وثقت مجلة "الأهرام العربي" في عددها الصادر حديثا، بالصورة، المأساة الفلسطينية وما تعرض له الشعب الفلسطيني، من إبادة ممنهجة وتهجير قسري، تم التخطيط لهما بدقة.
واحتوى ملف "الأهرام العربي" صورا خاصة بالمأساة الفلسطينية، قبل الهجرة اليهودية إليها، متتبعا تاريخ القضية الفلسطينية بالصور، ربما قبل بداية وعد بلفور الشهير في 1917، حيث تكذب الصور دعاوى إسرائيل بأن "فلسطين أرض بلا شعب" يجب أن تمنح "لشعب بلا أرض".
وكشفت الصور كيف كانت فلسطين تتمتع بحياة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مزدهرة، قبل عام 48، أو قبل عام النكبة، وكانت دور السينما والمسارح تستقبل أم كلثوم وعبد والوهاب ويوسف وهبي، وكان أهلها منفتحين على العالم، وينطلق القطار من القاهرة إلى القدس وحيفا، دون عوائق، إلى أن بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين تأخذ منحى صاعدا.
وأظهرت الصور عمليات إبادة ممنهجة، وتهجير قسري، تم التخطيط لهما بدقة، عن طريق عمليات الاغتيال، التي طالت رموزا سياسية، دولية ومحلية، وقفت ضد المشروع الإسرائيلي الاستيطاني الإقصائي، بينما تحكي الصور كيف قاوم الفلسطينيون، لكن صوت المذابح من دير ياسين إلى كفر قاسم وقبية والطنطورة وصبرا وشاتيلا وجنين كان أقوى.
وبدت الصور في "الأهرام العربي" وكأنها تحكي حكاية أو سردية كبرى، بأقل عدد من الكلام، لتصحح الصور المغلوطة التي روج لها الإعلام الغربي، فالتكوين الفوتوغرافي يتحدث نيابة عن اللغة، خصوصا في الصور التي تعرض للنكبة الفلسطينية، في عموم فلسطين،إذ تتواطأ القوى الدولية على غزة في حرب إسرائيل الخامسة عليها، ليموت أكثر من 6 آلاف طفل، وتقصف المدارس والمستشفيات ومحطات الوقود، والمخابز ومحطات تحلية المياه، في مخالفة صريحة لكل القوانين الدولية والإنسانية.
بدوره، يقول الكاتب الصحفي جمال الكشكي رئيس تحرير الأهرام العربي، "إن هذا العدد الاستثنائي يبدأ التأريخ بالصورة، قبل ظهور الحركة الصهيونية بقيادة هيرتزل، حتى الحرب الحالية على غزة، التي فاقت في وحشيتها أي حرب أخرى على مستوى الكرة الأرضية".
وتابع الكشكي "وراء كل صورة حكاية، وكل حكاية لها ألف باب، تباينت زوايا التقاطها، لكنها تلاقت في الجوهر، فهي تفضح مخططات التهجير وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وزعزعة الاستقرار في الإقليم والمنطقة "، لافتا إلى أن البحث في الصور الخاصة بأرشيف الأهرام والهيئة العامة للاستعلامات والسفارة الفلسطينية بالقاهرة، لخص سيرة ومسيرة شعب صامد بقوة وثبات على أرضه، منذ آلاف السنين".
وأضاف أن الصور التي نشرتها "الأهرام العربي" في عددها الخاص، تؤكد صحة وسلامة الموقف المصري، والتقدير الاستراتيجي للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث يؤكد أن استقرار الشرق الأوسط والعالم لن يحدث دون إقامة دولة فلسطينية، ذات سيادة، على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.