تناولت الصحف الصادرة اليوم عددا من الموضوعات المهمة، منها استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، وتنفيذ المنطقة الشمالية العسكرية بالتعاون مع القوات البحرية وعناصر من القوات الخاصة عددا من الأنشطة التدريبية فى إطار فعاليات المناورة "قادر 2020" التي تنفذ على كافة الاتجاهات الإستراتيجية براً وبحرا وجواً بالتعاون بين كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية للقوات المسلحة.
وألقت صحف "الأهرام والأخبار والجمهورية" الضوء على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، حيث أعرب خلاله السيسي عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف وفقا لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية لتلك التحديات.
ونقلت الصحف تصريحات السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، والتي أكد خلالها أن الرئيس السيسي رحب برئيس المجلس الأوروبي خلال أول زيارة يقوم بها للقاهرة، وأكد مكانة الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي "الشريك التجاري" الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين، والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط.
في المقابل، اهتمت الصحف بإعراب ميشيل عن تقدير المجلس الأوروبي، لجهود مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، والفكر المتطرف، وتأكيده أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً في التعامل مع تلك التحديات.
وثمن ميشيل العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بمصر، خاصةً في ظل الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها محوراً للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد، مما يجعلها شريكاً استراتيجياً هاماً للاتحاد الأوروبي.
وأوضح المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة المؤسسية بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم تأكيد الحرص على أهمية استمرار تعزيز التعاون والحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.
وتطرق اللقاء إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة؛ لا سيما تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التوافق بشأن أهمية تعظيم قنوات التشاور بين الجانبين في هذا الشأن، كما تلاقت الرؤى حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الليبية، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية في ليبيا، ويصون سيادتها ووحدة أراضيها، ويحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.
كما تطرق اللقاء إلى استعراض آفاق التعاون الثلاثي بين المجلس الأوروبي ومصر في مجالات التنمية، وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية، خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث أشار الرئيس السيسي - في هذا الصدد - إلى فرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في أفريقيا، خاصةً في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معرباً عن استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الأفريقية.
وكذلك أبرزت الصحف، تنفيذ المنطقة الشمالية العسكرية بالتعاون مع القوات البحرية وعناصر من القوات الخاصة عددا من الأنشطة التدريبية فى إطار فعاليات المناورة "قادر 2020" التي تنفذ على كافة الاتجاهات الاستراتيجية براً وبحرا وجواً بالتعاون بين كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية للقوات المسلحة .
وأشارت الصحف إلى أن وحدات المنطقة الشمالية العسكرية قامت برفع درجات الاستعداد والاصطفاف والتفتيش وتحميل المركبات والمدرعات والتحرك إلى مناطق عملها بالناقلات والسكك الحديدية في إطار خطة الفتح الاستراتيجي وإعادة تمركز كتيبة صاعقة لتنفيذ مهام قتالية خاصة على الاتجاه الإستراتيجي الشمالي.
كما نفذت تدريبا مشتركا لتأمين ساحل البحر المتوسط لصد إبرار بحري معاد بالتنسيق مع القوات البحرية والجوية وقوات حرس الحدود والقوات الخاصة مع تنفيذ أعمال القيادة والسيطرة من مركز العمليات المتقدم بقاعدة محمد نجيب العسكرية .
كما قامت القوات البحرية من مناطق عملياتها بتأمين الاتجاهات الإستراتيجية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية والقوات الخاصة وتستمر في تأمين المنشآت الحيوية بالبحر وبالمياه الإقليمية والاقتصادية ونفذت العديد من الأنشطة القتالية في المرحلتين الأولى والثانية ومنها تنفيذ عملية برمائية على ساحل البحر المتوسط بالتعاون مع القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى وتنفيذ عدد من الرمايات لعدد من الطوربيدات والفرقاطات وطائرات الهيل المحمولة بحراً إضافة إلى وحدات مكافحة الغواصات، كما قامت بتعزيز إجراءات الأمن البحري بمسرح عمليات البحرين المتوسط والأحمر وتأمين الممرات الملاحية الدولية.
وقامت قوات الصاعقة بتنفيذ بعض الأنشطة التدريبية تضمنت اصطفافا وتحميلا إستراتيجيا لعناصر من الوحدة 999 قتال بواسطة عدد من الطائرات مختلفة الطرازات، وتنفيذ الإبرار البحري لوحدة صاعقة محملة على عربات هامر بالوسائط البحرية من حاملة المروحيات وتكليفها بمهمة الاستيلاء على رأس شاطئ وتأمينه بالتعاون مع القوات البحرية والجوية، وكذلك الإبرار الجوى لعناصر من الوحدة 999 قتال بواسطة عدد من طائرات الهليكوبتر مختلفة الطرازات وتكليفها بمهمة القضاء على العناصر المعادية وتعاون أعمال قتال الجيوش والمناطق على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
وفي متابعة لزيارة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أبرزت الصحف، تأكيد رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال أن الأمن القومي الليبي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي المصري..قائلا "إن موقف مصر ثابت تجاه ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، ولا تربطها الجغرافيا ولا اللغة إنما تنظر طمعاً ورغبةً في الثروات الليبية التي هي حق الشعب الليبي وحده فى محاولة لفرض لأمر واقع متوهم، وأن مجلس النواب المصري لن يألو جهداً في دعم وحدة الشعب الليبي"، وذلك خلال استقبال الدكتور علي عبدالعال لرئيس مجلس النواب الليبي، حيث بحثا تطورات الأزمة الليبية قبل بدء أعمال الجلسة العامة للمجلس.
وشدد عبدالعال على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يمهد لعودة الأمن والاستقرار ويحافظ على وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها..لافتا إلى أن اتفاق تركيا وحكومة فايز السراج يشكل انتهاكًا صارخاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، ويخالف أيضاً اتفاق "الصخيرات" المتوافق عليه.
وقال رئيس مجلس النواب "إن عناصر الحل السياسي في ليبيا موجودة ومتوافرة، خاصة أن لدينا فرصة مهمة وهي مؤتمر برلين الدولي الذي سيُعقد خلال شهر يناير الجاري، والذي يمثل فرصة مهمة للتوصل إلى توافق بين الأطراف الليبية حول تسوية سياسية للأزمة في هذا البلد الشقيق".
وأضاف "أن مصر لن تتوانى عن تقديم الدعم للأشقاء الليبيين، وأن مجلس النواب يدعم الموقف الشجاع لمجلس النواب الليبي"..معرباً عن ثقته في أن ليبيا ستستعيد عافيتها بفضل شعبها وجيشها وقيادتها الشرعية.
من جانبه..وجه عقيلة صالح التحية للشعب المصري ولرئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان على موقفهم المساند لليبيا في أزمتها الراهنة.. مؤكداً أن ليبيا لا تستعدي أحداً وإنما تدافع عن حقوقها المشروعة في الحفاظ على أراضيها، وأشاد بالموقف المصري المساند للقضية الليبية في رفض التدخلات العسكرية التركية، لما تمثله من انتهاك صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية.
وكذلك اهتمت الصحف بمتابعة، كلمة عبدالعال خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، حيث أكد أن عناصر الحل السياسي في ليبيا موجودة ومتوافرة.. مشددا على أن مؤتمر برلين الدولي الذي سيُعقد الشهر الجاري يمثل فرصة مهمة للتوصل إلى توافق بين الأطراف الليبية حول تسوية سياسية للأزمة في هذا البلد الشقيق.
وجدد عبدالعال التأكيد على ثوابت موقف مصر تجاه الأزمة الليبية وفي مقدمتها احترام إرادة الشعب الليبي وضرورة التوصل إلى حل سياسي يمهد لعودة الأمن والاستقرار ويحافظ على وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وشعبها، وذلك في إطار دعم جهود إيجاد تسوية شاملة تتعامل مع جوانب الأزمة الليبية كافة ووضع حدٍّ للتدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي لا تربطها لا رابطة الجغرافيا ولا روابط اللغة إنما تنظر طمعاً ورغبةً في الثروات الليبية التي هي حق الشعب الليبي وحده فرضاً لأمر واقع متوهم.
وقال عبدالعال "نحن في البرلمان المصري نؤيد وندعم الموقف الشجاع الذي اتخذه مجلس النواب الليبي في رفض هاتين المذكرتين واعتبارهما لاغيتين ولا أثر لهما".
وأكد رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال أن مصر لن تتوانى عن تقديم الدعم للأشقاء في ليبيا من أجل استعادة منطق الدولة الوطنية ومؤسساتها ضد الأفكار المتطرفة ومنطق الإدارة بالميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة الذي تدعمه بعض الدول المعادية للمنطقة بأسرها بهدف إعاقة عودة الاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق.. معربا عن تمنياته بأن تخرج ليبيا من أزمتها الحالية وتستعيد عافيتها بفضل شعبها وجيشها الوطني الأبي وقيادته الشرعية ليكون كما كان دائماً أحد الأعمدة الرئيسية في تعزيز العمل العربي المشترك وحماية الأمن القومي العربي.
في المقابل، قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن "اتفاق الصخيرات" لم يعد له وجود في ظل الممارسات التي يقوم بها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج..لافتا إلى أن ليبيا تواجه هجمة شرسة وتدخلا سافرا من بعض الأطراف وفي مقدمتها تركيا.
وأكد عقيلة صالح، في كلمة له في مستهل الجلسة العامة لمجلس النواب، أهمية مساهمة مؤسسات الدولة المصرية في حل المشكلة الليبية.. معربا عن شكر بلاده لمصر على موقفها الواضح والذي يشهد له التاريخ.
وقال إن مصر لم تتخل عنا يوما، نقدم الشكر لمصر شعبا ورئيسا وحكومة لمساندتهم للشعب الليبي، وإننا لن ننسى لمصر هذا الموقف"..منوها بأن الشعب المصري يقف إلى جانب الشعب الليبي في أزمته الراهنة، وأن هذا ليس بجديد على مصر وقيادتها وشعبها.