سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، الضوء على إعلان وزارة الدفاع (البنتاجون)، ضرب خمسة أهداف في العراق وسوريا تحت سيطرة مجموعة شبه عسكرية تدعمها إيران، أمس الأحد، انتقاما لهجوم صاروخي أسفر عن مقتل أمريكي كان ضمن القوات المتواجدة في قاعدة (كي وان) قرب مدينة (كركوك) العراقية.
وأوضحت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- أن الغارات الجوية التي نفذتها طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية ضربت ثلاثة مواقع في العراق، واثنين في سوريا تحت سيطرة مجموعة (كتائب حزب الله)، فيما أكد كبير المتحدثين باسم البنتاجون جوناثان هوفمان، أن الأهداف شملت منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع قيادة كانت تُستخدم لمهاجمة القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها.
وتابعت الصحيفة: "أن رد الولايات المتحدة على الهجوم، كان أمرا غير معتاد، لكنه تضمن في الوقت نفسه ضربات مباشرة على وكلاء إيران داخل العراق وسوريا".
وأشارت، إلى أن الجيش الأمريكي عاد إلى العراق في عام 2014، حيث امتنعت القوات المدعومة من إيران والقوات الأمريكية عن مهاجمة بعضها البعض لوجود عدو مشترك وهو تنظيم (داعش) الإرهابي، لكن هذا التنظيم فقد أرضه، حتى زادت التوترات بين واشنطن وطهران، أيضا بسبب حملة "الضغط الأقصى"، التي تتبعها إدارة ترامب حيال الأخيرة.
وأضافت الصحيفة: "أن الهجمات الصاروخية التي شنها وكلاء إيرانيون خلال الفترة الأخيرة، هددت السلام المضطرب في المنطقة حتى جاء الهجوم المميت الذي وقع يوم الجمعة ضد القوات الأمريكية، وهنا يبرز السؤال الأساسي وهو ما إذا كان الهجوم الأمريكي المضاد سوف يخفف من دائرة العنف أم يصعدها!".
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أحيط بالهجوم من قبل قادة وزارة الدفاع يوم أمس الأول، وسمح ببدء الضربات، فيما سافر مسئولون أمريكيون من بينهم وزير الدفاع مارك إسبر ووزير الخارجية مايك بومبيو، إلى منتجع (مار لاجو) الخاص بترامب في ولاية (فلوريدا) لإجراء مناقشات مع الرئيس حول هذا الشأن.
وقال خبراء، إن طهران أخطأت في تقدير رغبة ترامب في تجنب الحرب معها، واعتبرت أن ذلك من شأنه كبح جماح الجيش الأمريكي إذا تعرضت قواته لهجوم، فيما قالت كيرستين فونتينروز، وهي مسئولة سابقة في مجلس الأمن القومي، وتعمل حاليا مع المجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية أمريكية مستقلة)" إن الاضطرابات والاحتجاجات الحالية في العراق سمحت لوكلاء إيران بالعمل دون قيود، حتى إن نشاط إيران المتصاعد أقنع الولايات المتحدة بضرورة التحرك للرد.
وأضافت فونتينروز، حسبما نقلت (نيويورك تايمز): "علمنا أن إيران ستتبع سياسة تصعيد مستمر على مستوى منخفض مع الولايات المتحدة وحلفائها على الأقل خلال موسم الانتخابات الأمريكية، حيث تدرك إيران أن الرئيس ترامب لا يريد حربا شاملة، لكن خطأها تمثل في افتراض أن التفكير الاستراتيجي الأمريكي لن يتكيف مع الظروف على أرض الواقع".
وأخيرا، أكدت الصحيفة الأمريكية، أنه بينما سعى ترامب إلى إنهاء الحرب الأمريكية ضد تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، فقد بنى في الوقت نفسه قوات، تهدف إلى ردع الهجمات الإيرانية في المنطقة، فيما قال مسئولون في إدارة ترامب أيضًا إن القوات الأمريكية، عملت في العراق للمساعدة في مواجهة النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة.