نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تعلق عملياتها ضد داعش استعدادا لإيران

سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الضوء على تعليق التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة العمليات ضد داعش، وذلك كي يستعد للتصدي للهجمات الإيرانية المحتملة.

وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - إن القوات الأمريكية المرابطة في سوريا والعراق يركزون حاليا على حماية أنفسهم.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا علق حملته التي استمرت لسنوات ضد داعش في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية لمواجهة انتقام إيران بسبب ضربة أمريكية أسفرت عن مقتل ثاني أقوى القيادات في إيران.

ووفقا للصحيفة، أفاد بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية بتوقف أنشطتها مؤقتًا بعد الهجمات المتكررة التي استهدفت قواعد عراقية وأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة والتي أسفرت أحدها عن مقتل متعاقد أمريكي يوم 27 ديسمبر، على أن يخضع هذا القرار لمراجعة مستمرة.

وقال البيان "سنواصل الدعم بكل حزم كشركاء لحكومة العراق وشعبها الذين رحبوا بنا في بلادهم للمساعدة في هزيمة داعش. وما زلنا على استعداد لإعادة توجيه انتباهنا الكامل وجهودنا إلى هدفنا المشترك المتمثل في ضمان دحر داعش بصورة دائمة".

وأفادت (نيويورك تايمز) بأن هذه الخطوة جاءت بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد الأمن والمخابرات الإيراني المسؤول عن مقتل مئات الجنود على مدار الأعوام الماضية، وأبو مهدي المهندس، قائد في ميليشيا الحشد الشعبي العراقية ومسؤول حكومي، في غارة أمريكية بدون طيار خارج مطار بغداد، لافتة إلى أن حوالي 5 آلاف و200 جندي في العراق وعدة مئات في سوريا يركزون في الوقت الحالي على تعزيز مواقعهم الأمامية وتحصينها بدلاً من ملاحقة فلول داعش وتدريب القوات المحلية.

وأضافت أنه لم يتبق سوى الانتظار الآن لنرى ما سوف تفعله إيران بالضبط للانتقام من هذه الضربة الأمريكية، مشيرة إلى خروج عشرات الآلاف من المقاتلين المؤيدين لإيران إلى شوارع بغداد خلال الأيام الأخيرة الماضية، مرددين أن "الانتقام قادم" ضد الولايات المتحدة.

 وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة إن الولايات المتحدة تحتفظ بمجموعة من المواقع والقواعد والمطارات تتصل جميعها بطرق النقل البري والجوي في سوريا والعراق، حيث تعمل وحدات صغيرة من القوات الأمريكية إما على تدريب القوات المحلية أو العمل إلى جانبهم في عمليات مكافحة الإرهاب ضد داعش.

ورجحت (نيويورك تايمز) أن يسمح قرار الولايات المتحدة بوقف المهام السالف ذكرها والتركيز بدلاً من ذلك على تأمين قواتها، لتنظيم داعش الإرهابي بإعادة بناء نفسه في المناطق غير الخاضعة للحكم حيث يمكنها جمع شتات نفسه، كما فعل عندما غزت تركيا شمال سوريا في أكتوبر الماضي. ومما زاد الطين بلة هو تحول انتباه الميليشيات التي تدعمها إيران والتي تقاتل داعش تجاه الولايات المتحدة.

ونسبت إلى مايكل نايتس، وهو زميل بارز في معهد سياسات الشرق الأدنى بواشنطن، القول إن الحرب ضد داعش تدهورت بشكل كبير بسبب التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى حقيقة استبعاد القوات الأمريكية مؤخرًا من العمليات البرية وإغلاق المجال الجوي في المعركة ضد داعش نتيجة للضغط على الحكومة العراقية من الميليشيات المدعومة من إيران المتواجدة في البلاد.

وتابع نايتس قائلا إنه من ضمن القرارات التي من المفترض أن تؤدي إلى مزيد من تدهور الجهود التي تقودها الولايات المتحدة هو أن تحد قوات العمليات الخاصة الأمريكية من مهامها، لافتا إلى انتشار قوات الولايات المتحدة في العديد من القواعد الأمريكية والعراقية المشتركة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد للضغط على خلايا داعش التي تحاول استعادة نشاطها.

وقالت الصحيفة إن قرار الإدارة الأمريكية بتعليق عمليات مكافحة الإرهاب بعد الهجوم على الجنرال سليماني أثار انتقادات حادة من العديد من المتخصصين السابقين الأمريكيين في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب .

وفي السياق نفسه، قال محللون أمنيون أخرون إن الإدارة الأمريكية تواجه الآن معركة متصاعدة متعددة الجوانب ضد مجموعة من المتطرفين.

وأضافت الصحيفة أن تصويت البرلمان العراقي أمس لطرد القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى من البلاد زاد من تعقيد الموقف.

وعلى الرغم أن الحكومة العراقية أعلنت هزيمة تنظيم داعش في ديسمبر 2017 واستعاد التحالف بقيادة الولايات المتحدة والمقاتلون السوريون السيطرة على أخر مجموعة من الأراضي في سوريا مارس الماضي، إلا أن مقاتلي داعش واصلوا الهجمات في كلا البلدين، وإن كان ذلك على نطاق أصغر بكثير.

وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان تحذير بريت ماكجورك، مبعوث ترامب الخاص إلى التحالف الدولي الذي يقاتل داعش، أن رحيل القوات الأمريكية من العراق- في أعقاب تعليق مهام مكافحة الإرهاب- قد يترك البلاد عرضة لموجة إرهابية جديدة. كما حدث بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق عام 2011.

يمين الصفحة
شمال الصفحة