بعد فرضية الحجاب.. الهلالي يواصل إثارة الجدل عن المواريث

أثار سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، حالة من الجدل خلال الساعات الماضية، عقب تصريحاته التلفزيونية التي تناول فيها قضايا الحجاب والميراث، معتبرًا أن الميراث ليس فريضة كالصلاة والصوم، وأن المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث يمكن أن تكون قرارًا شعبيًا لا يعارضه الإسلام.

الهلالي: لا نص قرآني يمنع المساواة في الميراث

قال الهلالي في تصريحاته: "الميراث حق تنظمه القوانين والظروف، وليس فريضة مطلقة كالعبادات"، مشيرًا إلى أن المساواة في الميراث لا تتعارض مع الشريعة إذا ما أقرها المجتمع وفقًا لمتغيرات الحياة.

فقهاء الأزهر يردون: الميراث حكم شرعي قطعي

من جانبه، رد عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على تصريحات الهلالي، مؤكدًا أن الميراث أمر إلهي قطعي، لا يجوز الاستفتاء عليه أو التعديل فيه وفق الأهواء.

وقال لاشين إن "الرجال والنساء خُلقوا بخصائص مختلفة تناسب المهام المُناطة بكلٍ منهم، وأن ما أقره الله من تمايزات ليس تمييزًا ظالمًا، بل هو توزيع رباني يضمن استقرار الحياة".

الأزهر مطالب بمحاكمة علمية لتصريحات الهلالي

وأضاف لاشين، عبر منشور له على فيسبوك: "المطالبة بالمساواة في الميراث ابتداع في الدين وتطاول على حكم الله، ولا يجوز طرحه في سياق نقاش شعبي، لأنه شأن إلهي لا بشري".
كما طالب بأن يُعرض الهلالي على محاكمة علمية داخل الأزهر الشريف، معتبرًا أن تكرار مثل هذه التصريحات دون ردع يمثل تشويشًا على وعي العامة.

تصريحات الهلالي.. بين التجديد والرفض

ويأتي هذا الجدل في سياق محاولات بعض المفكرين لتجديد الخطاب الديني، في وقت ترى فيه المؤسسة الدينية أن هناك ثوابت لا يمكن المساس بها، من بينها أحكام المواريث التي وردت صريحة في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" [النساء: 11].

مطالب بضبط الخطاب الديني والإعلامي

واختتم لاشين بيانه قائلًا: "ترك مثل هذه التصريحات تُذاع وتُعرض دون حوار متوازن فيه رد فقهي علمي إخلال بالمهنية والعدالة، وهو ما يستدعي مراجعة دور الإعلام في تناول قضايا الشريعة"

يمين الصفحة
شمال الصفحة