الزراعة والأمن والبنية التحتية والتدريب.. مصر وغينيا الاستوائية يبحثان مجالات التعاون المقترحة بين البلدين
جانب من اللقاء
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وتيدورو أوبيانج نائب رئيس غينيا الاستوائية، اليوم الثلاثاء، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية، جلسة مباحثات مُوسّعة استعرضت سُبل تعزيز التعاون في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وحضر المباحثات من الجانب المصري: الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، ومحمود توفيق وزير الداخلية، والدكتور عاصم الجزّار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، وحمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، ومسئولي الجهات المعنية.
فيما حضر المباحثات من جانب غينيا الاستوائية: سيميون أويونو وزير الخارجية والعلاقات الدولية والشتات، ونيكولاس أوباما وزير الدولة للأمن القومي، وميتوها أوندو وزير الصحة والرفاهية الاجتماعية، وخوسيه خوان ميكينا وزير الزراعة والإنتاج الحيواني والتنمية الريفية، وعدد من مسئولي وزارتي الدفاع والمالية.
وفي البداية، هنأ رئيس الوزراء، "أوبيانج"، بمناسبة إعادة تعيينه نائبًا لرئيس جمهورية غينيا الاستوائية، معربًا عن تقديره لإعلان غينيا الاستوائية عن تبرع بقيمة ٥٠٠ ألف يورو لأهالي قطاع غزة عبر الهلال الأحمر المصري؛ للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها سكان القطاع.
وأكد رئيس الوزراء، استعداد الدولة المصرية لدعم مجالات التعاون الاقتصادية والأمنية مع جمهورية غينيا الاستوائية، عبر إيفاد خبراء مصريين إلى مالابو لدعم تطوير منظومة الأمن الداخلي، متطلًعا إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، واستعداده لدعم توقيع صفقات تجارية لتوريد المنتجات الغذائية بأنواعها المختلفة، بما يُسهم في زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وأعرب "مدبولي"، عن رغبته في أن تقوم حكومة غينيا الاستوائية بإسناد المزيد من مشروعات البنية التحتية إلى شركة المقاولون العرب في مالابو، وخاصة مشروعات الطرق ومحطات المياه والصرف الصحي، عبر تقديم التسهيلات اللازمة لعمل الشركات المصرية الخاصة في غينيا الاستوائية، مؤكدًا دعم مصر لاستكمال مشروع مصفاة البترول في العاصمة مالابو التي يتم إنشاؤها عبر تعاون حكومة غينيا الاستوائية مع كل من شركة "بيتروجيت" و"المقاولون العرب".
وأكد رئيس الوزراء، استعداد الحكومة للتعاون مع غينيا الاستوائية في تنفيذ المقترح الخاص بإنشاء أكاديمية للدبلوماسية في مالابو بدعم من الخبرات الدبلوماسية المصرية، وتسيير خط طيران بين القاهرة ومالابو، ، فضلًا عن تعاون الجانب المصري في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الاستوائية، واستعداد الحكومة لدراسة تأجير وزراعة أراض في غينيا الاستوائية من قبل الشركات المصرية لزراعة المحاصيل ذات الأولوية
ورحّب "مدبولي"، بالتعاون المشترك لإنشاء مصنع للدواء في غينيا الاستوائية، لتغطية احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى دول الجوار، مُعربًا عن استعداد الحكومة لإبرام صفقات تجارية في مجال الدواء، والتعاون في مجال الرعاية الصحية عبر توفير المستلزمات الطبية بأسعار مناسبة للمستشفيات الحكومية في البلد الأفريقي الشقيق.
كما رحب رئيس الوزراء، باستقبال أي من مواطني غينيا الاستوائية لتلقى العلاج الطبي في المستشفيات المصرية بأسعار تنافسية مقارنة بنظيراتها العالمية، مشيدًا بالمشروع الذي تتبناه غينيا الاستوائية الخاص بإنشاء عاصمة إدارية جديدة.
وأعرب "مدبولي"، عن أن الحكومة المصرية مستعدة لتبادل الخبرات اللازمة حول هذا المشروع، كما أن الشركات المصرية على أتم الاستعداد لتحقيق هذا الحلم لشعب غينيا الاستوائية الشقيق.
بجانبه، تقدّم "أوبيانج"، بالشكر لرئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال له وللوفد المرافق، مؤكدًا عمق العلاقات الوطيدة التي تربط بين القاهرة ومالابو.
وقال نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية: "مصر بلد شقيق ونموذج محوري للتضامن والتعاون الأفريقي"، مؤكدًا عن تقديره الشديد للدور المهم والمحوري الذي تلعبه مصر لدعم الاتحاد الأفريقي؛ بما يسهم في إحلال السلام والرخاء في القارة السمراء.
كما شكر "أوبيانج"، مصر لمجهوداتها لحفظ الأمن وحرصها على إحلال السلام في القارة الأفريقية وفي منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا رفض بلاده لما يحدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يحدث من أعمال قصف وقتل بحق المدنيين العُزل في القطاع.
وأشاد بما رآه في العاصمة الإدارية الجديدة من إنجازات مهمة تحققت خلال فترة قصيرة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز "يمنحنا مزيدا من الطاقة والأمل والإرادة لأن نحذو حذو هذه التجربة وأن يكون لدينا نماذج مثيلة".
وفي هذا السياق، طلب "أوبيانج" تعاون الحكومة المصرية في إنشاء مكتب مشترك لمساعدة بلاده في إعداد التصميمات والاستشارات الهندسية اللازمة الخاصة بإنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في غينيا الاستوائية، مضيفًا: "نرغب في بناء عاصمتنا الجديدة على غرار العاصمة الإدارية في مصر، ونتطلع لدعم مصر في ذلك، كما نتطلع لافتتاح مقر سفارة جديدة هنا في العاصمة الإدارية الجديدة".
وتوجّه المسؤول رفيع المستوى، بالشكر للمجهودات غير المسبوقة التي تبذلها الشركات المصرية في غينيا الاستوائية، وعلى رأسها شركة المقاولون العرب التي تنفذ عددًا من مشروعات البنية التحتية في البلاد، داعيًا الشركات المصرية إلى الاستثمار في بلاده، وعقد شراكات مع الشركات المحلة.
كما طلب نائب رئيس غينيا الاستوائية، دعم مصر في مجال تصنيع الدواء لما لمصر من تجارب ريادية في هذا المجال، كما طلب الاستفادة بالتجارب المصرية للقضاء على الأمراض والأوبئة مثل تجربة القضاء على فيروس سي.
وأشاد "أوبيانج" بمذكرات التفاهم والاتفاقات التي تم توقيعها اليوم بين الجانبين، التي تمثلت في توقيع اتفاق بشأن الإعفاء المُتبادل من شرط الحصول على التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة، وتوقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى توسيع روابط التعاون الأكاديمي لاسيما في مجال تدريب وإعداد الدبلوماسيين، وكذا التعاون الأمني والتبادُل المنتظم للخبرات، بين وزارة الداخلية المصرية، ووزارة الأمن القومي بغينيا الاستوائية.
وتطلع "أوبيانج"، لدعم مصر في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الاستوائية لما لمصر من خبرات كبيرة في هذا المجال، مطالبًا بتقديم الجامعات المصرية المزيد من المنح في التخصصات المختلفة للطلاب من غينيا الاستوائية.
وقدّم "أوبيانج" دعوة رسمية لـ"مدبولي"، لزيارة غينيا الاستوائية، وهو ما رحّب به رئيس الوزراء وأكد تطلعه للقيام بهذه الزيارة بما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والانتقال بها إلى آفاق أرحب.
وخلال الاجتماع، أشار وزير الصحة، إلى أنه التقى وزير الصحة في غينيا الاستوائية، وتم التوافق على إيفاد قوافل علاجية من مصر إلى غينيا الاستوائية في العديد من التخصصات، كما تم الاتفاق على توفير أطباء متخصصين للسفر بشكل دوري لتقديم الخدمات العلاجية أو لأغراض التدريب وبناء القدرات، مضيفًا أنه تم كذلك الاتفاق على استقبال وفود من الأطباء من غينيا الاستوائية كي يتلقوا أحدث البرامج التدريبية في مصر.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الأدوية، لفت "عبدالغفار" إلى أن الوزارة مستعدة لاستقبال قائمة الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة وتوريدها إلى غينيا الاستوائية خلال مدة زمنية قصيرة.
وبدوره، قال وزير الإسكان، إنه رافق أمس نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية والوفد المرافق له في جولة بمدينة العلمين الجديدة، حيث أبدى "أوبيانج" رغبته في الاستفادة من التجربة المصرية في مجال التنمية والتطوير العمراني ومد المرافق الخاصة، ومن جانبنا أبدينا استعدادًا للتعاون مع غينيا الاستوائية في هذه المجالات".
وفيما يتعلق بالمكتب الاستشاري الهندسي المشترك الذي طلب نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية إنشاءه بالتعاون مع مصر، أكد "الجزّار" استعداد الوزارة ومعها شركات المقاولات والخبراء الاستشاريين للمساهمة في تقديم جميع صور الدعم الممكنة لهذا المشروع.
من جهته، قال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن مقابلته مع نظيره من غينيا الاستوائية، شهدت مناقشات مهمة لتعزيز التعاون في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني والثروة الداجنة، ومناقشة إمكان تقديم تدريب لرفع كفاءات وقدرات الكوادر من غينيا الاستوائية في مراكز البحوث الزراعية في مصر، أو إيفاد بعثات تدريبية من مصر إلى مالابو.
وأشار الوزير، إلى أنه تم التوافق على تشكيل لجنة تُعقد بشكل افتراضي لتحديد أولويات ملفات التعاون المشتركة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وفي ختام الاجتماع، جدد "مدبولي"، دعمه الكامل لمختلف المشروعات التي ترغب غينيا الاستوائية في تنفيذها مع مصر سواء في مجال الرعاية الصحية أو الأدوية أو إنشاء مكتب استشاري هندسي مشترك.
وأكد رئيس الوزراء، ترحيبه برغبة مالابو بإنشاء سفارة لها في العاصمة الإدارية الجديدة، ومعربًا عن أنه سيبحث هذا الأمر في أقرب وقت مع الجهات المعنية.