اجتماع مجلس الأمن القومي
أكد خبراء ومحللون سياسيون أردنيون، أن الدعوة التي وجهتها مصر لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية يؤكد دورها المحوري والريادي الداعم دائما وأبدا للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، مشيدين بالموقف المصري والأردني بشأن ضرورة وقف الحرب على غزة وإيصال المساعدات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين فورا.
وقال الخبراء والمحللون السياسيون الأردنيون، إن "مصر والأردن يبذلان جهودا حثيثة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مؤكدين أن تلك الجهود حتما ستسفر عن هدنة فورية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، مثمنين حق مصر في الدفاع عن أمنها القومي والتشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
من جانبه، أكد مدير تحرير جريدة الغد الأردنية محمود الطراونة، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، أن مصر تقود جهودا حثيثة من أجل وقف العدوان منذ اللحظات الأولى، وقد نجحت في مرات عدة سابقة وستنجح في هذه المرة؛ لإيمانها بخطورة الأوضاع والحفاظ على الحق الفلسطيني، مشيرا إلى أن دعوة مصر لعقد قمة إقليمية دولية جاءت في وقتها وسط حراك عربي ودولي تقوده القاهرة وعمان، وتواكبا مع جولة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في أوروبا.
وأضاف أن قرارات اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي - حيث تم استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة - يؤشر إلى الشعور بالمسئولية العربية والدولية لدى مصر، مؤكدا حرص مصر على مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين هو تأكيد على دورها الريادي والمحوري تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت الطراونة إلى أن مصر والأردن منذ اللحظات الأولى يعملان سويا من أجل خفض التصعيد؛ لأن القضية الفلسطينية تمثل ضرورة محورية بالنسبة للقاهرة وعمان بحكم الجغرافيا والتاريخ، مشددا على أن بلورة موقف مصري أردني عربي منذ بداية الحرب يمثل استراتيجية فاعلة من أجل وقف العدوان والتوصل إلى حلول سريعة تخفف من حدة الوضع على الأشقاء في غزة.
وبدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية بالأردنية والخبير الاستراتيجي الدكتور جمال الشلبي، إن دعوة مصر لقمة إقليمية ودولية تمثل أول تحرك عربي واضح ومنظم عبر قمة عالمية لوضع آليات لوقف العنف، ومن ثم إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني وبعدها يمكن الحديث عن مستقبل القضية الفلسطينية دوليا.
وأضاف الشلبي ، في تصريح لـ أ ش أ، أن مصر والأردن يعتبران اللاعبين الأساسيين في القضية الفلسطينية بحكم الجغرافيا والتاريخ ومن مصلحتهما أمن واستقرار وحل عادل للقضية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدا أن القاهرة وعمان يمتلكان علاقات إقليمية ودولية على مستوى عالي جدا ولديهما من الأدوات الدبلوماسية ما يساهم في حل القضايا العالقة وخصوصا القضية الفلسطينية ولكن لا توجد إرادة حقيقية لدى الأطراف الأخرى في عملية السلام وخصوصا إسرائيل.
ونوه بأن العاهل الأردني يجري حاليا مباحثات مع الدول الأوروبية الصديقة ولديه من العلاقات معها ما يستطيع أن ينتزع منهم أدوات وجهود لتخفيف التوتر بالمنطقة وعودة الهدوء، مؤكدا أن مصر والأردن صمام أمان المنطقة وبوابة أمن واستقرارها.
وأعرب الشلبي عن اعتقاده بأن تصل الجهود المصرية والأردنية المتواصلة إلى حلول تهدف إلى وقف الحرب والتوصل إلى هدنة تساهم في إدخال المساعدات إلى القطاع، مؤكدا أن القاهرة وعمان حريصان على إدخال المساعدات الإنسانية فورا إلى الأشقاء في غزة للتخفيف من حدة الضغط والعمل على عودة الحياة ولو جزئيا للسكان.
ومن ناحيته، اعتبر مساعد الأمين العام للشئون الصحية في حزب الأنصار الأردني الأستاذ الدكتور محمد حسن الطراونة، أن مصر والأردن دائما هما طوق النجاة للقضية الفلسطينية وبوابة الأمن والاستقرار في الإقليم، مؤكدا أن الجهود التي تقوم بها القاهرة وعمان تهدف في المقام الأول عدم تصفية القضية الفلسطينية كما يرد البعض، ولعل المواقف المتطابقة بين البلدين بشأن رفض التهجير خير دليل على ذلك.
ولفت الطراونة، في تصريح خاص لـ أ ش أ، إلى أن حرص مصر ودعوتها على عقد قمة إقليمية دولية مع تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية من أجل إيصال المساعدات المطلوبة، والتأكيد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، والإعلان عن استعداد مصر للقيام بأي جهد من أجل التهدئة وإطلاق واستئناف عملية حقيقية للسلام يمثل استراتيجية مصرية في كافة الأزمات والقضايا وخصوصا الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال.
ونوه بأن الهبة المصرية والأردنية دائما للدفاع عن القضية والشعب الفلسطيني، هو عنوان السياسة في البلدين في كل وقت وفي كل حين، واصفا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني بأنه "جريمة حرب وإبادة جماعية" تخالف القانونين الدولي والدولي الإنساني.
وشدد الطراونة على أهمية احترام السيادة والأمن القومي لمصر وإجهاض المحاولات الإسرائيلية الممنهجة لتهجير الفلسطينيين إلى أراض مصرية، هو أمر مرفوض عربيا على كافة المستويات الرسمية والشعبية..داعيا إلى ضرورة أن تضع تلك القمة الإقليمية الدولية، التي دعت إليها مصر، مسارا لاستئناف عملية السلام أمام العالم لكشف وجه إسرائيل الرافض لكافة مبادرات السلام العربية.