
تُعتبر مصر من الدول الرائدة في إنتاج الغاز الطبيعي بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة وتاريخًا حافلًا بالاكتشافات الهامة.
تطور إنتاج الغاز الطبيعي في مصر:
الاكتشافات المبكرة: بدأت مصر اكتشافاتها في مجال الغاز الطبيعي بحقل أبو ماضي في دلتا النيل عام 1967، تلاه حقل أبو قير البحري في البحر المتوسط عام 1969، ثم حقل أبو الغراديق في الصحراء الغربية عام 1971.
المناطق الرئيسية للإنتاج: تُساهم منطقة البحر المتوسط بنسبة 62% من إنتاج الغاز الطبيعي في مصر، تليها دلتا النيل بنسبة 19%، ثم الصحراء الغربية بنسبة 18%.
حقل ظهر: في عام 2015، تم اكتشاف حقل ظهر في البحر المتوسط، والذي يُعتبر من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في العالم.
التحديات والإجراءات الحالية:
انخفاض الإنتاج: شهدت مصر انخفاضًا في إنتاج الغاز الطبيعي منذ عام 2021، حيث بلغ الإنتاج في النصف الأول من عام 2024 حوالي 1.9 مليار قدم مكعب يوميًا، وهو أقل من الذروة التي حققها الحقل في عام 2019.
خطط الاستيراد: بسبب تراجع الإنتاج وزيادة الاستهلاك المحلي، تعتزم مصر استيراد ما بين 155 و160 شحنة من الغاز الطبيعي المسال خلال العام الجاري لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
تعزيز الإنتاج: في يناير 2025، من المتوقع وصول سفينة الحفر "سايبم 10000" إلى حقل ظهر بهدف تعزيز إنتاج الغاز باستخدام تقنيات متقدمة.
ماهي شروط مصر لاستيراد الغاز الطبيعي؟
حددت مصر عدة شروط لتلقي طلبات التعاقد على استيراد شحنات الغاز الطبيعيالمسال اللازمة لها خلال أشهر الصيف، بما في ذلك ألا يتعدى سعر المليون وحدة حرارية 14 دولاراً، بحسب مسؤول، لوكالة بلومبرج.
تعاقدت مصر مع "شل" الهولندية و"توتال" الفرنسية لشراء إجمالي 60 شحنة غاز مسال خلال 2025 بحوالي 3 مليارات دولار، مع الحصول على مهلة في السداد لمدة عام من تاريخ توريد كل شحنة. ويتضمن الاتفاق توريد حوالي 5 شحنات شهرياً، ويتراوح حجم الشحنة الواحدة بين 160 و165 ألف متر مكعب توفر نحو 500 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً للسوق المحلية لمدة أسبوع.
المسؤول أفاد أن بلاده "ستتحمل أعباء إضافية تصل لنحو دولارين لكل مليون وحدة حرارية مقارنة بسعر شراء الغاز الطبيعي الفوري، وذلك كعلاوة سعرية نظير الحصول على فترة سماح في السداد لمدة عام. ونصت كذلك الشروط على عدم استيراد شحنات من الغاز المسال الروسي, بسبب العقوبات المفروضة من قِبل الاتحاد الأوروبي".
تسعى مصر لاستيراد ما يتراوح بين 155 و160 شحنة غاز مسال خلال العام الجاري، لسد الفجوة بين الاحتياج الفعلي للسوق المحلية من الغاز الطبيعي والإنتاج المحلي.
إنتاج البلاد انخفض إلى 4.35 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعي، وتبلغ الاحتياجات اليومية حوالي 6.2 مليار قدم مكعب، وترتفع بشكل أساسي خلال فصل الصيف.
التوجهات المستقبلية:
استراتيجية الطاقة: خفضت مصر هدفها للطاقة المتجددة لعام 2040 من 58% إلى 40%، مع التركيز المستمر على الغاز الطبيعي كمكون رئيسي في مزيج الطاقة.
التعاون الدولي: تسعى مصر إلى تعزيز التعاون مع الشركات العالمية، مثل إيني الإيطالية، لزيادة الاستثمارات في قطاع الغاز الطبيعي.
تُظهر هذه الجهود التزام مصر بتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي وتلبية احتياجات السوق المحلي، مع الحفاظ على دورها كمصدر مهم للطاقة في المنطقة.