة سلفاً بمرض الانسداد الرئوي المزمن، ويمكن تأكيد إصابتهم من عدمها عن طريق اختبار للتنفس يعرف باسم «قياس التنفس» يقيس كمية وسرعة الهواء الذي يستطيع الشخص زفره قسراً.
ومرض الانسداد الرئوي المزمن لا يمكن الشفاء منه إلا أن العلاجات الطبية والبدنية المتاحة تساعد في تخفيف حدة الأعراض، وتعزيز القدرة على ممارسة الأنشطة وتحسين نوعية حياة المصابين به، وتقليل خطر الوفاة بسببه . والإقلاع عن التدخين هو العلاج المتاح الأكثر نجاعة وفعالية من حيث التكلفة لعلاج المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن ممن لا يزالون يدخنون، إذ يبطئ الإقلاع عن التدخين تطور المرض لدى المدخنين ويقلل الوفيات المرتبطة به.
ويفيد العلاج بأدوية الكورتيكوستيرويدات "الكورتيزون" المستنشقة بعض وليس كل المصابين بالانسداد الرئوي المزمن العلاج بالأوكسجين ، إذا كان مستوى الأكسجين في الدم منخفضاً للغاية، فيمكن تلقي الأكسجين الإضافي من خلال قناع أو قنية الأنف للمساعدة على التنفس بشكل أفضل ؛ وأحيانا يتم اللجوء للجراحةعندما يكون هناك شكل من أشكال انتفاخ الرئة الحاد ، كما أن زرع الرئة هو خيار في بعض الحالات.
ووضعت منظمة الصحة العالمية أول معاهدة دولية بشأن التبغ تم التفاوض بشأنها وصادقت عليها أكثر من 180 بلداً ، كما تتولى المنظمة قيادة التحالف العالمي لمكافحة الأمراض التنفسية المزمنة ورؤية عالم يتمكن جميع سكانه من التنفس بدون صعوبة خاصة البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة والفئات السكانية المستضعفة.